|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 9/7/ 2011                                 عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

مهما طال ليل الدكتاتورية لابد لشمس الحقيقة أن تنجلي
 

عبد القادر احمد العيداني
ALIDANYKHADER@YAHOO.COM

هل قتل أم انتحر سلفادور الليندي ....؟

بعد مضي 36 عام على اغتيال الرئيس التشيلي سلفادور الليندي على أثر انقلاب عسكري خططت له ورعته الاستخبارات الأمريكية عام 1973م بهدف خنق رياح الحرية والاشتراكية التي ناضل الشعب التشيلي من اجل تحقيقها ..

ومن اجل إيضاح ملابسات وغموض هذا الانقلاب العسكري طلبت عائلة الرئيس التشيلي الراحل من القضاء التشيلي البحث عن حقيقة سبب الوفاة فأمر القاضي بنبش الرفات في نهاية شهر مايس الماضي للتأكد من سبب وفاته ، هل كانت انتحاراً او قتلاً على أثر انقلاب (1973م) ، حيث تعتبر هذه القضية من أكثر القضايا غموضا في عهد النظام العسكري الدكتاتوري الذي جاء اثر انقلاب بقيادة الجنرال اوغستو بينوشيه والزمر العسكرية التي كان هدفها القضاء على المكتسبات البسيطة التي حققها الليندي لشعبه ..

فقد جرى للرئيس التشيلي المخلوع والبالغ من العمر الخامسة والستين بعد ساعات على مقتله تشريحاً لجثته في مستشفى سانتياغو العسكري وبحسب الرواية الرسمية من قبل السلطات العسكرية وبعض الشهود من مؤيدي الانقلاب انه انتحر بإطلاق رصاص تحت ذقنه من رشاش..

وبهذا الصدد قالت إيزابيل الليندي وهي برلمانية اشتراكية أن والدها الرئيس الراحل قد قتل ولم ينتحر وان لديها شكوك جديدة تدعم أجراء تحقيق قضائي في هذه القضية وأضافت بقولها (يبدو لنا من المهم جداً لبلادنا والعالم أن نتمكن من أن نحدد قانونياً أسباب وملابسات موته العنيف جداً )..

وعلى ضوء هذه التطورات الدراماتيكية أعاد القضاء التشيلي خلال الأشهر الخمسة الماضية فتح تحقيق جديد حول مقتل الليندي و725 قضية أخرى لبعض كوادر وقادة من الحزب الشيوعي التشيلي حيث أجريت انتهاكات لحقوق الإنسان بشكل بربري واعتقلت سلطات بينوشيه مئات الآلاف من المناضلين من الشعب التشيلي وحشرتهم معتقلين في الملعب الرياضي في سانتياغو العاصمة وكان من بينهم المناضل الشيوعي والفنان الملحن (فكتور جارا) الذي قامت سلطات الانقلابيين بقطع أصابع يديه من اجل أن لا يلحن أغاني الفرح لشعب تشيلي وقد قتل وفقد حوالي 3100 شخص خلال حكم بينوشيه ..

وقد غادر بينوشيه السلطة عام 1990 أثر أصابته بجلطة دماغية وتوفي في عام 2006 عن عمر ناهز الواحد والتسعين عام ولم ينل قصاصه العادل من الشعب التشيلي ..

وكان الطبيب الشرعي المعروف (لويس رافانال) قد شكك في تقرير طبي له وضعه عام 2008 مؤكدا أن التشريح الذي جرى للرئيس الليندي في عام 1973 يكشف أن الجروح لا تتطابق مع أطلاق الرصاص في حالة انتحار ومن جهته قال الصحفي التشيلي كاميلو توفيك الذي ألف كتاب عن وقائع هذا الانقلاب العسكري أن احد العسكريين أطلق الرصاصة الأخيرة من مسدس ليرديه قتيلا ..

وكانت النائبة الاشتراكية إيزابيل الليندي ابنة الرئيس المغدور قد ذكرت أنها لم تر جثمانه ألا انه نقل بمروحية عسكرية في اليوم التالي للانقلاب العسكري إلى مدينة ديل مار على الساحل ودفن بحضور بناته الثلاث وزوجته اورتنسيابوسي التي توفيت عام 2009عن عمر ناهز الـ94 عام وأضافت إيزابيلا بأنهم لم يسمحوا لي بفتح النعش..

في شهر (مايو الماضي عام 2011م) أعلن القضاء التشيلي استناداً إلى تقرير الطبيب الشرعي بأن سلفادور الليندي قتل ولم ينتحر حيث تعرضت الجمجمة إلى فتحة دائرية (ثقب) بأطلاقة رصاص وأطلاقة أخرى أدت إلى تهشيم عظام الرأس من قبل سلاح آخر لا يشبه السلاح الأول مما يدل إلى أن الرئيس التشيلي استشهد على أثر اطلاقتين من سلاحين مختلفين ..

أن شيلي تقع في جنوب قارة أمريكا الجنوبية وتطل على المحيط الهادي وان الفترة التي حكمت بها سلطات الشعب المتمثلة في جبهة الوحدة الشعبية بقيادة سلفادور الليندي (الذي تولد في 16/6/1908وتوفي في القصر الرئاسي في 11/9/1973) التي كانت تهدف للانتقال الهادئ نحو الاشتراكية الديمقراطية ولكنها لم تستطع تحقيق أهدافها بسبب الانقلاب الفاشي العسكري في عام 1973، وكانت من أبهى وأروع الفترات التي مرت على الشعب التشيلي حيث أطلقت الحريات وتحقق الكثير من المكاسب للشعب في هذا النموذج الثوري حيث تفاعل الاتجاه الماركسي مع الحزب الاشتراكي للنضال من اجل أقامة الاشتراكية من داخل نفس النظام السياسي بوحدة الحزبين الجماهيريين الكبيرين الحزب الشيوعي التشيلي والحزب الاشتراكي التشيلي وذلك للعمل وانجاز طريق اميركي لاتيني للثورة التشيلية ..

وبهذا خسر الشعب التشيلي بقيادة الوحدة الشعبية وبسبب عدم علميه وتخبط سلفادور الليندي وعدم استناده للجماهير في كثير من المواقف مما أدى إلى استفحال الجنرالات العسكريين للقضاء على الاشتراكية الجديدة لكن هذا الوضع المأسوي دفع الحزب الشيوعي التشيلي للعمل والنضال من اجل اشتراكية الغد المشرق ..





 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter