|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
		الثلاثاء 13/6/ 2006                                 عبدالقادر العيداني                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
		بمناسبة يوم الصحافة العراقية 15/6   صحافة السجون .. سجن نقرة السلمان نموذجا (للأعوام 1963/1968) عبد القادر العيداني alidanykhader@yahoo.com بعد انتكاسة (ثورة 14تموز1958)وتسلط مجرمي البعث الفاشي على قمة السلطة في العراق وبعد مؤامرة (8شباط1963) عاثت هذه الزمرة بالبلاد فسادا واجراما دمويا لم يرى التاريخ مثيلا له حيث أنها بدءت بالقتل والتعذيب والإرهاب والسجون لكل المناضلين الشرفاء من أبناء هذا الشعب الأبي فأعتقلت الآلاف من خيرة المثقفين والعسكريين والمفكرين والصحفيين والأدباء العراقيين كالأستاذ عبد القادر إسماعيل البستاني رئيس تحرير جريدة اتحاد الشعب والأستاذ المحامي نصيف الحجاج رئيس تحرير جريدة صوت الطليعة التي كانت تصدر في البصرة وكذلك الفريد سمعان وشهاب التميمي وفاضل ثامر والمحامي كاظم جواد وسعدي يوسف ومظفر النواب والعشرات العشرات من الأدباء والمثقفين ..... يقع سجن نقرة السلمان في أطراف البادية الجنوبية بالقرب من الحدود السعودية ، أن الطريق الوحيد الذي يربطه بالعالم هو طريق (السماوة/السلمان) وهو ترابي وغير معبد تستمر الرحلة من خلاله حوالي العشرة ساعات بباصات خشبية هذا السجن بناه الضابط البريطاني كلوب باشا (أبو حنيج) في عام 1926م..... استقبل السجن الكثير من العراقيين من مختلف الأحزاب الوطنية التي كانت تناضل في تلك العقود ولتحرير الوطن من هيمنة الاستعمار وأذنابه العملاء في مثل هذا الجو الرهيب لابد للسجناء من تنظيم حياتهم اليومية تحديا للإرهاب البوليسي من قبل ادارة السجن وجلاوزتها من هذه المفاصل اليومية للسجناء السياسين كانت تصدر نشرة أخبارية ثقافية عامة كل يوم بأسم (الاخبار) ... وبمناسبة عيد الصحافة العراقية(15/6) يسرنا أن نسلط الضوء على هذه النشرة الأخبارية تعميما للفائدة وللاضطلاع على النشاط الثقافي في السجون العراقية على اعتبار أنها جزءا من الصحافة العراقية ... بدءت نشرة (الاخبار) إصدارها (منذ1963ولغاية عام 1968)فكان سجناء نقرة السلمان على موعد صباح كل يوم بعد تعداد السجناء من قبل ادارة السجن مباشرة مع نشرة الاخبار التي كانت تحوي على المقالات السياسية والنظرية التي تخص واقع الحركة الشيوعية العالمية بالإضافة الى ما يستجد من واقع حركة التحرر الوطني العربي والعالمي في تلك الفترة وخاصة نضال الشعب الفلسطيني وكفاح الشعب الفيتنامي ضد المحتلين الأمريكان... كان العاملون في هذه النشرة الأخبارية جنودا مجهولين من السجناء يتكتمون على مفاصل عملهم للحيلولة دون علم ادارة السجن والحرس القومي وسرية الأمن بنشاطهم الإعلامي اليومي . البداية كانت بسيطة تعتمد على الالتقاط من الإذاعات من خلال جهازي راديو تعمل بالبطارية من نوع (سانيو) يرتبطان بجهازي تسجيل (أبو البكرة) وهي تعمل بالبطارية أيضا لعدم وجود الكهرباء داخل السجن بعد أن يتم الالتقاط على المسجل تحول المواد على الورق بعد تصحيحها أو تبويبها بشكل جيد عمل على هذه الأجهزة خلال الخمسة سنوات من (63/68)المرحوم سامي احمد العامري حيث كان المسؤول المباشر لهذا النشاط ويعاونه في الانصات والتحرير والمتابعة من السجناء سامي البدر والأديب الكاتب الكردي محمد الملا عبد الكريم وعبد القادر العيداني ... يبدء العمل يوميا من الساعة الرابعة عصرا حتى ساعة متأخرة من الليل لمتابعة آخر الاخبار والأحداث السياسية حيث يتم اخفاء هذه الأجهزة حال انتهاء العمل واضيفت اليها أجهزة أخرى عند دخول الكهرباء الى سجن نقرة السلمان (عام 1965) منها جهاز كهربائي كبير للتسجيل من نوع (سيرا) وراديو كهربائي كبير أيضا لغرض الاستفادة القصوى لمايحدث من تطورات في العالم.... يستمر العمل حتى ساعات متأخرة من الليل لمتابعة آخر الأخبار والأحداث السياسية ومن ثم نقلها على الورق بعد تصحيحها من خلال الإذاعات العالمية . يعطي المرحوم سامي احمد العامري الأمر باستنساخ نشرة الأخبار بواسطة الورق والكاربون حسب الحاجة التي كانت بين(15-20نسخة) فيتم استدعاء كادر الكتابة الذي يتميز بالخط الواضح الذي يستمر عملهم إلى صباح اليوم التالي على ضوء الفانوس لاكتمال النشرة وتهيئتها للتوزيع منذ الصباح الباكر على مسؤولي الردهات والقوواويش من قبل عبد القادر العيداني . كانت هذه النشرة الأخبارية بالرغم من بساطة الإمكانيات المتاحة للعمل فيها مصدر إشعاع ثقافي وأخباري وفكري للسجناء من اجل التواصل مع العالم خارج السجون والمعتقلات ومن أجل لا يكون منقطعين عن العالم ... البصرة(حزيران 2006)
	Since 17/01/05.  web counter