|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  21  / 6 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأشاعة والحرب النفسيّة

عبدالجبار نوري

" الأشاعةُ أفعى تفقسُ في أعشاش العدو ويربيها الجهلة في بيوتهم"
أنّها سلاح رهيب لا ترى بالعين المجردة لكنها ذات مفعول فتاك ، تُعتمدْ في الحروب ضمن فيلق الأعلام أو في الرتل الخامس ، فهي تشكل 50 % من المعركة ، فألأشاعة فن صناعة الكذب في منظومة فكرية بمثابتة مدرسة يكون فيهِ المتخرج كادرمتخصص في مجال حرب التسقيط السياسي ، فانها لا تخضع للقواعد الأخلاقية والقيّمْ والفروسيّة ، لآنها شرعنت أصلاً من قبل رواد الحروب ومريديها ، وأكتسبتْ مؤخراً حداثويةً في صناعة الأشاعة بأشكال أكثر دقةً وفن في صياغة الدعاية الموجهة المترابطة مع موجة الأتصالات الألكترونية كالأنترنيت والتواصل الاجتماعي (الفيسبوك وتويتر) والأقمار الصناعيّة ، والطائرات بدون طيار ، وهذهِ ألأشاعات الحداثويّة شرعنتْ بتأثير المحاصصة والتي هي من نتاج التناحرات السياسية والطائفية ، وهي ألفلسفة ألمسيطرة في ألحروب ألعسكرية وأصبحت سمة ألحروب ، وأدرك ألساسة وألعسكريون وألأعلاميون وعلماء ألنفس : أنّ ألهزيمة ألحقيقة للشعوب وألأحزاب وألدول ليستْ ألهزيمة ألعسكرية لوحدها ، بل وجوب خلق أنهيارات نفسيّة ومعنويّة لدى ألعدو لرفع الرايات ألبيضاء، وعادةً تستعمل ألدعايات ألساخنة وألباردة ، فتكون ألحروب ألنفسيّة هي ألأستعمال ألمخطط وألممنهج ( للدعاية)وبمختلف ألأساليب ألنفسيّة للتأثير على آراء ومشاعر وسلوكيات ألعدو بطريقة تسّهلْ ألوصول ألى ألأهداف ألمرسومة لها ، كما أنّها وسيلة مساعدة لتحقيق ألأستراتيجية ألقومية للدولة ، وتشن وقت ألسلم وألحرب على ألسواء ، وتستخدم فيها أمكانيات ألدولة ألسياسية وألأقتصادية وألأعلامية ، وأنّ مفاهيم ألحرب ألنفسية عديدة مثل: حرب ألأعصاب ، ألحرب ألعقائدية ، ألحرب ألباردة ، ألحرب ألسياسية ألهدف منها أضعاف ألطرف ألآخر عن طريق شن هجوم عنيف على ألقوى ألنفسية لدى ألعدو بدون أستعمال ألسلاح وذلك بتحطيم ألمعنويات ألتي تؤدي ألى ألأنهيار ألعصبي للأمم وذلك بأبقائها دائماً في حالة شك وتأهب وعدم ألتيّقن مما يمكن أنْ يحدث غداً كما خاطب فيلسوف النازية ( نيتشه) ألأمة ألألمانية " أجعل عدوك يعيش على فوهة بركان" وخرج ألألمان بوسائل متعددة مثل (حرب ألأذاعة) ركزت في ألتأثيرعلى معتقدات ألعدو وعواطفهم وولائهم سواء كانوا أصدقاء أم أعداء ، وألحرب النفسية في ألحروب ألعالمية لم تأتي من عمل أو دراسة أنما أتتْ عن طريق ألصدفة وألتي أستخدمها ألألمان جعلتها حرب موّجهة الى ألعقل وألأرادة ألبشرية لتحطيمها وألتأثير على ألقوّة ألمعنويّة وألوحدة المجتمعية وذلك بغسل ألدماغ وتدمير ألذات والتنويم المغناطيسي ألتي أدت ألى ألأضطراب ألذهني وتناقض ألمشاعر والحيرة وسرتْ أولاًعلى ألشعب ألألماني وألآ كيف حصل هتلرعلى تأييد ألرايخشتاغ و80 مليون ألماني لمشاريعهِ ألأثنية وألتوسعيّة ؟ لأنهُ جنّد لها وزير ألدعاية (غوبلز) صاحب شعار" أكذب أكذب حتى تصدّقْ نفسك ويصدقك ألآخرون وهو ألذي أشار على هتلر تأميم وأمتلاك جميع وسائل ألأعلام ألمرئية وألمقروءة والمسموعة لتحريكها كيفما يشاء ، وجعل تصنيع ألشائعة وألحرب ألنفسيّة متلازمة مع ألتصنيع ألعسكري فأعتُبِرَ (غوبلز) مدرسة مستقلة بذاتها ، وحقق ألألمان في أستثمار ألحرب ألنفسيّة وألأشاعة ثلاثة أنتصارات :
1- في ألمجال ألسياسي جعل ألألمان وألعالم بين أختيارين أما ألشيوعية أو ألنازية ،
2- في ألمجال ألأستراتيجي في قضم ألدول المجاورة ليست على دفعةٍ واحدةٍ بل واحدة تلو ألأخرى وأيهام ألرأي ألعام ألعالمي بأنّها ألأخيرة وليست لديه أطماع أخرى ،
3- في المجال السايكولوجي عندما حذر الشعب الألماني والشعوب الأوربية بشدة من فوبيا الشيوعية (صلاح نصر/الحرب النفسىّة)

وسائل الحرب النفسيّة

أولا /
أستعمال ألقوّة ألمفرطة في حادثةٍ طارئةٍ لنشر ألذعر والخوف في صفوف ألعدو، وكان لهذا ألأسلوب ألعنفي وألقسري أثرهُ في أحتلال داعش( للموصل ألغالية) ، وبما أنّ ألأرهاب لهُ سوابق في ألذبح وقطع ألرؤوس منطلقة من فتاوى ظلامية حصل ما حصل

ثانيا / ألأشاغة ألكاذبة والمفبركة وتكبيرها حتى تصلْ ألى كذبة كبيرة . عندما نشرت داعش بواسطة الأعلام المغرض في يوم 9 حزيران {أنّ ألأرهابيين أحتلوا الموصل وتكريت وسامراء وبيجي والأنبار وهم على مشارف بغداد لأقتحامها بعد ساعات فقط} وتببّن أنها أخبار غير دقيقة ومفبركة الغاية منها ترك قوى ألأمن العراقي لمواقعهِ وتمّ هذا فعلاً وحلّتْ بنا " نكسة حزيران ألعراقيّة" ، وأستُعمِلَ الأسلوب نفسهُ في كارثة جسر الأئمة يوم 31- آب 2005 وهو الجسر الذي يربط بين منطقتي الأعظمية والكاظمية في بغداد ، حينما أشاعت قوى الظلام من أعداء العراق " أنّ هناك أنتحارياً " بين الزوار العابرين الى الكاظمية سرعان ما أنتشر الرعب والخوف بينهم وحصل تدافع شديد مما أدى ألى سقوط ألف قتيل غرقاً و 388 جريح ،

ثالثاً / أختراق العدو بزرع جواسيس لتطبيق الأشاعة المغرضة وهذا ما سميّ بالرتل الخامس ، والذي يستعملهُ اللوبي الصهيوني - منذ خمسين سنة ولا يزال - مع شعبنا العربي بمختلف الأساليب الميكافيلية المعتمدة على الأغراء وشراء الذمم من النفوس الضعيفة .

ودعوة مخلصة الى شعبنا العراقي الحيطة والحذر ونبذ الخلافات ونشر ثقافة {المواطنة} ، ورحماكم لنحافظ على مركبنا - الذي يجمعنا - من الغرق ، ولترتفع راية العراق الحبيب عاليا مهابا وسعيدا مرفها .

 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter