|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  29  / 1 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

البراغماتيّة وأصحاب القرار السياسي في الدولة العراقيّة

عبدالجبار نوري

البراغماتيّةُ سياسةٌ نفعيّةٌ مصلحيّةٌ حين ترى أصحاب القرار السياسي في توظيف العامل المطلوب – الديني والقومي الأثني والطائفي والمناطقي – لمصلحهتا السياسية بأنانية شديدة مهما كلف الأمر!! المهم الوصول للهدف المنشود - وهي ميكافيليةٍ بأمتياز- وحتى ضرب المقدسات كالكعبة المشرفة بالمنجنيق كما فعلهُ عبد الملك ابن مروان بأمرة الحجاج ابن أبي يوسف الثقفي عام 64 هجريه عندما أعلن فيها عبد الله ابن الزبير نفسهً خليفةً وطلب البيعة لنفسهِ ، كما رواهُ الطبري في تأريخ الرسل والملوك ، وحدث قبلهُ عام 61 هجرية العكس حين قطع الحسين ابن علي حجهُ يوم 8 من ذي الحجة يوم التروية في مكة وخرج الى العراق لأنهُ شعر بنوايا الأمويين بضرب الكعبة وقتلهِ ، ولأنّ هدفهُ كان الأصلاح المجتمعي الخالي من ألأنا—نفس المصدر، وشاهدْ تأريخي حديث حاقد حينما قصف المجرم صدام قبة مرقد الأمام الحسين في عام 1991 إذبان الأنتفاضة الشعبانية ولم يبالي بأنهُ رمز تاريخي ودينى لمسلمين وذلك لتحقيق السيطرة على العراق بقبضة حديدية.

خلال ما ذكر لنا التاريخ إذنْ كل الطرق مباحة والخيارات مفتوحة للوصول للهدف من قبل أصحاب القرار السياسي في العراق ، فصدام في عام 1978 عندما سولت لهُ نفسهُ القفزإلى قمة الهرم في الدولة العراقيّة حين أزاحَ خصومهُ و كوادر حزبهِ بطريقةٍ بشعةٍ مليئةٍ بالخيانة والأنانية وحب الذات ، لكي يدخل َ العراق في متاهات سجنٍ مظلمٍ كبير ، بوضعهِ على كف عفريت مجنون وبليد حين عرّض العراق للأحتلال الأمريكي البغيض .

أما بعد 2003 "إنّ كنت لا تعلم فهي مصيبةٌ وإنّ كنت تعلم فالمصيبة أعظمُ " أقسم منذ تأسيس الدولة العراقيّة 1921 لم يشهد تأريخها السياسي مثلما نرى اليوم في غياب دولة المؤسسات والشحن الطائفي وهدر المال العام والفساد الأداري من رشوة وسرقات وبأرقام خيالية ، ناهيك عن التسقيط السياسي والميليشيات والأغتيالات وترهل الدولة وغياب الجهد الأمني مما ساعد على تقوية أعداء العراق من القاعدةِ وبقايا النظام البعثي وأشعلوا الحرائق في مفاصل الدولة والمجتمع ، والحدث الرهيب الذي هزّ كيان العراق في بداية عام 2014 هوتمكن داعش الأرهابي من تطبيق سيناريو سوريا في العراق بمسك الفلوجة وأجزاء من الرمادي ، وسببهُ أنانية البعض من قادة الكتل السياسية وأصحاب القرار.

وهذهِ بعض من المواقف المشينة والمطبات السيئة لأصحاب القرارالسياسي في عراقتا العزيز- وهي غيضٌ من فيض- عندما يعملون ضد تيار الحق والعدالة ونكران المواطنة لأجل تحقيق أماني رخيصة ومنافع براكماتية شخصيّةٍ ، - أستندتُ إلى التقارير الرسمية الحكوميّةِ ، ولو أنّ الأوراق أختلطت وأصبحت تصدرُ أحياناً عدة آراء متضاربة من وزارة أمنية مسؤولة عن كلامها !! ما يجعلك في حيرة أىٌّ منها تصدق !!! نتيجة أعلامٍ فارغٌ من المصداقيّة ، ومّوجّهْ حسب نرجسية وأنانية المسؤول .

*موقف النواب النشامى من قضية ترسيم الحدود مع الكويت وما تبقي من البند السابع في 18-11-2013 على اساس أسترجاع حقوق العراق وسرعان ما بدلوا مواقفهم - عند وصولهم الكويت - 360 درجة بصالح الكويت بالأعتراف بحدودها الجديدة بموجب بنود خيمة صفوان المذلّه والأكبر أنّهم باعوا خور عبدالله والمياه الأقليمية العراقيّة مقابل بيع أنفسهم وضمائرهم للجارة كويت الخبيثة.* آخر صيحات (الخمط ) الذي يندى لها الجبين "صفقة بسكويت المدارس ": بعد أنْ كشفتْ الصحف الأردنية بواسطة " حنان الكسواني" بتأريخ18-1-2014 فضحت صفقة البسكويت الفاسد وأنتشر الخبر المخجل !! بشكلٍ سريع جدا وأتهمت فيهِ وسائل الأعلام العراقية – والعهدة عليها - وزير التربية ومديرتربية الكرخ ، ووصلت الفضيجة إلى برنامج الأغذية العالمي ، والمصيبة الكبيرة والعهدة على وكالات الأنباء العراقية : بأنّ داعش الأرهابية شريكة الحراميّة بنسبة 15 مليون دولار ، والعلم عند الله كم هي حصة الباقين من صفقة الذل ؟؟صفقة الأنحطاط الخلقي التي ضحيتها أطفال أبرياء بعمر الزهور وموت شباب ، بسبب هذهِ النزوة الشيطانية النفعية الرخيصة التي تكوّنتْ بسبب نرجسية وأنانية النهج السياسي لقادة الدولة العراقيّة ، * أما في مجال الرياضة :الذي لم يشهد العراق في تأريخهِ الرياضي مثل أتحاد الكرة العراقيّة الذي يحمل نفس فايروس التشرذم والأنانية وحب الذات والتسقيط والفساد المالي والأداري وهو يأخذ أوامرهً من قطروحسين سعيد وأخوة يوسف الخلايجة ، حين أيّد الوفد الرياضي العراقي على نقل لعبة خليجي 22 إلى السعودية بعد أنْ أكمل العراق المدينة الرياضية في البصرة بمبالغ ضخمة ومدة خمسة سنوات .

الخاتمة : وجدتُ من المناسب أنْ أختم المقال بمقتطفات من البيان السياسي للتحالف المدني الديمقراطي بتأريخ 18-1-2014 نعم إنّهُ قادر على التغيير{ لقد تابعتم على مدارالسنوات العشرالماضية كيف تعاملت القوى المتنفذة في السلطة التنفيذية وأعضاء البرلمان وكيف سخرتها للصراعات الفئوية ، والتوظيف السيىء للقانون والفساد الأداري والمالي وغياب دولة ا لمؤسسات ، وأزدياد النشاط الأرهابي ونشاطات الميليشيات المسلحة ، وأزدياد الشحن الطائفي بشكلٍ يقربنا بدرجة متزايده إلى الحرب الأهلية--- لنقف صفا واحدا من أجل الوطنٍ الذاهب إلى المجهول لنقف معاً من أجل عراقٍ واحد عراق مدني ديمقراطي يتساوى فيهِ الجميع أمام القانون --- نعم لنتحد--- ونعلنها عالياً : لا تغيير إلا بصوتك – لا تغيير إلا بصوتك } .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter