|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد 21/8/ 2012                                 عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

على أبواب المؤتمر الوطني التاسع للحزب الشيوعي العراقي ..
ضرورة تثوير الثقافة والإعلام ..

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.com

لم تكن ولادة الحزب الشيوعي العراقي في 31آذار 1934محظ صدفة من الصدف او لرغبة طارئة صقلت ذهنية بعض الرجال لإعلان ولادة الحزب الشيوعي العراقي وإنما هي ولادة طبيعية وضرورة طبقية لتحرير العمال والفلاحين وشغيلة اليد والفكر لمعرفة موقعهم الطبقي في ضروف تكتنفها الظلامية والتخلف السائد في المجتمع والأمية التي أتصف بها الشعب العراقي في لحظات ولادة الحزب الشيوعي .

أنها اكتناز لبطولة الشعب العراقي من خلال ثورته الكبرى في 30حزيران 1920 ضد الاحتلال البريطاني للعراق وانتفاضات وإضرابات العمال في مشاريع الميناء والسكك هذه الظواهر تمخض عنها وعي وطني وثوري لتحرر الشعب العراقي ان الوعي الوطني لا يستطيع لوحده تأسيس حزب شيوعي ان لم يكن له رديف ثقافي تمثل بالرعيل الأول من المثقفين العراقيين الذين درسوا خارج العراق اوكانوا وتشربوا بمبادئ الفكر الماركسي أمثال حسين الرحال واحمد محمود السيد مصطفى علي وزكي خيري وآخرين من المثقفين وربما أشباه المثقفين الذين انتقل الوعي بالفكر الماركسي من خلالهم الى جماهير الشعب ..

فكانت شرارة الثقافة مع رديفها الوعي الطبقي الطابوقة الأولى لبناء حزب شيوعي عراقي ومن اجل إعلان او ظهور الحزب يستوجب وجود أدوات ووسائل من اجل معرفة الناس بالشيوعية أهمها الاتصال المباشر بجماهير الشعب العراقي وشرائحه الثورية نحو تحقيق أهدافه ومطاليبه التي هي إفرازات المجتمع المتخلف والاتصال بالجماهير يستوجب وجود الأداة المباشرة لتعزيز أواصر الوعي الثقافي فلا بد أن يكون بوسائله الإعلامية من خلال جريدة كفاح الشعب الصحيفة الأولى للحزب الشيوعي العراقي التي ظهرت كضرورة ملحة في 31تموز 1934لنشر سياسة ومبادئ الحزب الشيوعي الوليد وكذلك لتعريف الطبقة العاملة بمصالحها الطبقية والنضال ضد رأس المال الاحتكاري الأجنبي لتحقيق مصالح العمال والفلاحين وبقية جماهير الشعب العراقي نحو التحرر والسير في ركاب المسيرة التاريخية للشعوب نحو الاشتراكية من خلال مسيرة الحزب الشيوعي صدرت العديد من الصحف سواء السرية وفي بعض الأحايين العلنية وهذا يستوجب من المؤتمر الوطني التاسع ان يشكل لجنة لدراسة صحافة الحزب وإعلامه منذ التأسيس ووضع اليد على المبادرات الثقافية الايجابية والتأشير على السلبيات في العمل الثقافي لأن من لا يعمل لا يخطأ والأخطاء ربما تكون بسيطة او غير ضرورية لكن من الضروري التأشير عليها من قبل حزب شيوعي طبقي مزود بالوعي الثقافي لمصلحة الشعب والوطن ومحاربة الأفكار الغربية المستوردة مع الاحتلال الذي أبتلى به شعبنا والتي تهدف الى تهديم الثقافة الوطنية والوعي الثوري التي تتصف بها بعض الأحزاب الوطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي .

ومن اجل تسليط الضوء على الثقافة الشيوعية بعد احتلال العراق وسقوط الطاغية يستوجب ان نلقي الأضواء على النشاط الثقافي والإعلامي للحزب الشيوعي العراقي من خلال :

1- جريدة طريق الشعب

ان الشيوعيين يفتخرون بأنها أول صحيفة تظهر للعلن بعد سقوط الحكم الديكتاتوري الشمولي فتتلقفها أيادي الشعب لغرض إشباع رغبتها والاستفادة من الفكر الشيوعي ولا أنسى أبدا صورة شرطي المرور وهو يتصفح الجريدة المركزية للحزب الشيوعي العراقي خلال الثماني سنوات الماضية ,تابعت الجريدة بشكل يومي وهذه بعض ملاحظاتي عنها .

ان الظرف الحالي يستوجب وضع خطة عمل لانتشار الجريدة بشكل واسع من خلال الجهاز الحزبي والمكتبات وباعة الصحف فأعتقد أنها لم تكن بمستوى الطموح الذي نريده لها من انتشار بين الشباب والمثقفين والسياسيين فأضرب للقارئ مثلا على ذلك ان مدينة الجمهورية في البصرة ذات الكثافة العمالية ومدينة الشهداء التي قدمت 44شهيدا خلال حكم الطاغية فقد كانت تباع في سبعينيات القرن الماضي بالمئات من نسخ طريق الشعب أما في الفترة الحالية فلا تباع أكثر من سبع صحف فقط هذا المثال ربما ينطبق على مناطق أخرى وفي أحياء كثيرة من المدينة لا يوجد لجريدة طريق الشعب أي أثر بالرغم من أنها صحيفة حزب ذوي الأيادي البيضاء التي لم تتلوث مبادئهم بالفساد والسرقة سواء على مستوى الدوائر الحكومية او على مستوى الشارع العراقي فكثيرا ما نلاحظ الجماهير وهي تطري بالثناء والاحترام للحزب الشيوعي على مسيرته السياسية وخاصة عندما كان ممثلا في البرلمان .

فمن الضروري أولا ان نؤشر على الخلل الأول في جريدة طريق الشعب من خلال الطباعة التي هي ليست بمستوى الطموح الذي نريده لها وكذلك الورق المستخدم الذي يميل الى اللون الأسمر بينما نرى الصحف الأخرى أكثر تقنية من خلال الورق والطباعة . خصصت الجريدة صفحتين للثقافة بشكل يومي واعتقد أنها بعيدة عن هموم المثقفين وتطلعاتهم فأكثر مقالات الصفحة الثقافية هي مترجمة من الأدب العالمي الا أنها نمطية وجامدة نمر عليها مرور الكرام في الوقت الذي يزخر الحزب الشيوعي بمئات أن لم أقل بآلاف المثقفين الذي يستطيعون رفد الجريدة بكل ما هو ضروري وثوري في مجال الثقافة وكذلك تنسحب هذه الملاحظات على الملحق الثقافي الشهري الذي يعتمد على الثقافة الأجنبية الرأسمالية في اغلب الأوقات وفي أحد الملاحق الثقافية تصدر العدد صورة للشاعر العراقي بدر شاكر السياب انسحبت على نصف صفحة من الجريدة في الوقت الذي ينبغي علينا أن لا ننشر صور لأعداء الفكر الشيوعي كالسياب الذي كتب في ستينات القرن الماضي في جريدة الحرية مقالات تربوا على الثلاثين تحت عنوان (كنت شيوعياً) لفق في الكثير منها الأكاذيب والادعاءات الزائفة على مسيرة الحزب الشيوعي العراقي وذلك لغرض تشويه سمعته أمام الجماهير اما الصفحة الأولى والأخيرة من الجريدة وكذلك صفحة هموم ومشاكل الشعب وصفحة ذكريات التي تستعرض شهداء الحزب والصفحة الرياضية التي تكون في أكثر الأوقات نصف صفحة فهي في مستوى جيد وأتمنى لها التطور لتكون قريبة من اهتمام ونبض الجماهير أما ملحق الأطفال فأقترح ان يكون مجلة شهرية مستقلة عن الجريدة وهذا يلقي مسؤولية جسيمة على المشرفين للملحق

2- مجلة الثقافة الجديدة :-

أنها رائعة حقاً ولكن ينقصها متابعة القراء لها (أي أنها مجلة غير جماهيرية وإنما مجلة النخبة والمثقفين) فقد تقولبت بمنطقية وأفق أغلب أعدادها أتمنى لها التطور وهي جيدة جدا من خلال الإخراج ألطباعي فلا بد ان تكون جماهيرية وهي تمتلك تجربة ستين عاما تقريبا لتضع يدها بيد شقيقاتها مجلة الشرارة النجفية ومجلة الغد البصرية وبقية المجلات الشيوعية نحو بناء فكر ثوري خلاق.

3- دار الرواد المزدهرة :-

حقا انه اسم على مسمى من خلال مطبوعاتها التي رفدت بها الشارع الثقافي أتمنى لها أكثر انتشارا خدمة لمبادئ الحزب الشيوعي العراقي من خلال الاهتمام بتراث وتاريخ الحزب من خلال إصدار الموسوعات وكذلك الاهتمام بسلسة كتب ت باللمعارف الإنسانية .

4- الموقع الالكتروني :-

ان موقع الحزب الالكتروني من خلال الشبكة المعلوماتية الانترنت هو ضرورة بالغة لنشر وزيادة وعي الجماهير بسياسة الحزب الا أن الملاحظ عنه انه بطيء التحديث الذي يجب أن يكون بشكل يومي في بعض الأحيان اطلع على الموقع وأعود اليه بعد عشرة ايام مثلا ولا أجد الجديد الا ما ندر حيث نعيش ألان عصر تحديث الانترنت ليلحق بمسيرة الوعي الثقافي والاجتماعي والسياسي بشكل يومي ان لم نقل خلال ساعات فقد تختلف كثيرا حيث ان العديد من الكتاب الشيوعيين يتوجهون نحو مواقع أخرى كموقع الناس او الحوار المتمدن والجيران وكتابات فمن الضروري ان يعني المؤتمر الوطني التاسع بهذه النقطة وإعطائها الاهتمام الجدي من اجل ان يطلع الكثير من المتابعين على الموقع الالكتروني على سياسة وثقافة الفكر الشيوعي ومبادئ الحزب بشكل سريع ويومي

5- إذاعة الناس :-

يسمع عنها الناس ولا يستمعون لها بسبب محدودية انتشارها على ألاف ام التي ربما لا تتعدى المناطق المجاورة لمدينة بغداد فمن الضروري جدا العمل على زيادة الرقعة الجغرافية لبثها لتشمل العراق بأجمعه ولا توجد لدي ملاحظات عنها لعدم تمكني من الاستماع لها فأرى من الضروري يقيمها من يستطيع استماعها متمنين لها التوسيع والانتشار ودخول كل بيوت العراقيين .

وأقترح زيادة المحطات الإذاعية وخاصة في المحافظات كالبصرة وليكن بثها يشمل المحافظات الجنوبية وبسبب إطلالتها على الخليج العربي فمن الضروري ان يشمل بعض دول الخليج للاطلاع على نشاطات الحزب الشيوعي العراقي وتراثه الوطني وعلى عادات وتقاليد الشعب العراقي وارى من الضروري ان يتناول المؤتمر الوطني التاسع السبل للارتقاء في النشاطات الثقافية نحو الأحسن وكذلك الاهتمام بالسينما والمسرح الجماهيري الهادف وكذلك فتح استوديوهات التصوير وطبع أقراص من خلال هذه الاستوديوهات لبث الوعي الوطني والثوري للشعب العراقي .

6- الفضائية :-

هل تبقى الفضائية حلما من الأحلام ام تجد في المؤتمر التاسع وضع اللبنة الأولى لانطلاقتها ومن الضروري ان يدرس المؤتمر الوطني التاسع دراسة معمقة لبناء وتأسيس فضائية شيوعية عراقية تدخل أغلب بيوت العراقيين لنشر أفكار ومبادئ الحزب الشيوعي العراقي ومن اجل ان لا نضع العصا إمام العجلة أن نفكر جلياً بالأساليب والطرق لإنشاء فضائية كأن تكون شركة مساهمة من خلال الالكتتاب بين الجماهير لتأسيسها ومن الممكن ان تسترد قسما من رأسمالها من خلال الإعلان والتحقيق المدفوع الثمن ...الخ ..

هذه ملاحظاتي في مجال الثقافة والإعلام أضعها أمام الرفاق في المؤتمر الوطني التاسع راجيا ايلائها بالاهتمام متمنيا له النجاح في أعماله والتطور في أفكاره لنشر المبادئ الماركسية وسياسة الحزب الشيوعي خدمة للشعب العراقي وطبقته العاملة ..





 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter