|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  26  / 4 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وداعا غابرييل صانع ألحكايات

عبدالجبار نوري

أفتقد ألمحفل ألأدبي ألعالمي واحداً من أبرز قاماتها ألأدبية والروائية " غابرييل غارسيا ماركيز" روائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي ألولادة والولاء والمواطنة ومكسيكي ألأقامة ، ولد في 6 مارس 1927 في قرية (أراكاتاكا) في كولومبيا ، رحل غائباً حاضراً في 18 نيسان 2014 ،عن عمر ناهز 87 عام ، بدأ حياته صحفيا مغموراً مراسلا في أحدى ألصحف ألكولومبية ، ثُمّ درس ألقانون بين عامي 1946 – 1950 و جرب حظهُ في ألكتابة لأول مرّة في كتابة روايتهِ (عاصفة ألأوراق) بعمر 25 سنة ، لم يكن موفقاً بها حين رُدتْ أليهِ حفنة أوراق من دار ألنشرمع قصاصةٍ ورقيةٍ كتُبتْ عليها : أيها ألسيد أبحث عن مهنة أخرى!! ولم يثنيه ذلك بل أصرّ على ألكتابة حين قدّم للعالم رائعتهُ (مئة عام من ألعزلة ) ألني كانت قنبلة ألعصر ألأدبي ألكولومبي والعالمي والأكثر شهرة في 1967 ألطبعة ألأولى في نهاية ألستينات حين لاقت أنتشاراً واسعاً غير مسبوق في ألعالم ، وبعد ثلاثة عقود تُرجمتْ ألرواية ألى 37 لغة وبيع منها أكثر من 25 مليون نسخة في جميع أنحاء ألعالم منذ صدورها في أليوم ألأول،وفي 1970 ترجمت ألرواية الى ألأنكليزية وأختيرت كأفضل أثني عشر كتاباً في أمريكا ، وألرواية تمثل تيار "ألواقعيّة ألسحرية " في أدب أمريكا أللآتينية ، وتتناول ألرواية أحداث ألمدينة من خلاال سيرة عائلة ( بوينديا) على مدى ستة أجيال والذين يعيشون في قرية خيالية تدعى (ماكوندو) والتي أسسها ((بوينديا) ، ثًمّ أشتهر برائعتهِ رواية " ألحب في زمن ألكوليرا" 1985 وهي قصة حب بين زوجين مستوحاة من قصة حب بين والديه منذ ألمراهقة وحتى بلوغهما ألسبعين ، ثُمّ ألّف" ألجنرال في متاهتهِ" و " خريف البطريرك " و " قصة موت معلن" ، وبذلك أصبح من أبرز كتاب أمريكا أللاتينية حين قال فيه ألكاتب ألشيلي ( بابلو نيرودا بتناول عمله مئة عام من ألعزلة واصفاً أياه بأنهُ أعظم تراث أدبي في تأريخ أللغة ألأسبانية ) ، وحصل غابرييل على جائزة نوبل للآداب عام 1982 ، ومن أقوالهِ ألمؤثرة :" تعلمتُ أنّ ألجميع يريد ألعيش في قمة ألجبل غير مدركين أنّ سرْ ألسعادة تكمن في تسلقهِ"، "

أسلوبهُ/ ليس هناك أسلوباً واضحاً محدداً سلفاً لأعمال(ماركيز) ، تجاوب مع أسلوب حياة منطقة ألبحر ألكاريبي ، وأشتهر(ماركيز) بتركهِ ألعنان للقاريء ليكّونْ لهُ دوراً هاماً من بعض ألأفكار والتفاصيل ألهامة للعمل ألأدبي ، على سبيل ألمثال : أنّ ألكاتب لم يعطِ أسماً لأحد ألشخصيات ألرئيسية في روايتهِ " ليس للكلونيل من يكاتبهُ" وهي تقنية مستمدة من ألتراجيديا ألأغريقية مثل أنتيجون وأوديب ملكاً ، حين تتطوّر بعض ألأحداث ألهامة خارج نطاق ألعرض حيث يفسح ألمجال لمخيلة ألجمهور أنّ يكتشف .
* وقد تكشف روايتهُ " ألحب في زمن ألكوليرا" وحدة ألجنس ألبشري ومصيرهً من خلال ألشعور بالوحدة في ألحب وألوقوع في ألحب .
* و( ألعزلة) - في روايتهِ " مئة عام من ألعزلة" - عند ألكاتب تعني ألعيش في ألبحر ألكاريبي أو أمريكا ألوسطى حين يشعر ألمرأ بألعزلة للهوّة ألسحيقة بين ألحاكم وألمحكوم ، فهي مرتبطة بجغرافية ألمنطقة ومنها كولومبيا كأنهُ يقول : نشعر وكأننا غرباء في وطننا حيث نصبح أقل حريّة وأكثر وحدة من كل مرّةٍ.
* فهو محترف من ألطراز ألأول في كتابة القصة ألقصيرة ، وبراعتهِ في سرد حكايات ألرواية ألطويلة .
* يتميّز(ماركيز) بألواقعيّة ألسحريّة (ألغرائبيّة) حين تحفل ألرواية بخلفيّةٍ واقعيّةٍ تتداخل معها حكايات خياليّة فيجيد (ألتوليف) بينهما
* و(غابرييل) هو من مؤسسي (ألواقعيّة ألعجائبيّةِ ) فيما يعد عملهُ " مئة عام من ألعزلة" هو أكثر تمثيلآُ لهذا ألنوع ألأدبي .
* وغابرييل يمتلك موهبة ألجمع بين ألخيال والواقع حين يدير بهِ صراعات ألقارة أللاتينية والتي سميّتْ ب(ألواقعيّة ألسحريّة )
* وقد يظهر ألعنف في رواياتهِ أشارةً ألي موضوع ألسخونة ألسياسيّة في كولومبيا حتى ستينات ألقرن ألعشرين في ألصراعات ألتأريخيّة وألحرب ألأهليّة بين ألحزبين أللبرالي والمحافظ والذى أدى ألى قتل مئات ألآلاف من ألكولومبيين في أضراب مزارع ألموز، ويشير (غابرييل) الى ظاهرة ألعنف بوضوح في روايتهِ "ليس للكولونيل من يكاتبهُ" .

أعماله ألروائية
1- ألأوراق ألذابلة/1955 ،

2- ليس للكولونيل من يكاتبهُ 1961 ،

3- في ساعة نحس1962 ،

4- جائزة ألأم ألكبيرة 1962 ،

5- مئة عام من ألعزلة 1967 ،

6- خريف ألبطريك 1975 ،

7- ألحب في زمن ألكوليرا1985 .

ألمسرح / خطبة لاذعة ضد رجل جالس

سينوريوهات سينمائية / ألأختطاف 1982 وأيرنديرا ألبريئة 1983

الجوائز
1- جائزة نوبل للآداب 1982 ،

2- جائزة الرواية في عمله " ساعة نحس" 1961 ،

3- الدكتوراه الفخرية من جامعة كولومبيا في نيويورك 1971 ،

4- وسام جوقة ألشرف ألفرنسية 1981 ،

5- وسام ألنسر ألأزتيك في ألمكسيك 1982 ،

6- جائزة مرور أربعين عاماً على تأسيس (جروب بارانكويلا) للصحفيين في بوغوتا 1985

7- عضو شرف في معهد كارو 1993 ،

8- وفي 2010 حوّلت الحكومة ألكولومبية منزلهُ ألتي وُلدَ فيها (اراكاتاكا) ألى متحف مخصص لذكراه .

9- جائزة كيانشانوعن رواية مئة عام من العزلة والتي أعتبرت أفضل كتاب أجنبي في فرنسا .

ألخاتمة/ وأدت شهرة رواياتهِ ألى كسب صداقات مع ألزعماء ألأقوياء ومنهم ألرئيس ألكوبي فيدل كاسترو حيث يقول عنه أنها صداقة ثقافية وأدبية لأنكم لاتعرفون هذا ألجانب ألمجهول في حياة كاسترو ألتي هي تطلعاتهِ ألأدبية وألثقافية ، وبالمثل مع ألزعيم ألفلسطيني ألراحل ياسر عرفات للتوافق ألثوري بين ألأثنين ، ومع ألرئيس ألأمريكي ألسابق بيل كلنتون ألذي أعلن أن روايتهُ ألمفضلة {مئة عام من ألعزلة} ، وفي رحلةٍ ألى كوبا و تفهّم ثوريّة جيفارا وتضحياتهِ خارج وطنهِ ، وكوّن معهُ صداقة ، وغابرييل ألأعلامي ألصحفي شارك ألمعارضة ألكولومبية وقف جنباُ ألى جنب مع عدد من ألمثقفين وألصحفيين أليساريين بتأسيس مجلة (التراناتيبا) وألتي أستمرت حتى 1980وشكلت علامة في تأريخ صحف ألمعارضة ، ومن أفكارهِ يكره ألحاكم ألمستبد ويتساءل دائماً كيف يمكن أن يحكم ألحاكم بسلطات مطلقة ألتي تقوم على ألفساد ؟ ، فوضع كل ما يفكر بهِ لتحرير ألأنسان من ألعبوديّة في كتابهِ " خريف ألبطريك" حين كان فيها ألجواب على سؤال من هو ألدكتاتور؟ فيجيب بكل صراحة : بأنّ كلمة دكتاتور تصنعها ألحاشية وألمستشارين ألمحيطين بالدكتاتور !!

ألمجد لغابرييل والخلود لرواياتهِ ألأنسانية ألرائعة


 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter