|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت 27/4/ 2013                                 عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

قراءة في كتاب .. مختارات من الأدب البصري الحديث 1956

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.com

عن مطبعة الاديب البصرية صدرت في عام 1956 باقة مختارة من الادب البصري تابعت بشكل دقيق تطور الحركة الادبية في البصرة لكن وبفعل عامل الزمن اصبحت الان قديمة . حيث ان الكثير من ورود هذه الحديقة الغناء انتقل الى رحمة الله تعالى وقد شملت العديد من اعمدة الادب البصري في تلك الفترة الزمنية يسرنا ان نستعرض هذا الكتاب لما فيه من اهمية من معلومات ذات فائدة قصوى للجيل الحالي ونضيف عليه ما نستطيع اضافته من معلومات عن اشخاص قدر الممكن .

جاء في المقدمة اننا في البصرة مدينة النهر والبحر والاغنية نحاول ان نقدم شيئاً من الادب البصري يتصف بالاصالة والعمق والخلق عن الوان مدينتنا ذات الانفتاح والاشعاع .

استعرض الكتاب عدد من الادباء البصريين مع نبذ عن حياتهم وهم كل من (بدر شاكر السياب وزكي محمد الجابر ومصطفى عبد الحميد وعبد الجبار داوود البصري وعبد الحسين شهباز وسعدي يوسف) .

بالنسبة الى بدر شاكر السياب فهو من مواليد 1925م في قرية جيكور (ابي الخصيب) تخرج من دار المعلمين عام (1947/1948) ومن مؤلفاته التي اصدرها حين ذاك خلال سنوات خصبه الشعري (ازهار ذابلة) و(حفار القبور) و (المومس العمياء) و (الاطفال والاسلحة) و(اساطير) بالاضافة الى ما ترجمه لأراغون (عيون الزا) ومختارات من الشعر العالمي الحديث , شارك السياب في نضالات شعبنا في حقبة الاربعينيات من القرن الماضي حيث ساهم في التظاهرات الطلابية في بغداد ضد السياسة البريطانية في فلسطين وقد تم اعتقاله وواصل بعد خروجه من السجن في المظاهرات الجماهيرية من خلال القاء القصائد الثورية بين الجماهير وفي عام 1948 تخرج من دار المعلمين العالية وعين مدرساً للغة الانگليزية في ثانوية الرمادي وتم اعتقاله مرة اخرى في عام 1949 وبعد ذلك فصل من التدريس حيث تنقل بين عدة دوائر للعمل كشركة نفط البصرة ومديرية التمور ومصلحة الموانئ العراقية وعمل في العديد من الصحف والمجلات العراقية وعندما ضاقت به السبل هرب الى ايران ومنها سافر الى الكويت عام 1953 .

ونشر الكثير من قصائده في الصحافة العراقية واللبنانية كمجلة شعر والاداب وحوار من قصائده التي نشرها في هذا الكتاب بالاضافة الى قصائد اخرى (انشودة المطر) وتحكي عن ايام الضياع في الكويت بعيدا عن الوطن ومن اجل لقمة العيش والتخلص من طغيان الحكام .

جاء في احد مقاطعها ما يلي :

عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
او شرفتان راح ينأى عنهما القمر

عيناك حين تبتسمان تورق الكروم
وترقص الاضواء كالاقمار في نهر
يرجه المجذاف ، هنا ساحة السحر
كأنما تنبض في غوريهما النجوم

وكان اخر ديوان صدر له هو (شنانشيل ابنة الچلبي) حيث لم تكتحل عينا السياب به وتوفي في 24/12/1964 في المستشفى الاميري بالكويت ونقل جثمانه الى مقبرة الحسن البصري في الزبير .

اما الشاعر زكي الجابر فهو من مواليد البصرة عام 1931م تخرج من دار المعلمين العالية عام 1954 ومن الجدير بالذكر انه حصل على شهادة الدكتوراه من امريكا واصبح وكيلاً لوزارة الثقافة والاعلام عام 1972 ومن مؤلفاته :

*نظرة في تطبيقات الاعلام الاسرائيلي 1968م

*ادب الاعلام او اعلامية الادب عام 1969م

اصدر في عام 1970 ديوانه الشعري بعنوان (الوقوف في المحطات التي غادرها القطار) وفي قصيدته (الاناشيد العظيمة) قال :

لف ليل اسود يغمر صدري
والحكايات القديمة
هذه الدنيا من القاه يشكو
والجراحات الاليمة
بأغانينا العقيمة
يا حسن
والونه طالت يا حسن

وجاء في كتاب مختارات من الادب البصري الحديث قصتين للأديب مصطفى عبد الحميد وهومن مواليد 1930م وقد تخرج من دار المعلمين العالية عام 1955م وهاتان القصتان هما (النثير الزجاجي) و (الجلسة الطويلة البغيضة) وهي تتحدث عن يوميات السجناء حيث تم القاء القبض على يوسف عندما كان ذاهبا الى شركة النفط يطلب العمل فيها كان يسير مبطئا يفكر .. انه شاك في قبول المدير اياه , سيسأله عن شهادات كثيرة احداها تؤخذ من دوائر الامن . هناك القت الشرطة القبض عليه وسيق مع آخرين وظل يقسم انه ليس معهم .

اما الشاعر عبد الحسين علي الشهباز فقد ولد في ابي الخصيب (باب سليمان) عام 1933م دخل كلية الاداب عام 1953 وقضى فيها سنة واحدة ثم تركها ومارس التعليم الابتدائي وقد خاض غمار النضال السياسي واعتقل عدة مرات منها في عام 1963 ابان الهجمة البعثية الشرسة على الشعب العراقي وزج في سجن نقرة السلمان جاء في قصيدته (اصداء الماضي) :

اذا عدت تبكي اصفرار الغروب
ومات بقلبك صوت الندم وسف عليك نسيم الجنوب
يردد اغنية للعدم
هنالك تبدي وراء السهوب
روى قصة اترعت بالالم

وما زالت قريحة الشاعر سعدي يوسف تنبض بالعطاء كرائد من عمالقة الشعر العربي الحديث فقد ولد في قرية حمدان (ابي الخصيب) عام 1934 وتخرج من دار المعلمين العالية عام 1954 اصدر (القرصان) عام 1953 وهي قصة شعرية و (اغنيات ليس للأخرين) عام 1955 وبسبب نشاطه السياسي في تلك الفترة هاجر الى الكويت عام 1957 وقد تعرض قبل ذلك الى العديد من المضايقات في العراق وقد اعتقلته السلطات البعثية عام 1963 في سجن نقرة السلمان وفي عام 1964 هاجر الى الجزائر لغاية 1971 وعاد عام 1980الى الجزائر مرة اخرى وصدرت اعماله الشعرية الكاملة في خمسة مجلدات عام 1995 عن دار المدى ضمت اكثر من 26 مجموعة شعرية .

جاء في قصيدته (حادثة في الدواسر) ما يلي :

اهرب
لقد قدموا اليك
ببنادق متأرجحات
وعلى الطريق تدق احذية قديمة
سوداء يخفي النخل موطئها كما يخفي الجريمة
ليل بلا قمر واحذية قديمة

وفي قصيدة (الحاح ) :

يا سالم المرزوق خذني في السفينة .. في
السفينة .. خذ مقلتي ثمناً .. ساعمل ما تشاء
الا حكايات النساء

يا سالم المرزوق.. زوجتي حزينة
في بيت والدها سجينة

ولم يترجم الكتاب لحياة ونشاط الاديب محمد جواد الموسوي وذلك لظروف قاهرة كما جاء في متن الكتاب والدكتور الموسوي من مواليد 1930م البصرة تخرج عام 1954 وحصل على شهادة الماجستير من الجامعات المصرية والدكتوراه من بريطانيا 1971 وحصل على مرتبة ولقب الاستاذ عام 1998م له دراسات عديدة وبحوث من اهمها (حول دور المعتزلة الفكري في التاريخ الاسلامي) والان يعمل في كلية الاداب بجامعة البصرة في قسم الفلسفة وقد شارك في العديد من المؤتمرات الفلسفية والقى محاضرات في المراكز والمؤسسات والجامعات العراتقية .

وكان من المؤمل ان تصدر المجموعة الثانية من هذه الباقة الادبية في وقت لاحق حيث دعت مطبعة الاديب الغراء الشعراء والكتاب والفنانين البصريين لتقديم نتاجاتهم لكنها توقفت عن الصدور وتوزعت ورودها على حدائق الادب هنا وهناك..
 


 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter