|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  25  / 1 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مشروع بايدن المشبوه

عبدالجبار نوري

هو جوزيف بايدن السيناتور الأمريكي في الحزب الديمقراطي ، وهو عرّاب مشروع تقسيم العراق ، وهو الذي أيّدَ بوش في شنْ الحرب على العراقيين في مجلس الشيوخ الأمريكي عام 2002 ، وعُرِفَ بمخططهِ السيء الصيت (تقسيم العراق) طرح الفكرة بتأريخ 26 أيلول 2007 على مجلس الشيوخ وحصلَ على 75 صوتاً مقابل 23 لغرض تنفيذ المشروع ، وأيّدَ بوش المشروع ، وحصل على تأييد عدد من أعضاء مجلس الأمن الدولي ، والمشروع يوصي بتقسيم العراق إلى ثلاثة أقاليم فدراليّة {أقليم الدولة الكردية ، الأقليم السني ، الأقليم الشيعي } ، ويؤكد بأنّهُ خياراً ملحاً وضروؤياً لأحتواء الأزمة في العراق ، وهو يمُنُ على العراق بأنّ أمريكا ضحّتْ بثلاثة ترليونات دولار و4850 قتيل أمريكي وأكثر من 20 الف جريح ، ولم يتحدث عن معاناة العراقيين وخسائرهم البشرية ب32 ألف شهيد عراقي وأكثر من 50 الف جريح ومعوّق ومشرد واكثر من خمسة ملايين مهاجر ومهجر ويتيم وأرملة فضلاً عن تدمير الدولة العراقيّة ونهب مؤسساتها ، وظهرت فكرة تقبل المشروع على بعض النفوس المريضة والغارقة بالطائفية المذهبية والقومية الأثنية وحتى المناطقية من قادة القرار السياسي المرتبطين حد النخاع بالعمالة للأجنبي وخاصةً أعداء العراق (دول الجوار العرب المسلمين ، السعودية وقطر والكويت وأيران وتركيا) وهي مرتبطة بهذهِ الأجندات الخارجية حين تموّلهم بأموالٍ طائلة من السحت الحرام ، المؤيدون لتمزيق العراق يستندون الى ما ذكرهُ الدستور الدائم في 2005 الذي يقضي لتحويل العراق الى دولة أتحاديةٍ ونبذ المركزية والتحوّل الى نوع من أنواع اللامركزية وهو ما طبق فعلاً في فيدراليات المحافظات وهو الحل الأمثل لأرضاء جميع العراقيين وهذا يكفي طالما يحافظ على تربة العراق موحدة عند ذلك نقول لا وألف لا لمشروع بايدن المشبوه الذي فيهِ ضياع العراق حضارةً وتربةً وشعباً ثُمّ إنّ القرار غير ملزم وليس لهُ قوّة تغيير.

ومن سلبياته ِ لا يبقي المشروع أي أهمية للحكومة المركزية طالما سيولّد ثلاثة حكومات ، وإنّ الحكومة اليوم لا تتمكن من السيطرة على حزام بغداد فكيف يا بايدن لها أنْ تحمي حدودنا وتوزع العائدات النفطية ؟ ثُمّ تداخل حدود الأقاليم مع بعضها تؤدي الى مذابح بين أبناء الشعب الواحد وهى معبأة أصلاً لحد النخاع بالشحن الطائفي . والمشروع يجعل بغداد مدينة اتحادية مستقلة دون الأنضمام لأي أقليم - وهذا ما ذكرهُ الدستور- مما سيؤدي الى نشوب نزاع ومذابح من الذي سيفوز ويتبغدد عليها ؟؟ ثُمّ هو تمزيق للعراق لا تقسيم !!

وإنّ مشروع بايدن سيعطي دول الجوار فرصة التدخل والسيطرة على مقدرات الأقليم بموافقة قادتها النشامى !! ولنعلنُها صراحةً: أيران والأقليم الشيعي ، تركيا والأقليم الكردي ، والسعودية وقطر والأقليم السني.، ثُمّ إنّ مقارنة العراق بكوسوفو تعتبر من السذاجة لأنّ وضع البلدين يختلف من النواحي الأجتماعية والبيئيةِ ، وإنّ جيران كوسوفو الصرب والكروات يريدون تقسيمها ، وجيران العراق أيضاً يريدون تقسيم العراق ما عدا : أيران لا تريد التقسيم خوفاً من عدوتها اللدودة مجاهدي خلق حينها تتقوى ورقتها بالأقليم السني والكردي، أما مقارنتها بالأمارات هو كذلك غير صحيح لآنّ الأمارات أصلاً عبارة عن جزر متشظيّة  - اكثر من الف جزيرة - جُمعتْ بسبعة أقاليم فيدرالية وهذا عين الصواب أما العراق فهو متماسك وموّحد منذ آلاف السنين فبهذا المشروع الخبيث سوف يمزّق ويتشظى الى دويلات متناحرة على الحدود والنفط والماء.

وأخيراً إنّ مشروع بايدن مدعوم من قبل أسرائيل وأمريكا وهي التي تستفيد بموجب قاعدة (فرّق تسُدْ) وإنّ عام 2014 عام الحسم للمشروع بدليل أشتداد قوّة أعداء العراق وأتساع التفجيرات النوعية وأقتحام السجون ومراكز الشرطة والجيش ، واختطاف داعش للفلوجة والأنبار، مما سيؤثر على معنويات الشعب ويرضخ للمشروع حسب المثل (اللي يشوف الموت يرضى بالصخونة) فإلى المزيد من الوعي والألتفاف حول الأحزاب الوطنية والديمقراطية اللبرالية الحريصة على وحدة تربة هذا الوطن العزيز لأجهاض مشروع بايدن المشبوه  .
 


 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter