|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  13  / 1 / 2021                                  عبدالزهرة حسن حسب                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حوار مع رجل دين

عبدالزهرة حسن حسب
(موقع الناس)

جمعتني الصدفة برجل دين في مجلس عزاء. الحزن يخيم على المعزين، ومَنع الحديث بينهم فساد الصمت. قطعه رجل الدين بعدما اعتلى المنصة الحسينية وقال: رحم الله من صلى على محمد وآل محمد، ردد المعزون (اللهم صل على محمد وآل محمد).

تحدث رجل الدين في ثلاثة محاور وأجاد الحديث عنها.

المحور الاول هو دور عمل الانسان في دخوله الى الجنة. وخلص للقول من يُقبل عَملُهُ طريقه الى الجنة. ومن لا يقبل عمله يوم الحساب فجهنم بانتظاره.

والمحور الثاني هو الايمان بالله والاعتراف بقدرته في خلقه هذا الكون وهو قادر على كل شيء..

أما المحور الثالث هو العبادة لله وأكد على دور الصلاة وخلص ان الصلاة عمود الدين وهي الفاصل بين المؤمن والكافر. وانهى خطبته بثلاثة ابيات شعرية بحق الحسين وتشيد بدوره في محاربة الظلم حتى الاستشهاد.

الجالسون شكروا رجل الدين ، وشكرته أنا أيضاً.
نظر إليَّ وقال: هل تسمح لي بسؤال؟
- تفضل
• لماذا لا تؤمنون بالله ولا تعبدوه انتم الشيوعيين؟
- الحقيقة احرجني سؤاله أمام هذا الحشد الكبير من المعزين، لكنه كان الفرصة الناس، فكان ردي الآتي: الشيوعيون جزء من المجتمع، والمجتمع فيه المؤمنون بالله والعابدون له، وفيه من لا يؤمن به ولا يعبده. وهذه حقائق لا يستطيع أحد إنكارها. ما يخصني في السؤال، أنا أؤمن بالله وأعبده.
• ماذا تقول؟ أنت تعبد الله!وأنا لم أرك يوما ما تدخل الجامع أوالحسينية ولم يخبرني عن صلاتك أحد.
- ومع هذا أنا أعبد الله.
• نعم نعم ربما تعبد الله في احدى الحانات.
- ليكن في معلومك أنا لم احتس الخمر حتى في شبابي، وعليك ان تعلم اذا لم يكن كلامك مهذباً ويحترم قدسية العمامة التي فوق رأسك لن اواصل الحديث معك.
• قال الشيخ: المعذرة، ولكن أخبرني كيف تعبد الله؟
- الناس لا يعبدون الله بطريقة واحدة بعضهم يعبده بالكلام، والبعض الاخر يعبده بالعمل .
- العابدون ربهم بالكلام يؤمنون بان الانسان في خدمة الدين، وهم المصلين في الجوامع والحسينيات ، يرددون في صلاتهم كلمات حفظوها عن ظهر قلب منذ الطفولة، يشيدون بقدرة الله على عمل كل شيء، وفي دعائهم المرافق للصلاة أو بعدها يطلبون الرزق من الله ودخول الجنة. إذ أن لسان حالهم يقول ربنا آمنا بك وعبدناك فارزقنا وأدخلنا جنتك . وكأن العبادة عندهم مقايضة.
• وما الضير في ذلك يا رجل؟
- الضير انكم تطلبون من الله ما لا يستطيع فعله.
• استغفر الله يا رجل. الله قادر على كل شيء.
- إلاّ مساعدة الانسان في دخول الجنة. وإلاّ لماذا يوم الحساب ؟ . قبل لحظات أكدت أن العمل هو المسؤول عن دخول صاحبه الى الجنة.
• نعم لا أنكر ذلك وأؤكد مرة ثانية ان العمل المقبول يدخل صاحبه الجنة.
- اذا كان الأمر كذلك فلماذا تطلبون المساعدة في دخول الجنة؟
اعلم انك لم تجب عن سؤالي لأنك لا تريد قول الحقيقة.
- انا الذي سأجيب. انتم تعلمون علم اليقين ان اعمالكم لن تنال رضى الله يوم الحساب لأنكم كذبتم وسرقتم وفسقتم وقتلتم وهذه اعمال نهى عنها الله. وإذا أخذنا بنظر الاعتبار انكم لم تعبدوا الله كما عبده الامام علي (ع) عندما خاطب ربه بقوله : (ربي لم اعبدك طمعاً في جنتك ولا خوفاً من عقابك، بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتك). من كل هذا استطيع القول أن الجنة لن تفتح أبوابها على وسعها لبعضكم يوم الحساب.
• وماذا عن الملحدين الذين اسميتهم عبدة الله بالعمل؟
- العابدون ربهم بالعمل يؤمنون أن الدين في خدمة الانسان، فجسدوا عبادتهم بحب الناس ومساعدتهم بكل ما يستطيعون، إذن سوف تنال أعمالهم رضى الله يوم القيامة.

بعد ظهور الفكر الماركسي اعتمده الشيوعيون في عملهم الحزبي، فأحبوا بعضهم بعضاً وأحبوا الناس من حولهم وناضلوا أجلهم، سجنوا وعذبوا واعدموا وهجروا فحققوا ما اشترطه الله على الانسان لدخول الجنة والذي ورد في الانجيل بقوله تعالى (أحبوا بعضكم بعضاً أقربكم مني) وإن سألنا ما معنى أقربكم مني، أليس الدخول للجنة؟

نعم هو كذلك. إذن الشيوعيون من أهل الجنة.

 





 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter