|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الجمعة  14 / 6 / 2013                                عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

إصدارات حديثة .. من أدب السجون

عبد القادر احمد العيداني
alidanykhader@yahoo.com

الذاكرة السجنية

ضمن السلسلة الذهبية التي تصدرها مؤسسة السجناء السياسيين وذلك لتوثيق معاناة ومرارة السجون وتحدي أبناء شعبنا الباسل للطغاة بالرغم من إرهابه وإلقاء أبناء شعبنا في زنازين السجون الا أن التاريخ القى الطغاة في مزابله وارتقى المناضلين صهوة المجد والعز والشمم .

وبهذه المناسبة نستعرض بشكل موجز لبعض هذه الإصدارات على ان نعود عليها مستقبلا بصورة تفصيلية من خلال ما ورد فيها من ظروف الاعتقال والصمود والبسالة بوجه الطغاة والحكام المستبدين .

من ضمن السلسلة الذهبية صدر للسيد مشتاق الزبيدي كتاب تحت عنوان (الوجه الآخر للمحنة) من ذاكرة سجين سياسي قال فيه ... لا يمكن للمرء ان يغير شيء من الحياة فهي كالقطار المنطلق بسرعة لا يمكن تأمله مثلما يستحيل إيقافه بلحظة , اني وسط تلك العاصفة تساءلت وانا أتلمس المستقبل القادم ... أنني من تلك الظلمة تنفست معنى الحرية ..

والسيد مشتاق الزبيدي شاعر وأعلامي من مؤلفاته كتاب أنبياء العشق وهو كتاب شعري وكذلك مدينة الحزن وهي رواية قيد الانجاز وكذلك له ديوان شعر بعنوان فضاءات فوق جسد العمر وله دراسة سياسية تحت عنوان (ممر الى العاصفة) سنوات عراق ما بعد صدام .

وأصدرت مؤسسة السجناء السياسيين السلسلة الذهبية من أدب السجون رواية للسيد مشتاق الزبيدي أيضا تحت عنوان (الزمن الأخر) وهي رواية جاء في مقدمتها ... ان رواية الزمن الآخر جاءت لتؤكد الطريق الذي اختطه هذا القلم المسكون بالظلم والقهر والطغيان لتضيف الى هذه السلسلة الذهبية اسماً آخر مغموساً بالآلام ومرارة الآلاف من المضحين .

ومن ضمن هذه السلسلة صدر للسيد حازم الجعفري كتاب تحت عنوان (موت في الرضوانية) حيث اعتقل المؤلف أثناء الانتفاضة الشعبانية عام 1991 مع المئات من أبناء مدينته الشامية وسيق الى معتقل الرضوانية سيء الصيت حيث جرت هناك اهم إحداث هذه القصة التي تحكي بطولات أبناء محافظات الجنوب الثائر , في تلك الملحمة البطولية الرائعة التي سطرها ثوار كربلاء والحلة والنجف والديوانية ومدن أخرى شاركت في تلك الانتفاضة ..

وكذلك صدرت رواية للسيد عبد شاكر تحت عنوان (وجوه من ذاكرة رجل ميت) والمؤلف هو كاتب وإعلامي لديه ثلاث روايات مخطوطة وخمسة مجموعات قصصية بالإضافة الى ثلاث مجاميع شعرية والعديد من المسرحيات ونال العديد من الجوائز في المهرجانات الثقافية وجاء في متن الرواية هناك غبار ثقيل يلف إيقاع الحياة التي تبدأ برتابة مودعة ليلها الحافل بالرعب والفسق ومخاوف القتل والإعدام عيون ودعت كوابيس ليلها الطويل مبتدئة رحلة كابوسها الثقيل الذي يدعى (الحياة) وهي أيضا من ضمن السلسلة الذهبية ..

وللدكتور عبد الكريم جبار العبادي كتاب بعنوان (سنوات المحنة والعذاب ) وهو أيضا من إصدارات مؤسسة السجناء السياسيين يهديه الى جميع الذين ضحوا بأرواحهم وأموالهم وأسرهم في سبيل أعلاء كلمة الحق والى المعاصم التي سالت دماءها من اثر القيود وقد تم اعتقاله من قبل النظام البائد مرتين أوائل ثمانينات القرن الماضي وحكم عليه بالسجن المؤبد وقضى عشرة سنوات في قسم الأحكام الخاصة في سجن أبو غريب ..

وهذا الكتاب يحكي عن حقبة مظلمة من تاريخ العراق الحديث في زمن تسلط حكم البعث المجرم حتى انهياره بعد حرب الخليج الثانية ويحكي بصورة واقعية معاناة السجناء السياسيين في زنزانات البعث المظلمة والتحدي الكبير للسجين السياسي وقد اعتمد المؤلف أسلوب السرد القصصي والحوار وذلك لتقريب الصورة إلى القارئ . وجاء في مقدمة المؤسسة بقلم الأستاذ جودت الربيعي ان كتاب (سنوات المحنة والعذاب) الذي قامت المؤسسة بطبعه ضمن سلسلتها الذهبية على اعتبار أنها وثائق تاريخية تمثل جزءً مهماً من تاريخ العراق الحديث وتجسد فترة عصيبة وسنوات قاسية عانى منها خيرة أبناء وادي الرافدين .

ومن ضمن إصدارات مؤسسة السجناء كتاب (الشهيد الحي) للسيد حيدر عبد الأمير العيداني وهو من مواليد البصرة 1967م وحكم عليه بالسجن سبع سنوات بتهمة الانتماء إلى حزب الدعوة الاسلامية ويهدي مؤلفه هذا الى كل الذين اعتلوا أعواد المشانق على مذبح الحرية من اجل عراق حر كريم والى الأطفال الذين يدفنون وهم إحياء تحت الرمال والأحجار في نقرة السلمان .

حيث تعرض الكاتب مع مجموعة من أصدقائه وكانت أعمارهم تتراوح بين (11/15سنة ) وكان أخيه الكبير الشهيد السعيد رعد عبد الأمير العيداني من قيادات حزب الدعوة الإسلامية في محافظة البصرة واستعرض كتابه هذا بطولات والمواقف المشرفة لأبناء الشعب العراقي وتحديهم لطغاة البعث واحتوى أيضا على بعض الملاحق والوثائق الدامغة التي تبين الدور الخسيس لأقزام البعث في محاربتهم للشعب العراقي ..

وكذلك أصدرت مؤسسة السجناء السياسيين كتاب باللغة الانكليزية تحت عنوان .. (عشت في سجون الشياطين لمهدي عبد الله شمخي .وهي حقائق مهربة من زنازين السجون العراقية)

ISURVIVED
THE DEVIL'S PRISONS

وعليه نشيد بدور مؤسسة السجناء السياسيين في توثيق معاناة وبطولات السجناء السياسيين في زمن الأنظمة الغابرة ونشد على يدها في مواصلة المسير الدؤوب لنشر كل ما يكتبه ويوثقه يراع السجين السياسي لأنها صورة حية لصمود وبسالة أبناء الشعب العراقي الباسل ..

ومن أدب السجون وعن دار الوراقين للطباعة اصدر السجين السياسي سامي الساعدي كتاب تحت عنوان (ليالي ابو غريب) وقد أهدى كتابه كل من عانق أعواد المشانق ... والى كل من تلقى الرصاص بصدره ... أو دفن حياً ..

وقد جمع صفحات هذا الكتاب من أوراقه المتناثرة .. التي بدء بتدوينها في المنافي منذ عام 1993م في مدينة الخفاجية ثم في مدينة قم بعد أن هجر العراق وظل متغرباً في دول عديدة وقد ترجم هذا الكتاب الى اللغة الانكليزية ونشرت عنه العديد من الدراسات في المجلات العربية وكذلك في بعض الصحف العراقية ومواقع الانترنت وقد احتوى الكتاب على العديد من الوثائق التي تدين نظام البعث الفاشي بعدائه للشعب العراقي وكذلك وثق صور للعديد من الشهداء.

وكذلك صدر سابقاً كتاب تحت عنوان (الهروب الى الحرية) للسيد نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني يشرح فيه ظروف اعتقاله وسجنه في سجن أبو غريب وتفكيره بصورة رائعة للتخطيط ومن ثم الهروب من سجن أبو غريب في خطة محكمة واستطاع التخلص من أغلال وقيود الحكام الطغاة..

وأيضا صدر للسجين السياسي جاسم المطير كتاب تحت عنوان (نقرة السلمان) وقد استعرضته جريدة طريق الشعب في إعداد سابقة وللسيد جاسم المطير كتاب آخر صادر عن دار الرواد تحت عنوان (ضوء في نفق مظلم) يشرح فيه عملية هروب العديد من السجناء السياسيين في سجن الحلة من خلال حفر نفق من داخل السجن الى احد الكراجات الملاصقة للسجن وحدثت هذه المحاولة الناجحة في عام 1967م واستطاع من خلالها العشرات من السجناء السياسيين (40سجيناً) تنسم هواء الحرية بعيداً عن قيود السجون وكان من بينهم الشاعر مظفر النواب ..

وعن مؤسسة المعارف للمطبوعات صدر كتاب بعنوان (زقاق الألم) وهو صفحات سجين من زمن البعث للسجين السياسي فاضل عباس (أيوب) أهداه الى كل عراقي عاش سني المحنة يشرح فيه ظروف اعتقاله عام 1986 حيث كان طالباً في الجامعة التكنولوجية بالقيام بتخطيط شعارات داخل الحرم الجامعي تنادي بسقوط الحكم الفاشي المتسلط على رقاب الشعب العراقي .

حيث تسلل مع البعض من رفاقه ليلا الى داخل الكلية وخطوا أول عبارة بالصبغ البخاخ وهي (يسقط صدام المجرم) مما أرعب الطغاة ودارت الشبهات على مجموعة من الطلبة من ضمنهم المؤلف فتم اعتقالهم في مديرية الأمن العام في شارع النضال ببغداد ويشرح في كتابه المعاناة والتعذيب وصبر المناضلين ومن ثم يشرح بشكل مسهب ظروف نقله الى معتقل الفضيلية ومن بعد ذلك تم الحكم عليه بسبع سنوات قضاها في سجن ابو غريب ...

ومسك الختام فقد أعاد السيد محمد علي الشبيبي طبع كتاب الشهيد عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) الذي طبع في زمن العهد الملكي ولم يبقى له اثر الا أن مبادرة الشبيبي أعادت الحياة الى هذا الكتاب وهو تحت عنوان (من أعماق السجون في العراق) حيث أصدره الشهيد تحت اسم مستعار هو ( محمد راشد) وعثر على النسخة الوحيدة في بولونيا إثناء دراسته هناك في سبعينات القرن الماضي لدى احد أصدقائه واحتفظ به ..

ويستعرض الكتاب في صفحاته الملاحم البطولية من سفر الشيوعيين والتي صورها الشهيد عبد الجبار وهي بكل دقة لتطلع عليها الأجيال الحاضرة ويفضح في كتابه هذا جرائم النظام الملكي التي تمت بأشراف (الباشا نوري السعيد) وكذلك جرائم الحكم الملكي في مجازر إرهابية راح ضحيتها العديد من الشهداء داخل السجون من خلال مذابح 1953م والحوادث الأخرى التي جرت في سجن نقرة السلمان ...

وجاء في مقدمة الكتاب ان الروح النضالية العالية التي تكشف عنها حوادث هذا الكتاب أنما هي روح شعب عظيم مجاهد لن تثنيه عن عزمه سجون ومشانق ومجازر الطغاة وقد صدر الكتاب خارج العراق في حزيران 1955 بأسم محمد راشد وكاتبه الحقيقي هو الشهيد عبد الجبار وهبي (ابو سعيد) الذي استشهد في تموز من عام 1963 بالتعذيب الوحشي من قبل زبانية الحرس القومي في معتقل قصر النهاية والذي ظل ثابتاً على مبادئه الإنسانية فلن يهن او يتخاذل أمام الطغاة ..

والشهيد عبد الجبار وهبي من مواليد البصرة –محلة المشراق عام 1920 ودرس في الجامعة الأمريكية في بيروت بعد تخرجه من الدراسة الثانوية وتخصص في فرع الفيزياء وقام بتدريسها في المدارس العراقية وذلك عام 1943 وبدء نشاطه السياسي عام 1946 في صفوف حزب الشعب الذي كان يرأسه الراحل عزيز شريف وكانت الى جانبه ابنة عمه –زوجته ورفيقته في النضال المحامية الراحلة نظيمة وهبي وبعد ذلك انتمى الى الحزب الشيوعي العراقي عام 1948 .. وتعرض للعديد من الاعتقالات والسجون جراء انتمائه هذا ..

كما ساهم في عمل ونشاط المنظمات المهنية والديمقراطية حتى انه انتدب لحضور مهرجان الشباب والطلاب العالمي في وارشو في تموز 1955م وكان برفقته كريمته نادية عبد الجبار وهبي (الفنانة أنوار عبد الوهاب) مع شقيقها سعد ..

ختاماً هذا ما متوفر في مكتبتي من مصادر ولا بد هناك الكثير من الكتب والمصادر عن حياة السجون أتمنى من لديه كتب أو مصادر استعراضها وذلك لتوثيق السجون السياسية في العراق في أرشيف خاص ..


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter