|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 9/3/ 2006                                 عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة الاحتفاء بأربعينيته

مرثية الى ابو سعيد (جبار فرج اللامي )

 

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.com

نؤبن في يومنا هذا ، ابا سعيد الرجل والمناضل الذي عرفته وقست عليه المنافي والملاجئ ، لالشيئ سوى انه يحمل في طيات عقله الكبير روح النضال من خلال المبادئ الإنسانية التي آمن وتربى عليها المرحوم وشرب من مناهلها في أزقة مدينته البائسة وهو يرى بأم عينه مآسي الفقراء من عمال وفلاحي نزحوا إلى المدينة من الأرياف لينعموا بالسعادة فأذا بهم في بؤس مدقع في هذا المناخ والبيئة من ستينيات القرن الماضي وفي محلة الجمهورية في مدينة البصرة التحق أبا سعيد بركب الخير والنضال المشرف من اجل وطن حر وشعب سعيد . لقد تحمل ماتحمل من ملاحقات واعتقال من قبل خفافيش الليل واعداء الشعب من بعثيين ومرتزقة وأجهزة بوليسية لم يكن خلالها أبا سعيد ألا أن يكون الرجل الرجل وهو في بداية عنفوان شبابه .
سحقه الزمن وهو يعيش غريبا في المنافي يحمل في أعماقه أمراضه اللعينة التي لم تترك له الفرصة ليتفرغ بشكل كلي إلى قضيته التي آمن بها ودفع حياته ومستقبله وطموحه في سبيلها ولم يحصد ألا الذكر الطيب والسمعة الحسنة لدى اخوته وأصدقائه ورفاقه .
أنها مآسي القدر حين نرثيك يا أبا سعيد بيراع أقلامنا لكن هذا هو الحكم الأزلي منذ أن وجدت الخليقة على وجه الأرض أنها طاحونة الحياة تسحق بعنف البشرية ولا تفرق بين الإنسان النبيل والمجرم العاتي بين المناضل والحاكم الجائر بين المظلوم والظالم لقد كنت صادقا بقدر الوفاء لهذه الأرض الطيبة المعطاء حرثتها وتركت لسعيد واخوته جني الثمار ( ثمار الحقيقة ) والسير على دروب الحق والحرية ضد الباطل اللعين مهما كانت لهذه الدروب من وعوره وأهوال وقساوه
نعود ونقول يا ابا سعيد أن جل عمرك قضيته في المنافي بشرف وشجاعة منقطعة النظير وأنت تحمل أعباء الأمراض التي تنهش جسمك الطاهر أبا سعيد وأنت في مثواك الأخير بعيدا عن الوطن الذي ضحيت في سبيله لا تفارقني صورتك وأنت في ريعان الشباب والرجولة المبكرة لتحمل الحب لفقراء بلادك الذي نهشت به الغربان واللصوص وأدعياء السياسة والنضال الوهمي لتتركه أثرا بعد عين
ستبقى ذكراك في مخيلة اخوتك ورفاقك على مدى الدهور يامن ضحيت بالعمر كله من اجل قضيتك العادلة التي اعتنقتها بكل شرف وبسالة أخيرا يجللنا الحزن العميق ونحن نؤبن في هذه الفجيعة رحيل أبا سعيد ونحن نشاهد أوراق الخريف تتساقط من شجرة الحياة بكل قسوة ولانملك الإرادة في بقاءها خضراء يانعة لتنشرحبها وعطائها على البشرية وخاتمة القول مازالت ذكرياتنا وأحاديثنا مع المرحوم أبا سعيد حين زار مدينة البصرة وهي خربة بسبب الحروب الظالمة زارها مرتين بعد سقوط الطاغية وهو مرفوع الرأس مفتخرا بالمسيرة النبيلة له رغم الأمراض التي قست عليه وتركنه يعاني منها مرارة الحياة مازالت أحاديثه وذكرياته مثار فخر واعتزاز لأصدقائه ورفاقه عن مسيرة الحياة وكانت تتخللها تساؤلات عن مصير الأصدقاء والأحباء واين رست بهم سفينة الحياة ولم ينسى في أحاديثه حتى السؤال عن مجانين ومتسولي المدينة وكادحيها التي ضحى بحياته في سبيلها .
الذكر الطيب لرفيقنا جبار فرج اللامي واعلم أيها المرحوم الذي فارقتنا وقت نحن بحاجة اليك في مسيرة الحياة أن رفاقك وإخوانك لا يختلفون في حبهم لابا سعيد وكلهم مشاعر جياشة بالحزن القاسي الذي أضاف إلى أحز انهم هموما أخرى  .
الذكر الطيب لك والصبر والسلوان لأهلك واخوتك وأصدقاءك


بصرة - الجمهورية
8/3/2006

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter