|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  2 / 10 / 2013                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

خيمة صفوان
(اتفاقية خسارة حرب)

عبدالجبار نوري

اعجبت بمقدمة كتاب : احد عشر سنة على خيمة صفوان والتنازل عن السيادة الوطنية / د. منذر الفضل (غدر بالجار وهدر في ثروات الدار وهدم للديار) وفعلا ارتكب صدام حسين حماقة كبيرة عندما زج بالجيش العراقي المتعب والمثخن بجراح الحرب العراقية - الايرانية ولثمان سنوات وبشعب ضحى باكثر من ثلاثة ملايين شهيد وجريح ومعوق ومفقود ومعدوم - لرفضه الحرب - وارامل وايتام ومهاجرين.

اجتاح دولة الكويت في 2-8-1990وهي دولة ذات سيادة وعضوة في الامم المتحدة والجامعة العربية ، والمطالبة بها مجرد هذيان ، لانها خرجت من عنق الزجاجة كامارة ، وان نؤمن بالواقع ، واحترام الجار قبل الدار، وخاصة الجار الحبيب الشقيق الحاقد الكويت ، ونحن كقوى ديمقراطية ندين هذا النهج الاستعماري في الغزو والاعتداء . الم يكن امام النظام البعثي الشوفيني طرق سلمية شفافة حضارية ؟ كاللجوء للمحاكم الدولية لحل النزاعات بين الدول بطريقة سلمية ويجنب البلاد والعباد ويلات الحرب وكوارثها ولكن هذا هو ديدن الدكتاتوريات عبر التاريخ .

وثمة صدفة مؤلمة واجهتني وانا اتجول في دمشق الشام وكان التاريخ 2- 8-2002 وكانت ذكرى اجتياح العراق لدولة الكويت ووقع بصري على مانشيست عريض وبالاحمر - جريدة الثورة السورية- (لو تعلمون ايها العراقيون على ماذا وقع صدام في اتفاقية خيمة صفوان لبكيتم دموعا من دم) !! ؟؟ وبصراحه استفزني العنوان واخذت ابحث عن البنود السرية لاتفاقية خيمة الذل فلم اجد سوى تسريبات غير دقيقة تقول بعضها ان هناك 57 بندا سريا رضخ لها صدام ، ويتساءل البعض حول كتمان النظام لحد 2003 ؟ وهو شيء عادي في النظم الدكتاتورية اخفاء الحقائق عن شعوبها للحفاظ على كرسي الحكم . ولكن عتبنا على حكومتنا المنتخبة ولعشر سنوات لم تفصح عن فضائح خيمة صفوان ، ويرى البعض والعديد من المحللين الاستراتيجيين ومراكز صنع القرار الدولية : ان اذعان صدام واجبار النظام الى المجيء لتوقيع اتفاقية خيمة صفوان (كاتفاقية خسارة حرب) والتوقيع على ورقة بيضاء وبدون شروط خاليه من الخجل والحياء لهذه الاسباب :

1 - الهزيمة التي لحقت بالجيش العراقي واخراجه من الكويت بالقوة العسكرية بقيادة امريكا و 32 دولة من دول الحلف الاطلسي ، راح ضحيتها الالاف من الجنود العراقيين بين قتيل وجريح وهو في حالة انسحاب من الاراضي الكويتية ، موجب اتفاق حققه (بريماكوف) المبعوث الروسي لتهدئة الطرفين ، ولكن امريكا نقضت الاتفاق وغدرت بالجيش العراقي المنسحب واحدثت مجزرة رهيبة سميت فيما بعد (بمذبحة الدبابات)

2 - قيام الشعب العراقي بانتفاضته الشعبية العارمة في اذار واربكت النظام في جميع انحاء االعراق لهذه الاسباب ارسل صدام اشارته الى المفاوض العراقي بالتوقيع العاجل ، في 3 مايس 1991 تم الاتفاق بين الجنرال الامريكي (نورمان تشوارسكوف) والامير خالد بن سلطان بن عبد العزيز ال سعود قائد القوات العربية المشتركه من جانب قوات التحالف ومن الحانب العراقي رئيس الاركان للعمليات الحربية اللواء الركن سلطان هاشم احمد وعضوية ضابطين هما اللواء الركن صلاح محمود عبود الجبوري والفريق نعمه المحياوي وشاهدنا كيف تم تفتيش سلطان هاشم قبل دخوله الخيمة ، وتم التوقيع على ضياع الوطن والخضوع المذل نتيجة السياسة الرعناء للنظام البعثي ، وهذه بنودها المعلنة وبعص من البنود السرية منها :

1- وقف اطلاق النار بين الطرفين ، واعلام الجانبين عن وجود اماكن الالغام .

2- قبول العراق على الغاء كافة قراراته وتشريعاته التي اصدرها بشأن الكويت.

3- تبادل الاسرى بين الجانبين

4- اعتراف العراق بسيادة دولة الكويت وتثبيت الحدود حسب قرارات الامم المتحدة وفيه التنازل عن عشرات الكيلومترات الى دولة الكويت في اطار ترسيم الحدود بين الطرفين علما ان هذه الاراضي التى زحفت اليها الكويت تحوي 13 بئر نفطي .

5- الموافقة على الحظر الجوي وتحجيم الجيش العراقي وذلك بتسريح اكثر من 40 % منه .ط
6- الزام العراق بالموافقة على قرار مجلس الامن الدولي بالوصاية الدولية الكامله على العراق في تقسيم اراضيه.

7- وكان من ضمن اتفاقية صفوان السرية انهاء البرنامج النووي من ضمنها الاسلحة العسكرية المحظورة والبايلوجية والكيمياوية والغازات السامة والصواريخ .

ووقع وزير خارجية العراق هوشيار زيباري في 28 مايس الماضي مع نضيره الكويتي مذكرتي تفاهم بشأن الدعامات الحدودية وانشاء مجمعات سكنية للعراقيين ( المكاريد ) الذي من سوء حظهم ان تمر الحدود من مزارعهم ومساكنهم وبمشاركة الكويت بينما تم تثبيت الدعامات الحدودية - بواسطة شركة اسرائيلية - ولكن لم يتم الايفاء ببناء مجمعات سكنية للمرحلين وهكذا لف الوعد التسويف والمماطلة ، واليك البند الكارثي ان مجلس النواب العراقي صوّت في 22- 8- 2013 وبالاجماع على قانون الملاحة البحرية في خور عبد الله بينما اعتمدت الشراكة مع الكويت ، واليك ما خسره العراق : زيادة الضمان على السفن ، عدم دخول الصياين البصريين الى هذه المنطقة ، عدم السماح للسفن العراقية الدخول الا بعد السماح من الجانب الكويتي ، لا يسمح للقوة البحرية العراقية ان تدخل المياه الاقليمية العراقية الا باعطاء اشعار للجانب الكويتي ، وان خط التالوك الذي اتفق عليه صار من صالح الكويت لان سواحل العراق ذات مياه ضحلة فتتجنبها السفن ذات الغطس العميق فتفضل في هذه الحالة ان ترسو في ميناء مبارك المزمع انشاؤه ولانخفاض الضمان على السفن وبذلك اصبح العراق دولة مغلقه بحريا ، وهكذا مسلسل التنازلات للكويت لا ينتهي حين ادخل العراق ضمن البند السادس واشكالياته من المؤكد سوف يرجعنا للبند السابع السيء الصيت حسب قواعد لعبة (حيه او درج)..

8- قبول العراق دفع التعويضات التي نصت عليها القرارات الاممية ، وتشير التقارير الاعلامية الرسمية ان دولة الكويت تسلمت من العراق لحد الان اكثر من 40 مليار دولار ، ووقع العراق 6 مذكرات تفاهم تخص الاقتصاد والنقل والتخطيط ، وكل هذه التنازلات من العراق ، اثار الجانب الكويتي مشكلة الخطوط الجوية الظالمة والمفتعلة وتمكنت من حجز الخطوط الجوية العراقية وبشكل همجي ولم يرفع الحجز الا بعد دفع العراق مليار دولار كتعويض للطائرات الكويتية المفقودة اثناء الاجتياح والباقي يسدد بالاجل .

وهكذا فقد وطننا الحبيب هيبته وسيادته وبيع في مزاد العهر السياسي وتمعنت احزاب المحاصصة في خراب العراق عبر الولاء للاجندات الخارجية واللهث وراء المصالح الشخصية وووو ، لذلك ادعو الاحفاد ان يلعنوا الاجداد الذين خانوا الامانة واحرقوا كل شىء جميل فيه .لانهم اورثوكم عراقا ممزقا وحملوكم اوزار خراب الوطن الغالي ......



السويد
12-9-2013







 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter