|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  22  / 12 / 2013                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ضياع هوية العراق وأستباحة هيبته

عبدالجبار نوري

تأسست الدولة العراقية في1921 بنظام ملكي دستوري أعترفت بها الهيئات الدولية من عصبة الأمم إلى  هيئة الأمم المتحدة وصار لها صوت في هذهِ المحافل الدوليةِ ، وشاركت في تأسيس الجامعة العربية وقبلت عضوة في مؤتمر باندونك (عدم الأنحياز) ، وتمكنت من فك أرتباطها ببريطانيا بثورة 14 تموز التي غيّرتْ النظام الملكي إلى نظام جمهوري وفرضت أحترامها على دول العالم ببناء علاقات متوازنة معها، فأصبحت لها بطاقة شخصيّة تفرض حضورها بالمحافل الدولية بالرغم من أخطاء بعض حكامها .

اما بعد 2003 والأحتلال الأمريكي البغيض والذي أقترنَ بدخول المعارضة  العراقية ومعهم فايروس المحاصصة السيئة الصيتْ، فشلوا من تأسيس دولة مؤسسات بل أغرقوا البلاد والعباد في مستنقع الطائفية والفئوية والعرقية والمناطقية والولاء للكتلة والحزب بدل الولاء للعراق عبر التسقيط السياسي بوسائل حتى غير أخلاقية وشهد العراق أحداثاً مأساوية غير مسبوقة في تقاطع الأحزاب والأحتراب الطائفي والديني  والعرقي الأثني واستغلت أخطاء الدستور - والذي أعترف رئيس الوزراء بأنهً دستور ملّغمْ - ووظّفتْ تلك الهفوات والمطبات لصالح قوميتها أو طائفتها وبميكافيلية وأنانيةٍ سياسيةٍ لجأ كلٌ منهم إلى التسقيط السياسي ، والأحتراب الفكري وصل حينها إلى التصفية الجسدية ، مما أدى إلى تقوية أعداء العراق المتمثل بالتحالف الشيطاني بين القاعدة الأرهابية – وبقايا النظام الصدامي فأصبحت المبادرة بيدها في الهجوم والتفجير والأغتيال اليومي والتهجير العرقي والطائفي وهدم البيوت  وتفجير البنى التحتية من جسور وأنابيب نفط ونحن في نهاية سنة 2013 وشهدنا فيها آلاف الضحايا وأضعاف المعوّقين والجرحى ، وقتل أفراد الجيش والشرطة بدمٍ بارد وأستهداف السيطرات الأمنية، ولأحتلال مراكز الشرطة والنواحي وحتى بعض الأقضية لساعات ليعطوا رسالة بأنهم موجودون ويثبتوا عجز الحكومة ، ثُمّ ظاهرة تهريب السجناء لا هروبهم بسبب تفشي الرشوة وبيع الضمائر وحتى بيع الكراسي والمراكز الوظيفية لقاء ثمنٍ بخسْ ( حين تقول لهُ زوجتهُ فرهد ماكو حكومه !!!)، أي هيبة بقتْ للحكومة حين تقتحم القوى الأرهابية بيوتاً وتصفي جميع أفراد العائلة ليكن عددها أي رقم !!! من النساء والأطفال وهذا ما ترفضهُ الشرائع السماوية ومباديء حقوق الأنسان، وشهدتْ هذهِ السنة المشؤومة والتفجيرات في أكثرمن عشرة مناطق ( في اليوم الاحد) في بغداد الحبيبة وديالى والأنبار ونينوى وتكريت وطوزخورماتو (التي تعتير مدينة منكوبة لأستهدافها بتفجير يومي بالمعدّلْ) وتشتدْ العمليات الأرهابية بعنف وضراوة عند حدوث منخفض جوي - أي عند ترهل قوى الأمن وغياب الجهد الأستخباري -  عندها تهجم قوى الظلام المؤدلجة بالفتاوى الوهابية الظالّة وعصابات العودة على هذا الشعب المظلوم--- والأسباب كثيره ومتعددة وعلى رأسها ضعف الحكومة وعدم تمكنها من حماية مواطنيها والأسباب الأخرى( تهوُنْ) أذكر حكاية  قديمة حين خسرَ الجيش التركي في إحدى المعارك الحربية فسأل  السلطان آمرْ الرتل لماذا خسرتم المعركة ؟ فأجابهُ الضابط : سيدي أولاً - خلصنا بارود وثانياً ، هنا أستوقفهُ الحاكم وقال لهُ يكفي أولاً ، لا أهمية  لثانياً لأنّ نفاذ الذخيرة هي الأهم (فرباط الكلام إذا كانت الحكومة قوّيةً ومتماسكة يمكن أنْ تعالج الأسباب الأخرى).

مواجع العراق كثيرة ونحنُ في الغربة نتألم وقد نسكبُ دمعةً ساخنةً عندما تكون الفاجعة مؤلمة بمرارة ، ففي يوم الجمعة 14-12-

 خبر عاجل : أغتيال الصحفية الشابة (نورس محمد التميمي) أمام منزلها في الموصل بدمٍ بارد من قبل الأرهاب وأنقل نداء رابطة المرأة  العراقية المناضلة  بهذهِ ا لفاجعة الأليمة ِ: (الجريمة الجديدة كانت إنهاء حياة شابّه أعلامية - نورس محمد النعيمي - مقدمّة  برامج في قناة الموصليّة الفضائية ، هل سنكتفي بالتنديد والمطالبة بالأقتصاص من الجناة المجهولين  ؟؟ إلى أنْ ترتكبْ جريمة جديدة ويغتال حلم آخر ويسقط نورس طائر في سماء جريمة (الكلمة) !! أم نحنُ بحاجةٍ إلى تغيير الواقع لنصل إلى عالم يؤمن إنّ للأنسان حقوق يجب انْ تحترم وأهمها حق الحياة والتعبير عن الرأى) .

وخبر آخر مؤلم ومؤسف يوم السبت 21 - 12 عندما كان الجيش العراقي البطل يلاحق فلول الأرهاب في وادي حوران محافظة الأنبار أستشهد آمر الفرقة السابعة اللواء الركن محمد الكروي وستة عشر ضابطاً وعدد من المراتب والجنود البواسل بعبوة ناسفة وضعت في طريقهم ، المجد لكم أيها البواسل لدفاعكم عن أرض العراق الحبيب. وإنّ الظروف والمعطيات الداخلية والخارجية من التعقيد والتشابك وضعت الحكومة على المحك لتفكر عميقاً للخروج من عنق الزجاجة لأنقاذ شعبنا المظلوم من الذبح اليومي والحقد والشحن الطائفي التي دخلت مع فايروس المحاصصة.

وأقول من الشجاعة والوطنية  عندما يشعر الحاكم إنهُ لا يتمكن من حماية شعبهِ  - لا أطلب ترك الكرسى لأنهُ (حلو ما ينترك) -  كانَ من المفروض أنْ تلجأ الحكومة قبل سنتين أو أكثر إلى أساليب سياسية ديمقراطية كأنْ يذهب إلى حل الحكومة وأجراء أنتخابات مبكرة ومجيء حكومة أغلبية قوية تكنوقراط مهنية ولاءها للعراق فقط.

والشيء بالشيء يذكر ولهُ علاقة بالموضوع الذي نحنُ بصددهِ ، نوعية العلاقة بين الحاكم والمحكوم حين قرأت : عن الرئيس اللاتيفي الشاب (فالديس دمبرو) وما يميزهُ عن رؤساء العالم إنهُ أكثر أخلاصاً وأقرب لمشاعر أمتهِ، أصبح رئيساً لوزراء لاتيفيا عام 2009 قدم أستقالتهُ حينما أنهارت عمارة وضّح سبب أستقالتهِ  بهذهِ الكلمات (لقد أحلتُ المقاول الى القضاء ولا مكان لي بعد الان في هذه الحكومة التي فيها مقاول واحد فاسد. !!!؟؟)


السويد في 20 -12-2013












 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter