|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  4 / 11 / 2013                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

فتاوى الظلالة ومحنة المرأة

عبدالجبار نوري

الذي جلب أنتباهي مانشيست عريض وبخط أزرق في صحيفة (فايننشال تايمز) في يوم الأربعاء 23-10 -2013أصدرت وزارة الداخلية السعودية بصورة مفاجئة بيانا حذرت فيه من أنتهاك الحظر المفروض على قيادة المرأة السعودية للسيار، أنتابني شيء من الأشمئزاز والأستغراب ،ألهذا المستوى يوجد تخلف وظلامية وعقلية متحجرة ومتخلفة !!؟؟، وبعد ساعات من طلب 150 من رجال الدين المحافظين الى الملك السعودي "عبالله بن عبد العزيز" وصفوه ب -{مؤامرة قيادة المرأة للسيارة} وأقترن الوصف بتأييد الكثير من المحافظين الذين يشعرون أنه أذا حصلت المرأة على حق قيادة السيارة يعني أنهيار آخر معقل للقيادة الذكورية وسيطرتها في المجتمع السعودي ، وفعلا أقترن بتأييد "هيئة كبار علماء المملكة" وهي أعلى سلطة أفتاء في المملكة التي أفتت بتحريم سياقة المرأة السعودية للسيارة .

وقد خرجت مجموعة من النسوة السعوديات في يوم السبت 26-10-2013 في قيادة سياراتهن في مدينة (الخبر) ، وكان قبل هذا التأريخ خرجت حملات مناهضة للمنع في 1990 شاركت 47 أمرأة للمطالبة بهذا الحق ، وتكررت الأحتجاجات في 2011 بحملة سميت "سأقود سيارتي بنفسي" وصدرت الداخلية بيانا ثاني تؤكد المنع وأنتهى المطاف بأعتقال النسوة عشرة أيام ومنعهن من السفر وفصلهن من وظائفهن ،وأعتقال أزواجهن أو آبائهن بتهمة عجزهم من السيطرة على نسائهم ، وعندما عجزوا عن مواجهة التحدي واجهوا المعتقلات بتهمة سياسية جاهزة " تهمة الأخلال بالأمن العام" وعقوبتها السجن وبعد تدخل منظمة العفو الدولية ومنظمة هيومان رايتس أفرج عنهن بعد حجز دام عشرة أيام ،بعدما أنتشر التحدي الى مدينة الرياض وجده ، وكان للناشطات السعوديات دورا بارزا في تشجيع النسوة لنيل حقوقهن أمثال:منال الشريف ناشطة نسائية وكاتبة في صحيفة الحياة ، وكذلك بسمه بنت سعود بن عبد العزيز مقيمة في لندن، وسمر بدوي التي شا ركت في التحدي في حملة قيادة المرأة للسيارة .

وهذا الحق النسوي البسيط أدلج دينيا وتبنتها لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر-وهي سلطة دينية تشريعية وتنفيذية -يعتقدون أنه أذا حصلت المرأة على حق قيادة السيارة يعني أنهيار السيطرة الذكورية ، وأن هذه الخطوة تفضي الى تغيرات أخرى فلا بد من من تأطير فتاواهم دينيا ، وهذا سبب رفض عموم مشايخ السعودية بتحريم قيادة المرأة للسيارة ، أذا يجب أن تصبغ دينيا بفتا وى حتى لا تحصل المرأة على رخصة قيادة السيارة لأنها تخرج عن طاعة وليها .

فتوالت الفتاوى - ومن علماء موظفين لدى الحكومة - خاصة "هيئة كبار العلماء" برئاسة الشيخ عبد العزيزبن باز والشيخ صالح الفوزان ، والشيخ محمد بن عثيمين وجميع فتاواهم تؤكد على أنتهاء وأضمحلال قوامة الرجال على النساء وسقوط السيطرة الذكورية في المجتمع السعودي ، كما أن فيها محاذير كثيرة وأخطر شيء فيها بأن تعطي للمرأة الحرية في أخذ سيارتها وتذهب الى من تشاء من رجال ونساء!!! ، كما أن قيادتها للسيارة تؤدي الى الخلوة المحرمة بالمراة منها السفور والأختلاط بالرجال بدون حذر، وهذا نوع من أنواع الأباحية ، أية تفاهة في هذه التهم الباطلة !!! والمخادعة بأسم الدين ،وصدق *لينين* حين قال :"نحن نعرف حق المعرفة أن رجال الدين والأثرياء لا يخاطبونا بأسم الدين ألا ليستغلونا"، أثبت الزمن وتجارب الدول الديمقراطية ومنظمات النساء الرصينة التى تخرج دفعات من الكوادر الناشطات في مجال حقوق المرأة عبر نضال طويل وتضحيات جسيمة أدت الى تحصين المرأة ضد هذه الفتاوى التي أستهلكها الزمن و التي يعود تأريخها الى عصور الجهل والتخلف والظلام الفكري ، فالمرأة اليوم نصف المجتمع ، تحمل القدرة والكفاءة ونفس مؤهلات الرجل فهي الطبيبة والمهندسة والسياسية والبارعة في جميع الفنون ، فهذه مدام كوري التي برعت في مجال الذرة ، وهذه *زهى حديد* المرأة العراقية التي تركت بصماتها في الفن المعماري العالمي ، وتلك الدكتورة نزيهة الدليمي أول وزيرة عراقية ومؤسسة رابطة المرأة العراقية المناضلة ، فلتعلم المرأة السعودية أن الحريات لا تعطى بل تؤخذ عبر نضال المرأة وتضحياتها ، فالى المزيد من التحدي والنضال في جميع مجالات حقوق المرأة ، والى التثقيف الذاتى ونشر الوعي في المجتمع النسوي خاصة ، ويبدو أن هناك أمل وتفاؤل يلوح في الأفق لدى النساء السعوديات في تحديهن وأصرارهن لنيل حقوقهن.

وكان لبعض الناشطات السعوديات دور مؤثر في تشجيع المرأة السعودية في أخذ حقوقها مثل منال الشريف وهي ناشطة وكاتبة سعودية في صحيفة الحياة ، والأميرة بسمه بنت سعود بن عبد العزيز المقيمة في لندن، وسمر بدوي التى شاركت المراة السعودية في حملة قيادة السيارة.

فحقوق المراة مفقودة في السعودية تماما فهي أول دولة في العالم تمنع المرأة من السياقة تبعا للتقاليد الدينية في بلد تعتمد بنيته الأجتماعية على السلطة الأبوية وتقاليد المجتمع التسليطي الذكوري وفي بلد يطبق الفصل بين الجنسين بما في ذلك التعليم والبنوك والمطاعم وأماكن العمل ، بالأضافة الى سياسة التمييز ضد المرأة في القيادة والتصويت والأنتخابات ،وقوامة الرجل ، والمحرم-الأب أو العم أو الأخ- ويكون ملازما لها في السفر وحتى في البعثات الدراسبية ،وظاهرة تعدد الروجات وملك اليمين، وختان الأنثى الظالم ،وزواج القاصرات،أما في مجال حقوق الأنسان فأنها معدومة تماما –منذ تاسيس الدولة – وتطبق عقوبات بدنية كبتر اليدين أو الساقين لعقوبة السرقة وعقوبة الجلد على جناة الأنحراف الجنسي وشرب الخمر وترك الفروض ، والعقوبات السياسية يكون الأعدام بقطع الرقبة بالسيف أما المعارض للنظام يرمى من الطائرة في صحراء الربع الخالي،بالوقت أن السعودية مصادقة على أتفاقية (مناهضة التعذيب لسنة 1997).

وشيء معيب ومخزي أن يحدث هذا التجاوز على كرامة الأنسان ونحن نعيش زمن الحرية والديمقراطية برقابة أممية من قبل المنظمات الدولية ، ولنضع يدا بيد وبصوت مدوي لا لعبودية المرأة ونعم نعم لتحريرها ....ونأمل من المرأة السعودية المطالبة بجميع حقوقها في الحرية والكرامة واحترام شخصيتها ككيان مستقل ومؤثر في المجتمع .
 

السويد









 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter