|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  05  / 1 / 2015                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

النازحون على صفيح ساخن

عبدالجبار نوري

النزوح القسري أقسى أنواع العقاب اللاأنساني ألذي يهدد كيان ذلك الأنسان المشرد معنوياً ومادياً مصيرياً حين يضطر ألى ترك مسكنهِ وأموالهِ وذكرياتهِ وعلاقاتهِ وأرتباطاته الأجتماعية تحت سلطة شريعة الغاب الذي فيه "سيف" أعمى بيد مجنون مهوس وملوّث عقلياً باوهام هو الحاكم وليس الأسد حين يكون الحيوان أرحم ، وهي بالتأكيد جريمة حرب تحدث في ظل صمت المجتمع المحلي والأقليمي والدولي، وذكرت واشنطن بوست في 30-12 -2014 : أنّ داعش وضعتْ أختيارين لا ثالث لهما { الموت أو النزوح } فأختار الجميع الهروب إلى الشمال ونحو الوسط والجنوب ،{ لذا أصبح العراقيون النازحون غرباء تحت خيمة وطنهم }.

وقد دقّتْ منظمات أنسانية تابعة للأمم المتحدة – ولو بشكلٍ خجول – ناقوس الخطربسبب النزوح ألذي شهدهُ العراق في الفترة الأخيرة فقط حين أصطدمت بالرقم المليوني المهجّرْ في حين النزوح في العراق لهُ تأريخ طويل منذُ السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بظل جمهورية الخوف 1968 --- وألى سنة 2006و 2007 سنوات العنف الطائفي العجاف ، والحقيقة أنّها بدأت مع أطلالة 2003 بسبب الأحتلال الأمريكي ، ثُمّ 2006 بعد تصاعد الموجات الطائفية ، واليوم ونحن في المربع العنفي الثالث وعندما طفحتْ معاناة النازحين ألى أرقامٍ فاقتْ حسابات " غينيتس" ودخول فصل الشتاء وتساقط الأمطار والثلوج في أقليم كردستان ، وأعترفتْ المنظمات الأنسانية بوصول عدد النازحين الى 4-2 مليون نسمة والذين نزحوا من موجات العنف المتتالية التي بدأت في مطلع سنة 2014 العام الذي كان عاماً للمحنة والألم والتهجير والقتل والسبي وسقوط الشرف الوطني !! الذي سلّمَ قادة الموصل المدينة لمنظمة داعش الأرهابية المنفلتة في مطلع حزيران ، التي سبتْ نساءهم وعرضوهنّ للبيع في سوق الموصل على دكة النخاسة ، يا لرخص الوطن عندما يكون قادتهُ سياسيون سماسرة ولصوص وخونة وجواسيس !!! ، وغياب الحس الوطني وخصوصا عند " بعض" الجمهورالموصلي" – وهم ينظرون إلى مأساة الأقليات والعوائل المشردة من المسيحيين وألأيزيديين وحتى المسلمين بمذهبيه السني والشيعي والشبك والتركمان بغياب الغيرة والأحساس الوطني والديني ، ويفترض فيهم الحياد على الأقل ولكنهم أصبحوا (حواضن) لداعش المحتل الأجنبي ، وصفقوا لهُ ، وأخذوا يرمون الجيش العراقي بالقناني الفارغة ، ويطالبونهم بالرحيل .

معاناة النازحين

1-  ضغوطات نفسية ومواقف كارثية قبل وبعد التهجيروأضطهاد وترهيب وتهميش وفقدان الخدمات الأساسية بشكلٍ قاتل .

2- أنّ الصراعات والأزمات والكوارث تؤدي إلى نقصٍ حاد في الخدمات الأقتصادية والأجتماعية والصحية في السكن في أماكن لاتصلح للعيش البشري وضغوطات سياسية ونفسية كالشعور بالخوف والحزن والقلق والأحباط والفشل والأكتئاب والتوتر وفوبيا المستقبل المجهول وثُمّ إلى الأمراض الجسدية كالأمراض المزمنة المبكرة والتأثير الخلقي على الأجنة في المستقبل .

3- قتل الآلاف من الأقليات من كبار السن والأطفال وأعدام ميداني لشبابهم وسبي نسائهم كغنائم وتعريضهن لجهاد المناكحة طبقاً لشعار داعش (حسب منهجية الخلافة النبوية التي يتبنونها باطلاً ) .

4- ترك تداعيات سلبية على الأقتصاد العراقي جراء ترك المهجرين لوظائفهم وأعمالهم .

5- تعرض البنية التحتية للدمار والخراب في حرب المياه والكهرباء ونسف الجسورفي المناطق الأصلية للنازحين أنتقاماً منهم .

6- النزوح سبب كارثة " ديموغرافية " بتغيير الخارطة السكانية كتهجير 400 ألف من الأيزيديين من قراهم ، وكذلك 400 ألف من الشبك من نينوى ، وحوالي 700 ألف من التركمان تركهم لموطنهم الأصلي في نينوى لكونهم من طائفة كفرها داعش وأباح دمها ، وهذا التغيير الديموغرافي سوف يؤدي إلى تغيير جغؤافية المنطقة خصوصاً التي تقع ضمن المناطق المتنازع عليها .

7- وما قرية بشير وآمرلي إلا شواهد تأريخية على ما فعلهُ الزناة تلك العصابة المتوحشة الضالّة :أول ما أستباحوها قتلوا شيوخها المسنين وأطفالها وأعدموا ىشبابها ميدانياً وهم عُزّلْ من السلاح وثُمّ سبي النساء كغنائم بموجب شعارهم { دولة أسلامية على منهاج الخلافة النبويّة } ومحاصرة تلعفرالتي يتفاسم فيها السنة والشيعة العيش سوية ، فأستباحتها قوى الظلام بوحشية مفرطة ومدمرة لا تبقي ولا تذر لم تفعلها النازية حين أحرقوا المنازل وهدموا دور العبادة وقتلوا المئات بأستعمال السيف في رقاب العباد ونهب الممتلكات والأموال كما فعل المغول في أجتياح بغداد ، وللعلم والتذكير أنّ ما ما يقارب من ألف أسرة أكثريتهم من الأقلية الأيزيدية محاصرة على جبل سنجار تحيط بهم زمرة داعش الضالة وهم يعانون زمهرير شتاء الجبال وقلة الغذاء وشحة في الأدوية وحليب الأطفال ، وتلاطمت أفواج النازحين من الأنبار مع الفارين من جميع المعارك ( مجهولة الهوية) ، وكان نصيب سامراء وخانقين والسعدية وجلولاء والمقدادية وجرف الصخر الفارين من ( الهجمات الداعشية الأرهابية) التي قتلت العشرات منهم وأحرقت بيوتهم ومن ( جحيم التهجير الطائفي )

التوصيات

أطلعتُ على آراء وتوصيات المنظمات العالمية الناشطة ضمن حقوق الأنسان وجدتها لاترقى إلى أكثر من أنّها توصيات ومساعدات فقيرة لا تعالج ألا جزءً يسيراً من الكارثة والمأساة الأنسانية ألتي يعانيها شعبنا النازح هي مسؤولية الحكومة صحيح ولكن يجب أنْ تتظافر الجهود الحكومية والشعبية لحلها أو التخفيف عنها بتنشيط ثقافة المواطنة لأحياء : "مبدأ التكافل الأجتماعي" وتقديم المساعدات العاجلة أضطراراً وعجلةً خوفاً على حياتهم للوصول أليهم ونقلهم إلى مناطق أكثر أمناً ، ونظمُ صوتنا إلى منظمات حقوق الأنسان ومنظمات المجتمع المدني والهيئات الديمقراطية وحثهم على توثيق حياة المهاجرين والنازحين وجمع الأدلة على وحشية الأرهاب لترقى الصورة إلى جريمة أبادة جماعية لأدانة داعش والداعمين لهم بمجرمي حرب وفتح الممرات بجهود الفرق الهندسية لأخراجهم من الحصار. تشريع قوانين أضافية في مجال حقوق الأنسان للأقليات الدينية تضمن لهم التعبير التام في ممارسة طقوسهم الدينية . والنقطة المهمة هو مبدأ التحريرالذي هو هدف أستراتيجي لكل الشعوب التواقة للحرية بطرد المحتل وأرجاع النازحين إلى مناطقهم الأصلية .

ونتساءل بتعجب لنظرة المجتمع الدولي ذات النرجسية والأزدواجية إلى الحوادث التي مرتْ علينا في التأريخ ، عندما أشعلوا الحرب العالمية الأولى بسبب مقتل أرشيدوق النمسا في مدينة سراييفو وكان لمقتلهِ قتل وجرح الملايين وهدم نصف أوربا ، وأنّ أعدام داعش الأرهابي للمراسل الصحفي الأمريكي ( جيمس فولي ) – وهي جريمة مروعة أستنكرناها بشدة - كان سبباً لدخول السلاح الجوي الأمريكي وتشكيل التحالف الدولي في قصف مواقع داعش في العراق وسوريا ، أما أبادة 1700 شاب عراقي في قاعدة سبايكر وموت 1500 طفل من النازحين ليست ذات أهمية ، أليست هي جريمة أبادة للجنس البشري ؟ و لكن ينطبق عليهم المثل القائل{ قتل أمريء في غابة جريمةٌ لا تغتفر ، وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر }!!!!!!!!!
 

 

 5-1-2015
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter