|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  31  / 1 / 2015                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العملية العسكرية المرتقبة لتحرير الموصل

عبدالجبار نوري

فلا نامت عيون الجبناء ووطنهم مستباح وأرضهم مسلوبة ونساءهم مهانات ، وكأني أسمع صدى وحشرجات وأنين وطني الأسيروهو ينادي "هل من ناصرٍ ينصرني" لبيكِ يا هويتي ونبض وجودي وملعب صباي وصومعة طقوس صلاتي وأيقونة عشقي الصوفي يا وطني الحبيب ، وأحسن سامي البارودي حين تغنى في "حنين الوطن"

وكيف أنسى دياراً تركتُ بها         أهلاً كراماً لهم ودي وأشفاقي
فيا بريد الصبا بلغ ذوي رحمي      بأني مقيمُ على عهدي وميثاقي

أنها نينوى شمال عرقنا الحبيب ، ومركزها الموصل ، وهي مدينة ذات طابع تأريخي تمتدُ جذورها إلى ستة آلاف سنة أو أكثر ، وهي تاج وطننا المرصعة بأثمن لؤلؤة مختومة ببصمات أشور بانيبال ، إنّها أم الربيعين عندما تتجدد عنفوانها وروعتها لفصلين ، إنّها الحدباء الموغلة في أعماق الزمن ، إنّها مدينة الخير والعطاء الرافديني --- إنّها الماء والخضراء والوجه الحسن ، أنّها مدينة أبي تمام وأسحاق الموصلي وأبن الأثير إنّها مدينة الفريد سمعان وكامل فزانجي ومحمد حديد وجواد سليم ، إنّها مدينة الشعب الموصلي المفعم بالعراقية الأصيلة - وبشهادة أستفتاء معاهدة سيفر 1921 – و الذي أقترن بها بعقدٍ كاثوليكي لارجعة فيهِ وأعلن أنتمائها إلى المملكة العراقية في ظروف سياسية معقدة حيث الصراع الفرنسي – البريطاني – العثماني .

وفي غفلة من الزمن الأغبر ، وأحفاد أبي رُغال سقطت المدينة في 9-6-2014 بأيدي مغول وتتار جدد برابرة خارج التغطية الحضارية والأنسانية ، وأستخدموا السيوف والمعاول في تدميرها حضارة ووجوداً .

عبر من التأريخ / لقد سجل التأريخ بحروفٍ من نور للحركات التحررية في العالم مثل :

* تحرير الجزائربمطاولة نضالية زمنية قدرت ب 130 سنة ، ودفع فاتورة مشروع أستشهادي مليوني .

* تحرير ستاليتغراد من الغزو الألماني ولمدة ستة أشهر وبخسائر بشرية تقدرت ب 450 ألف قتيل و650 ألف جريح .

* وتحرير آمرلي وجرف الصخر والسعدية وجلولاء وبيجي وأكثر من 80 % من تكريت وسامراء والأنباروأستعادة 65 كم2 من محيط الموصل داخل المدينة مما جعل داعش محتجزاً داخل المدينة بات التنظيم معزولاً داخل حدود الموصل بعد أنْ أستطاعتْ "القوات المشتركة" عبر سلسلة من العمليات العسكرية أعادة السيطرة على مساحة تقدر بأكثر من 60 كم حول محيط المدينة وأضحت قريبة من مركز الموصل ب 10 كيلومترات بجهود تلاحم الجيش والبيشمركه والحشد الشعبي والعشائر المنتفضة بوجه داعش الأرهابي وبصمود حديدي منذ ثمانية أشهر ، وفي 25-1 ألتحقت الوجبة الأولى من الحشد الوطني في معسكر غرب الموصل والذي من المفترض أنْ يتمّ تدريبهم على يد ضباط عراقيين ، وبشائر سيطرة البيشمركه على ناحية (وانه) شمال الموصل والقريبة من سد الموصل ، وأنّ القوات الكردية حررتْ جميع القرى المحيطة بالناحية والتي تعتبر من المناطق الأستراتيجية لأنّها ستؤمّنْ الطريق إلى سد الموصل ، وأنّ القوات المشتركة قطعت الطريق الواصال بين سنجار وتلعفر والموصل وصار التنظيم محتجزاً في مركز محافظة نينوى والذي تقترب منها القوات العراقية بمسافة 15-10 كم في بعض المناطق.

العملية العسكرية الكبرى المرتقبة ومستلزماتها
أنّ العملية العسكرية الكبرى المرتقبة هي عملية محورية مصيرية وهي من أولويات القوات العراقية لذا تخضع للعقيدة العسكرية وعذراً بما أني لست عسكرياً فأستقيتُ بعض المعلومات والآراء الميدانية من بعض زملائي وأصدقائي العسكريين :

1- أستكمال تحرير المناطق المتبقية من ديالى وصلاح الدين والأنبار تماماً والأهتمام الجدي العسكري بمسألة " مسك الأرض".

2- الأعتماد على التلاحم والتجحفل بعنوان " القوات المشتركة " والتي تضم الجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي والعشائر المسلحة المنتفضة بوجه داعش .

3- أبعاد ( مارتن ديمسي ) رئيس هييئة الأركان المشتركة ، والجنرال (لويد أوستن) قائد القيادة المركزية الوسطى ، لأنهما يأخذان الأوامر من ( السي- آي – أي ) السيئة الصيت.

4- تكثيف القصف الجوي لمحيط المدينة في محاولة لقطع الأمدادات .

5- شراء الوقت في تدريب القوات العراقية على حرب المدن .

6- تشكيل قوة من 12 لواء مقاتل منها 9 ألوية من الجيش العراقي و 3 من قوات البيشمركة .

7- توفر ثقافة الوعي والرغبة الثورية بالتغيير والتحرركما يقول ماركس الأحتلال والأستعباد لا يكفي في تحفيز الثورة بل " الوعي والأرادة والتصميم على مبدأ التحرير ، ونستذكر التصريج الصحفي لوزير الدفاع العراقي الشهم " خالد العبيدي " وهو يخاطب جنودهُ : ( ليكن شعاركم النصر لا سواه والأمل والعمل لا غيره ) ، وأستبدال بعض القيادات بأخرى تتسم بالمهنية والوطنية والكفاءة ، لأنّ نكسة الجيش في الموصل أدت إلى ضعف الأداء وترهل القيادات وتولي عناصر غير كفوءة سلم القيادة وقلة الأنضباط والتدريب وسوء الأداء كما كان الفساد والمفاهيم العسكرية ، وهي صدمة رجتْ أركان الوطن من أقصاه إلى أقضاه وجعلتهُ في مفترق لحظات تأريخية حاسمة ، وندعو القوات المسلحة أستحضار معاني حب الوطن والتضحية من أجله ، والأبتعاد عن الأنتماءات الفرعية بكل صورها وأشكالها إلى أنتماء واحد هو {العراق أمنه وسيادته}/ أنتهى ،

8- الحيطة والحذر والتأهب بأعلى درجات القصوى وعد م الأستهانة بالعدوحسب أدق المعلومات الأستخباراتية لدى " خلية التحرير العراقية " أنّ العدو الداعشي سوف يقوم بهجوم مباغت على الأنبار لربما تكون الرفسة الأخيرة غايتها أجهاض الهجوم العراقي المرتقب ، ورفع معنويات عصابته المنهارة .

الخاتمة / فليس أمام العراقيين غير التوحد ونبذ الطائفية والأعتماد على قدراتهم الذاتية ، وبشارة خبر عاجل وأنا أكتب السطور الأخيرة من المقال : اليوم الخميس 29-1-2015 أستعادت قواتنا ناحية المعتصم في سامراء بعد ساعات من سيطرة داعش عليها ، وتؤكد مصادر أمنية أنّ القوات العراقية أستوعبت آثار نكستها في الموصل ، وأستعادت زمام المبادرة ، وأنّ الجيش العراقي يملك كل مقومات النصر ، وتحرير الموصل بات ممكناً لأمتلاك الجيش الأسلحة الثقيلة وغطاء جوي ---- والأنتصارات المتلاحقة زادتنا نفاؤلاً وأملاً بأنّ تحرير الموصل بات قريباً ، ويحق لنا أنْ نردد { أننا قادمون }

 

السويد/29-1-2015
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter