|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  7  / 12 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحشّدْ الشَعبي مُنجزْ وطني كبير

عبدالجبار نوري

الدولة التي تحمل مقومات الوجود الأثنوغرفي ، والجغرافي ، والعمق الحضاري ، وأرشيف تأريخي ، فهي حيّه تحمل جينات ديمومة الخلود الأزلي ، فتتوفر فيها " الحصانة " عند تعرضها للمنعطفات والمطبات التأريخية ، صحيح أنّها تكبو ولكنها سرعان ما تقف بشموخ متحديةً عوادي الزمن ، بكيانٍ أقوى أكثرعنفواناً وألقاً ، ها هوعراقنا العظيم ذلك الجبل الأصم ، والطود الشامخ تكسّرتْ على صخرةِ صموده الأسطوري جميع الغزوات الطامعة ، والأنقلابات الشوفينية .

أنّ نكبة أو نكسة حزيران الموصلية في 10-6-2014 واحده من مدلهمات وعوادي الزمن الأغبر ، ترك شرخاً عميقاً في الذاكرة العراقية طالما هناك حياة في كوكبنا ، لأنّ الصدمة كانت عنيفة ومروّعة عندما تعرّض العراق لموجة سونامي كاسحة مدمرة من قطعان بهائم أتتْ على الحرث والنسل منذُ تأسيس الدولة العراقية الفتية ، حين أحتلتْ عصابات داعش ثلث مساحة العراق ب400 معتوه مختل عقليا شذاذ آفاق ، مقابل 700 ألف عسكري عراقي وبفترة قياسية لا تتجاوز الساعات ، لا--- لآنّ داعش ذات قوّة أسطوريه أبداً ، لأنّ مثل هذا الأنهيار النفسي والمعنوي ، شيء طبيعي وخصوصاً عندما يكون اللاعب الرئيسي في الساحة ال "سي – آي - أي " الأمريكي السيء الصيت ، والتأريخ يعيد نفسهُ في أنقلاب شباط الأسود عام 63 عندما أقتحمت أربعة دبابات فارغة من العتاد و40 من الشقاة البلطجية وزارة الدفاع + بيان رقم واحد ، وبساعات أنهار النظام وجيشهُ والجماهيرالمليونية المؤيدة والمحيطة بالنظام ، فهي بمثابتة الصدمة الكهربائية العنيفة ، فسرعان ما تستيقض منها الشعوب الحيّة .
فداعش تمكنت من التمدد والسيطرة *( أبزود القادة العسكريين الثلاثة النشامى ومعهم محافظ الموصل الصنديد ! الذين تركوا أرض الشرف أرض المعركة ولاذوا بالفرار وتركوا جنودهم ومعداتهم غنيمةً للعدو الغاشم . *منصات الأعتصام ولأكثر من سنة التي أصبحتْ ملاذاً للأرهابيين وجمع الأسلحة . *أمريكا داعمة الأرهاب ، وصانعة داعش ألتي لا تتعامل ألا مع الملثمين ، *والبعث الصدامي، والرياض ، وعمّان ، والكويت ، وأنقره ، وفنادق أربيل ومطارهُ ((للأسف الشديد) !!! .

نهوض الفارس من كبوتهِ
والحمد لله في 11-6 تمكن جيشنا الباسل من أمتصاص "الصدمة" وأستيعابها ، والتحول إلى مرحلة الهجوم ، وأخذ المبادرة من العدو والبدأ بالتقدم والزحف المقدس وتسطير النصر ، وكان " للحشد الشعبي " دوراً محورياً في تغيير الصورة العسكرية ، وجاءت فكرة الحشد الشعبي المنقذة من دعوة المرجعية الرشيدة " للجهاد الكفائي" في 19 حزيران 2014 ، الذي حال دون سقوط بغداد والعراق برمتهِ بين براثن داعش فعندها لبى آلآف المتطوعين نداء الحق في أنقاذ (الوطن) من المحتل الغاشم وحفظ الأعراض والحرمات والممتلكات ، التي يكون الجود بالنفس دونهُ { شهيداً } حيث يتفق حولهُ جميع الأديان السماوية ، والقوانين الوضعية ، وهو ليس ثمة حدث تكتيكي طاريء بل هو ولادة ومؤازرة ملايين العراقيين ، فالحشد الشعبي مع القوات المسلحة والعشائر المنتفضة ضد داعش في آمرلي وجرف الصخر، وقضاء وبيجي وحمرين وكركوك وصلاح الدين .

وكانت الهجمة الأعلامية الشرسة الظالمة جزاء " الحشد الشعبي " !!!!!!!
فالحشد الشعبي كانت أكبر تظاهرة وطنية بحشودها ألتي أزدادت نمواً وعدداً وقوةً ومعنوية لم يسبق لها مثيل في سفر التضحية والأيثار وحب الأوطان والتضحية بالغالي والنفيس لأجل الألتحاق بجبهات العز والشرف ، وهو الذي طهر حزام بغداد وقاتل في جبهات متعددة يواصل الليل بالنهار بنزرٍ يسيرٍمن المعيشة ، و سلاحهُ الكلاشنكوف فقط ، وأسند لهُ عدة مهام عسكرية وهويقوم بمهمة الجهد الهندسي بتنظيف الطرق من العبوات الناسفة الملغومة من قبل العدو تارة ، وحرب شوارع ، ومسك الأرض ، ونقل الجرحى ، والعتاد ، والتموين ، والعمل الأستخباراتي تارة أخرى ، وقدم العشرات من الشهداء يومياً في أطفاء العبوات الناسفة ، وقدم المئات عند تحرير جبال ووديان حمرين ، وهم شيباً وشباباً بل وشيوخاً وأكثرهم فقراء ، منهم من باع موبيلهُ ليدفع أجور نقلهِ إلى جبهات القتال !! ومنهم من باع ( تراجي ) زوجتهِ ليبقي لأسرتهِ مصروف غيابهِ ، وفي أوقات الراحة القليلة يفترش تراب وطنهُ لايبالي هوام الأرض من عقارب وأفاعي!! ، مقابل الذود عن حرائر الوطن من السبي والبيع في أسواق النخاسة ، وللعلم أنّهمْ يقاتلون بدون رواتب !! ، ---- أمنْ الأنصاف تشويه سمعة هذهِ الشريحة الوطنية وأنكار دورها الوطني ؟؟؟ ، ولا أنكر بأنها مخترقة في بعضها من قبل العدوالبعثي - الداعشي الذي هو ديدنهُ حتى في التظاهرات لتفريغها من وطنيتها ، ولأحداث أرباك وفوضى في الشارع العراقي ، والمس بكرامة وهيبة الحكومة والدولة .

وأعتقد جازماً أنّ هذهِ الحملة الأعلامية الشرسة والظالمة بمزاعم واهية لا سند لها حين يهولها ويضخمها أشخاصٌ خونة وأعلامٌ مضاد ، ضد الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ ، غايتهم التعتيم على الأنتصارات ألتي حققها ، وتهميشها ، وتشويه سمعة الحشد الشعبي وتشكيلاتهِ المقاتلة ، وخلق حاجز نفسي بين أهالي المنطقة وبين القوات المسلحة وجاءت متزامنة هذهِ الزوبعة الأعلامية السوداء ضد الحشد الشعبي مع الهجمة الأماراتية – الأمريكية – الأسرائيلية ضد المقاومة العراقية ، وهذهِ الزوبعة الأعلامية تعلو كلما أندحرت داعش وأختارت الهزيمة أمام قواتنا الباسلة. والذين يتجاوزون على الحشد الشعبي ، هم "الرتل الخامس" التي تشير بوصلتهم المشبوهة وبأذلال بأتجاه الأجنبي ، بعضهم نواب في البرلمان ، وآخرين قابعين في عمان ، وفنادق الخمسة نجوم في أربيل ، وجنب صالات الدسكو في بيروت .

{والكثير من المنصفين وأصحاب الضمائر الحية دحضوا هذهِ الهجمات الأعلامية ،كأمثال وزير الدفاع الشهم د/ العبيدي ألذي صرّح يوم 2-12- من خلال أجتماعهِ بالقيادات الأمنية في ديالى " بأن الحشد الشعبي "منضبط " ويعمل تحت أدارة القيادات الأمنية " }.

تحية أجلال وأكبار للحشود الشعبية وللعشائر المنتفضة بوجه داعش الأرهابي ، والمجد للواهبين أرواحهم في الذود عن حياض الوطن المقدس ، وتباً للعملاء ألذين باعوا أنفسهم والعراق للأجنبي ، وألف { لا } لفضائيات أبواق الدس والكذب والتزوير -----
 


السويد
في 6-12-2014
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter