|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  21  / 10 / 2023                                عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

محمد صالح العبلي
قمر منير في سماء العراق

اعداد ومتابعة: عبد القادر احمد العيداني  *
alidanykhader@yahoo.co.uk

(من الافضل الموت واقفاً على الحياة راكعاً) ... (دولوريس اباروري) زعيمة الحزب الشيوعي الاسباني في الحرب الاهلية عام 1934 م

ولد الشهيد صالح محمد العبلي في عام 1927 في بغداد محلة قنبر علي وهو سليل اسرة عمالية لأب كان يعمل في صناعة الاحذية.

في بداية شبابه افتتح مكتبة في شارع الكفاح وذلك اواسط الاربيعينات ثم نقلها الى شارع الرشيد مقابل جامع الحيدر خانة بجانب مقهى حسب عجمي وكانت المكتبة نشطة تعني بنشر الفكر التقدمي .

في عام 1947 انتمى للحزب الشيوعي العراقي بعد ان هجر الحزب الوطني الديمقراطي العراقي لأنه كان اقل من طموحه الثوري وفي عام 1948 شارك في وثبة كانون حيث برزت امكانياته القيادية وروحه الثورية , وكذلك شارك في حماية مؤتمر السباع الذي اعلن ولادة اتحاد الطلبة العراقي من خلال ذلك المؤتمر وكان مسؤول حماية المؤتمر من خلال جلب الشباب من منطقة الكفاح وقنبر علي لتشكيل سور بشري لحماية المؤتمر .

تم القبض عليه اواخر عام 1948 وحكم بالسجن سنتين في سجن الكوت والتقى بالشهيد الخالد (فهد) وبعد ان قامت الحكومة العميلة بأعدام قادة الحزب البواسل (فهد وحازم وصارم) تم نقل الشهيد العبلي ضمن وجبة من السجناء الى سجن نقرة السلمان والتقى بالشهيد سلام عادل وبالعديد من الشيوعين السجناء وصقلت موهبته حيث ربط مصيره اكثر فأكثر بالحزب الشيوعي .

في بداية عام 1951 اطلق سراحه من السجن شامخاً ابياً واكثر اصراراً على مواصلة الكفاح الملحمي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي واختير عضواً في اللجنة المركزية للحزب في عام 1953 .

ومن خلال اعتقال العديد من سجناء الحزب الشيوعي قامت والدته نجيبة عيسى بجمع عوائل السجناء واقامت تجمعات نسوية تضامناً مع سجناء نقرة السلمان وسجن الكوت بسبب اضرابهم عن الطعام الذي بدأ في الثالث من كانون الاول عام 1951 .

شارك في عام 1956 بشكل فاعل في لم شمل وحدة الحزب بين كتلتي الشغيلة والحزب الشيوعي (القاعدة) وفي عام 1957 قاد الوفد العراقي لمهرجان الشبيبة الديمقراطي في موسكو وبعد انتهاء المهرجان ظل الشهيد في موسكو بأمر من الحزب الشيوعي العراقي للدخول الى المدرسة الحزبية (جامعة كادحي الشرق) والتي سميت فيما بعد بجامعة الشهيد باتريس لوممبا وبعد ان اكمل الدراسة عام 1962 عاد الى بغداد وتم اختياره في الاجتماع الموسع للجنة المركزية عضواً في المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي .

في شباط 1963 قامت العصابات الوحشية من فلول حزب البعث والقوة الرجعية بالاجهاز على مكاسب الشعب العراقي واجهاض تجربته الديمقراطية من خلال حكومة ثورة 14 تموز 1958 فكان للشهيد العبلي الدور الكبير للتصدي للأنقلاب الشباطي الفاضل الذي جاء بقطار امريكي , فقاد المقاومة الباسلة في عكد الاكراد في شارع الكفاح وكان من ضمن الشيوعيين البواسل في التصدي للانقلابيين مع رفاقه حسين الوردي ولطيف الحاج وفتاح حمدون ومحي خضير وابراهيم الحريري بقيادة الجماهير التي تضررت امالهم وامانيهم في القضاء على ثورة تموز .

كانت هذه المقاومة امتداد لثورة اهالي الكاظمية ضد انقلاب شباط حيث تمت السيطرة على مركز شرطة الكاظمية والاستيلاء على السلاح الموجود في المركز واستمرت المقاومة لثلاث ايام بلياليها فقام الجيش بقمعها مما اضطر الثوار الاحتماء في المناطق والازقة الشعبية .

في العشرين من آذار 1963 تم القبض على الشهداء محمد حسين الرضي سكرتير الحزب ومحمد حسين ابو العيس عضو المكتب السياسي وحسن عوينة مسؤول التنظيم المركزي بدلالة المجرم المرتد هادي هاشم الاعظمي فتم ايداع الشهداء في معتقل قصر النهاية فأنبرى الشهيد سلام عادل هاتفاً ... هنا التجربة ... وتعرضوا لتعذيب بربري وحشي فاشستي لحد الاستشهاد وقد وقف على رأس الشهيد سلام عادل وهو في نزعه الاخير المجرم علي صالح السعدي عارضاً بان يشتري الشهيد حياته من خلال الاعتراف فما كان من سلام عادل الى ان بصق على السعدي ببصقة ممزوجة بالدماء .

وبعد استشهاد الرفاق سلام عادل وابو العيس وعوينة تشكل المركز القيادي للحزب من الشهداء جمال الحيدري ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي (ابو سعيد) حتى تمكنوا من لملمة بعض التنظيمات المنقطعة عن الحزب ومن اصدار عدد جديد من جريدة طريق الشعب في اواسط حزيران عام 1963 وخلالها تعرض الشهيد العبلي لثلاث مرات للاعتقال من قبل اوباش الحرس القومي وبسبب عدم توفر لديهم صور عن الشهيد لغرض التعرف عليه استطاع الخلاص من خلال تنكره كونه بائع صمونمع دراجته الهوائية اوكونه عامل بناء من خلال ملابسه الرثة ليوهم المجرمين انه عامل في مسطر العمال لغرض كسب العيش فيتركه الطغاة.

ومن الجدير بالذكر ان المجرم منذر الونداوي قائد الحرس القومي كلما يزور مسلخ قصر النهاية يقول لزباينته هل تم اعتقال محمد صالح العبلي وعندما يكون الجواب بالنفي يرد الونداوي بما ان العبلي لم يتم القبض عليه ان الحزب الشيوعي العراقي ما زال يعمل في الاحياء والمناطق الشعبية والشوارع والتجمعات والعمال .

وفي يوم الثالث من تموز انتفض معسكر الرشيد بثورة عارمة بقيادة الشهيد حسن سريع وعلى ضوء الاضطرابات في الشارع السياسي اصدر الحزب العدد الثاني من جريدة طريق الشعب ومن خلال توزيعها عثر الاقزام الطغاة على نسخة لدى احد الشيوعيين ولعدم امكانية صموده اعترف على من سلمه العدد من الجريدة فتم اعتقال المحامي عدنان عبد القادر ومن خلال تعذيبه اعترف انه استلم اعداد الجريدة من الشهيد محمد صالح العبلي والذي ادعى انه كان يوصله في بعض المرات الى منطقة كمب سارة فأستنجد الطغاة بالخائن هادي هاشم الاعظمي واكد المعلومة فتم تطويق المنطقة وتفتيشها بيتاً بيتاً الى ان تم العثور على الشهداء (جمال الحديري ومحمد صالح العبلي وعبد الجبار وهبي) فمورست عليهم كافة صنوف واساليب التعذيب لكنها عجزت عن فل عزيمته لحد الاستشهاد فتم قطع اليد اليمنى للشهيد وتم نشر ساق ابو سعيد بالمنشار وهو يقطر دماً وبعد ان يأس المجرمين من خلال صمود العبلي ورفاقه تم تجهيز حفرة للعبلي وانزلوه فيها لحد نصف جسمه فقدم له المجرم صالح مهدي عماش صك مفتوح يكتب فيه ما يشاء لقاء سلامة حياته لكن عماش عاد خائباً عندها قام المجرمان خالد طبرة وسعدون شاكر في محاولة للضغط عليه ليعترف فكان صامداً ابياً حتى اطلق عليه المجرم سعدون شاكر بطلقة على راسه , علماً ان سلطات البعث اصدرت بياناً باعدامهم وهم كانوا في النزع الاخير من الحياة .

وللمعلومات ان عصابات الحرس القومي بعد انقلاب 8 شباط قامت بالهجوم على دار الشهيد محمد صالح العبلي ولم تعثر عليه فاعتقل زوجته وردة ماربين واطفاله الثلاث واودعتهم معتقل قصر النهاية ومن خلال صمودها والاصرار على صيانة الشرف الشيوعي وعدم اعطاء المعلومات عن زوجها او صورة له تم الحكم عليها بالسجن خمس سنوات واودعت سجن بغداد.

كذلك صدر كتاب بعنوان (محمد صالح العبلي والانقلاب البعثي في شباط 1963) من اعداد د. حمدي التكمجي والصادر في الاردن عام 2015 نستعرض بشكل موجز اهم المحطات التي ورد فيها عن الشهيد العبلي فاعلاً.

يقول في مقدمة الكتاب تعرفت على الشهيد العبلي بواسطة اخي الدكتور حافظ التكمجي وكانت تجري اجتماعات حزبية في دارنا في صبابيغ الال بين اعوام 1944 الى 1946 وكان يحضر بالاضافة الى العبلي الفنان محمود صبري ولا اتذكر الاخرين.

ويتطرق المؤلف الى سنوات دراسته الاكاديمية في امريكا وعند عودته للوطن زار باريس وكان اخيه حافظ هناك فارسل معه تمثال على شكل انسان قائلا له سلمه للعبلي وقل له في داخله رسالة .وفي صباح يوم انقلاب شباط الاسود خرج الشهيد من داره تاركاً عائلته والى الابد للدفاع عن الثورة والحزب والشعب والوطن بوجه الانقلابيين الطغاة .

تحدثت المناضلة زكية شاكر والتي كانت سجينة في سجن بغداد بعد الانقلاب انها رافقت الشهيد خلال الايام الاولى في الانقلاب فقام بجولة في مناطق متعددة من بغداد على دراجته الهوائية ليتبع سير المقاومة وكان على صلة مباشرة ومستمرة بالشهيد سلام عادل ويقضي معظم لياليه مع حارس في احدى البنايات التي هي في طور الانشاء في صريفة الحارس ويختفي فيها .

وبخصوص طباعة جريدة طريق الشعب تذكر المناضلة فكتوريا يعقوب التي كانت تعمل في دار طباعة الجريدة ان العبلي اتصل بها بعد انقلاب شباط وطلب منها استئجار ووتهيئة بيت حزبي بمواصفات امنية دقيقة لغرض طبع جريدة التي صدرت في حزيران 1963 .

وقال احد رفاق الحزب في الكتاب ولم يذكر اسمه كان لقائي الاول بالشهيد بعد وثبة كانون 1948 في موقف اعتقال في معسكر الوشاش آنذاك وان الرفيق العبلي كان من بين المعتقلين كان شاباً لا تكاد تفارقه البسمة والسخرية منه وسريع النكتة ونشطاً في ابداء المساعدة للمعتقلين الشيوعيين .

واكد ابن الشهيد سلام العبلي الذي يعيش الان في الغربة " كان رجال الامن بعد انقلاب شباط يبحثون عن مكان مطبعة الحزب فطرقوا بابنا واذا بالجدة تقول لهم نعم المطبعة موجودة فوق السطح فصعدوا فرحين واذا بهم امام بيتونة مملوءة بالبعرور (فضلات الخروف) كان يستخدم وقوداً للتنور قام الجلاوزة بنشره على ارضية السطح بحثاً عن المطبعة تحته فلما لم يجدوها عادوا خائبين للخروج من الدار حتى امرتهم جدتي باعادة البعرور الى مكانه وعدم تركه منثور على السطح.

وتذكرت رفيقة ثمينة ناجي يوسف (ام ايمان) زوجة الشهيد سلام عادل " الرفيق صالح محمد العبلي قائلة " عرف الشهيد بروحه الوطنية المتقدة عندما كان عضواً في الحزب الوطني الديمقراطي قبل انتمائه للحزب الشيوعي وحين اصبح شيوعياً زادت مهامه الوطنية وروحه النبيلة اكثر اصراراً على التفاني في سبيل اهداف الحزب الشيوعي .

في عام 1948 وبعد اعتقاله لمشاركته في الوثبة الوطنية حكم عليه بالسجن سنتين بسبب نشاطه المتميز وفي السجن تعرف على الشهيد سلام عادل واصبحا صديقين لا يفترقان في سجن نقرة السلمان وتم اطلاق سراحه في نهاية عام 1950 واصبح عضواً في لجنة محلية بغداد ومن ثم مسؤولها ثم انتخب عضواً في اللجنة المركزية وتطرقت ثمينة ناجي الى البعض من اساليب تنكر الشهيد العبلي " انه في احد الايام كان له موعد مع سلام عادل في كراج بعقوبة لكنه تاخر فقلق الشهيد سلام عادل عليه وفجاة وقف امامه فلاح وفي حزامه منجل وبيده (كونية) ويرتدي يشماغ (جراوية) ودشداشة متسخة ولم يعرفه سلام عادل وبدأ يكلمه التفت عليه سلام واذا به العبلي فتعانقا وقال العبلي جئت للموعد في الوقت المحدد تماماً وجلت اراقبك ولم تعرفني ثم جئت امامك ولم تميزني .

وحين ازف موعد انعقاد مؤتمر الشبيبة العالمية في موسكو عام 1957 كان قرار الحزب بالمشاركة بوفد بلغ اعضاءه اكثر من 120 مناضلاَ بقيادة الشهيد محمد العبلي وبعد انتهاء المهرجان التحق الشهيد في جامعة كادحي الشرق وكان الشخصية اثلانية الذي درس في هذه الجامعة بعد الشهيد البطل (فهد) وعاد في نهاية 1960 الى بغداد .

وبعد الانقلاب الفاشل في 8 شباط قاد المقاومة الشعبية في منطقة الرصافة في بغداد وبالذات في حي الاكراد طيلة ثلاثة ايام ومن ثم تفرغ لقيادة الحزب الشيوعي مع رفيقيه جمال الحيدري وعبد الجبار وهبي (ابو سعيد) وكانت مهمتهم تجديد الصلة باعضاء الحزب المنقطعين بعد استشهاد قيادته (سلام عادل ومحمد حسين ابو العيس وحسن عوينة) وتقييم الموقف السياسي بشكل جماعي وقد استمروا لاصدار جريدة طريق الشعب في حزيران 1963 والتي تم توزيعها في العديد من المحافظات العراقية . وكانت محاولات اوباش الحرس القومي لألقاء القبض على العبلي ثلاث مرات متتالية لكن خابت مساعيهم الخسيسة بالخذلان لكون فطنة وذكاء العبلي اكبر من مساعيهم الاجرامية فيعودون في الخذلان وذلك بسبب تنكر الشهيد وقدرته على تغيير ملامحه الشخصية . فكان يدعي انه عامل بناء بسيط ويبحث عن بيت طبيب وينجح في التخلص من الحرس القومي عندما اعتقل مع مجموعة من العمال في منطقة خلف السدة ببغداد فلم يفلحوا بتشخيص هويته وذلك بادعاءه انه انسان بليد ويتصف بالبلاهة فقاموا باطلاق سراحه .
وعادت الرفيقة ثمينة يوسف " ان احدى الرفيقات قدم الى بيتها العبلي في تلك الظروف الصعبة مرات عديدة حاملاُ البيانات والبريد الحزبي على دراجته الهوائية .

يتحدث الدكتور حافظ التكمجي مستذكراً الشهيد " انه في بداية السنة الدراسية عام 1944 وفي الاعدادية المركزية شاءت الصدفة ان يكون العبلي في المقعد المجاور لي واصبح صديق العمر هو والفنان محمود صبري.

وفي عام 1947 تم انتماء العبلي وانا اعضاء في الحزب الشيوعي شاركنا في فعاليات ومظاهرات كثيرة جرى خلالها الاصطدام بشرطة الامن واستشهد البطل الشيوعي يحيى البارح حيث كان في صدارة احدى المظاهرات التي رفعت شعارات ضد الاستعمار واعوانه المتسلطين على رقاب الشعب
وعن ذكرياته عن الشهيد قائلاً " كان العبلي انساناً بسيطا متواضعاً عزيز النفس عظيم الهمة شهماً كريماً صادقاً اميناً , شجاعاً مقداماً .
وذكره الراحل جاسم المطير من خلال لقاءه بالشهيد انه احد رجال الحزب الشيوعي كان يمثل افعال الشيوعية في العراق الحديث ضمن حدود واقعية للبناء السياسي الذي ظهر تياره في بلادنا نهاية الحرب العالمية الثانية من خلال مجرى حياة انسانية ابية متركزة بشخصية شيوعية جسدت نفسها وفعاليتها على مسرح السياسة المعقدة لنوع من الغرابة والموضوعية .

وتذكر الرفيق الراحل عبد الرزاق الصافي قائلاً في ذلك الوقت عادت بي الذاكرة الى عام 1952 يوم كانت صلتي الحزبية بالرفيق العبلي بفترة وجيزة وبسبب ايداعي للسجن تنفيذاً لحكم سابق صادر علي عام 1950 لتوزيعي بيانات الحزب الشيوعي العراقي في الذكرى الثانية لوثبة كانون المجيدة فافترقنا .

ان الشهيد حير الجلاوزة من الامن والشرطة المحلية من خلال التنكر والاختفاء فقد قال له احد ضباط الامن انك تستمر بالتواصل للعمل السياسي حتى لو ربطناك مع احد افراد الامن (بالكلبجة) طيلة اليوم وفعلاً الشهيد كان حقاً كذلك.

واستطرد المناضل حكمت خليل عن ذكرياته للشهيد قائلاً لقد كانت بطولات العبلي ورفيقيه الحيدري وابو سعيد في صمودهما الرائع امام القتلة الطغاة مفخرة للحزب الشيوعي والطبقة العاملة والشعب العراقي ولقد رفعوا عاليا راية الشيوعية واثبتوا حقاً انهم شيوعيين بواسل .

وقال خالص محي الدين بصدد ذكرياته عن الشهيد العبلي ... لقد انغمر الشهيد منذ اول شبابه ونذر نفسه للوطن والتضحية من اجل تحقيق اهدافه وانهى حياته صادقاً بما آمن به واعتزم على تحقيقه صائناً شرف العضوية في الحزب وان اول تعارفي مع الشهيد كان يرتدي ملابس عمال البناء ويقود دراجة هوائية وبملابس قديمة واثار الجص والطين على ملابسه ومرتدياً شماغ (جراوية) ومعه عدة العمل من (المالج والفأس) وهي من مستلزمات عمال البناء ولن اعرف اسمه ولم اراه من قبل لكن عرفت على اسمه بعد حين ..

وتطرقت الراحلة نزيهة الدليمي عضو اللجنة المركزية الى ما حل بالشعب العراقي من مآسي والالام من خلال ردة شباط الدموية وما عان قادة الحزب في صمودهم وتحديهم اكثر اساليب التعذيب دموية حيث كانت احدى العاهرات تصرخ من خلال الاذاعة (ابيدوهم ابيدوهم .. لا تبقوا احداً منهم) ابحنا لكم دماءهم من اجل دولتنا القومية .


المصادر
- جريدة طريق الشعب العدد 120 – 9 شباط 2014
- كتاب محمد صالح العبلي والانقلاب البعثي في شباط 1963
- كتاب العراق البيرية المسلحة ( حركة حسن سريع وقطار الموت 1963)
- موقع الناس في 27-1-2014
- جريدة المدى 9-2-2023
- دكتور مزاحم مبارك مال الله 13-7-2016

 

* باحث في شؤون سجن نقرة السلمان
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter