|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  21  / 12 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الأعلان العالمي لحقوق الأنسان
الذكرى "66"

عبدالجبار نوري

تمرُ علينا ذكرى " الأعلان العالمي " لمباديء حقوق الأنسان ، وهي (وثيقة حقوق) دولية تمثلْ الأعلان الذي تبنتهُ الأمم المتحدة في 10-12-1948 في باريس ، بعد الحرب الكونية الثانية ونتائجها الكارثية المأساوية في تدمير الحياة والبنى التحتية للدول التي شاركتْ و حتى الدول التى لم تشارك ، والفكرة جاءتْ من الجمعية العامة للأمم المتحدة 1945 ، وهي تنظر إلى جراحات ساحات الحرب من خسائر كارثية حيث كانت الحرب العالمية الثانية (اكثر الصراعات دموية على مرْ التأريخ) عدد القتلى أكثر من 60 مليون قتيل ، أي أكثر من 5-2 % من شعوب العالم ذلك الوقت ، أضافة إلى تدمير البنى التحتية في عواصم ومدن الدول المشاركة في الحرب ، وضحايا الهولوكوست النازي ، وتهجير السكان في الأتحاد السوفياتي ، وجرائم الحرب اليابانية ، وخسائر دول الكومنوولث البريطانية ، و20 مليون لقوا حتفهم نتيجة أمراض ومجاعات ذات علاقة مباشرة بالحرب ، و 5 ملايين أسير ماتوا في أقفاص الأسر، أضافة إلى تدمير معدات حربية هائلة .

لذا وقّعتْ جميع دول الأعضاء ، ومعهم العراق على الوثيقة الأنسانية ، ووضعوا بصمات الشرف والتعهد بتطبيق بنودهِ والألتزام بفقراتهِ ، وأهتمت الأمم المتحدة بتعليم مباديء حقوق الأنسان وذلك بتعريف الشخص بحقوقه ، وحرياتهِ بشكلٍ تعليمي مفروض من سنة 1995 – لحد سنة 2004 ، وسمّيتْ الفترة بفترة " عقد الحقوق " للتعريف والتعلّمْ ، بموضوع أسمهُ " ثقافة الحقوق ِ ، لأنّ الذي جرى على العراق بعد 2003 نفسهُ الذي جرى على الشعوب : من الحروب حيث حصدنا الموت والدمار والخراب : مليون قتيل ، مليوني جريح ومعوّق ، 2 مليون نازح ومهجر ، وأكثر من 4 ملايين مهاجر في منافي العالم ، 20 % تحت خط الفقر 25 % بطالة حقيقية ومقنعة ، غياب الدولة المؤسساتية ، الفساد المالي بأرقام قياسية خيالية لايتوقعها غينيس لأرقامها المليونية والمليارية ، أنفلات أمني مروّع ، 300 حزب أكثرهم غير مؤدلج ولا مشرعنْ قد يكون ميليشياوي منفلت تحركهُ سيولة نقدية من دول الجوار ، ونفوذ الرشوة والمحسوبية والمنسوبية والطائفية والأثنية والمناطقية ألتي هي تداعيات المحاصصة البغيضة ، لذا تسربتْ هذهِ الفاروسات القاتلة إلى مفاصل الجيش العراقي وأصيب بالترهل والضعف بل والأنهيار ، لذا هاجمتنا عصابات عابرة للحدود بأسم داعش ، وأحتلتْ ثلث أراضينا وحينها ألغت جميع القوانين الوضعية وحتى السماوية ، مزّقتْ المجتمع ، وأرجعتْ المناطق المحتلة قروناً إلى الوراء ، محاكم غير شرعية سلاحها السيف ، وقطع الرؤوس والأطراف ، وتكفير المسلم والمسيحي والمندائي والأيزيدي ، وفرض الدين الأسلامي ، والطائفة بحد السيف ، والتهجيرالقسري والسبي وبيع النساء كغنائم حرب ، حين يذكرنا بالطوفان المغولي والتتري ، والحديث يطول حين نجد أفضع من داعش !!! وإلا ماذا تسمي ؟ سرقة مسؤول رفيع من كلفة شراء خيّمْ للنازحين !!! الذين يلجؤون اليوم إلى الهياكل الغير جاهزة ، معرضين للموت المجاني جوعاً وبرداً ، وعلى سفوح الجبال جياع عراة حفاة ، وآلاف الوظائف الوهمية (الفضائية) بملايين الدنانير من قوت الشعب وحقهِ في الحياة والأمان ؟؟؟ أي أكثر ملكية من الملك ، لذا أصبحنا بحاجة ماسّة لهذهِ الوثيقة الحقوقية الأنساية الأممية والمشرعنة من (الهيئة الدولية للأمم المتحدة ) .

موقف وزارة حقوق الأنسان العراقية
أنهُ بداية مفرحة للعمل الدؤوب للوزارة في الأعلان الموجه ونثني ونحيّي الوزير الجديد لحقوق الأنسان في العراق الأستاذ محمد البياتي- ولو لقصر عمر الحكومة - " الذي هو خير خلف لخير سلف " للوزير السابق محمد شياع السوداني ، ودعوتها المخلصة للسلطة الرابعة لتوخي الحقيقة في مصداقية الخبر والدعوة إلى وسائل الأعلام بأتباع المهنية وحرفية الأخبار بثقافة وطنية موجهة ، ووضع خطة طواريء على الفضائيات المغرضة لأننا نعيشُ حالة حرب ، واثني وأحيي – مرّةً ثانية - وزير حقوق الأنسان في العراق في عرضهِ الموضوعي في المحافل الدولية لأنتهاك داعش للحقوق والحريات ، مدعومة بوثائق وشواهد وأفلام فديو ، وتوزيع أقراص مدمجة على وسائل الأعلام الأجنبية عن مشاهد القتل ونسف الشواهد الحضارية .

وتأكدتْ الوزارة بأنّ هناك كتابٌ عنوانهُ {الأعلان العالمي لحقوق الأنسان ، بوثيقتيه 1948 – 1966} وبدأتْ تتلمسْ بنوده الثلاثين ، ونأملْ تطبيق بنودهُ على الواقع العراقي وهي : جميع الناس أحرار، عدم التمييز بين البشر ، لكلٍ حق الحياة ، نبذ العبودية والأسترقاق ، عدم أخضاع الفرد للتعذيب والعقوبات المفرطة ، الأعتراف بالشخصية القانونية للفرد ،الحق لكل فرد الألتجاء إلى المحاكم لأنصافهِ ، لا يجوز الأعتقال والحجز والنفي بشكلٍ تعسفي ، ألغاء الميليشيات ، حصر السلاح بيد الحكومة المركزية ، حرية التظاهر السلمي، وفضح الأجراءات الكيفية التعسفية الداعشيّةِ ومحاكمها الغير شرعية أمام المحافل الدولية في العالم ، وخصوصاً الهيئة الدولية للأمم المتحدة.

بعض المآخذ السلبية
لا أقصد وثيقة الأعلان العالمي لمباديء حقوق الأنسان الذي يعتبر الأساس الفعلي لظهور ميثاق الأمم المتحدة والذي لهُ الفضل الكبير في تثبيت القيّمْ القانونية الألزامية لقواعد القانون الدولي ( لحقوق الأنسان ) ، بل أوضح بعض المواقف الأزدواجية للدول الغربية ، وأمريكا ، وأسرائيل على تجاوز بنود الأعلان والقفز عليه بعنجهية وغرور وتحدي ودون الشعور بالمسؤولية ، والذي يزيد من أحباط الشعوب المقهورة أنْ تجعل من المنظمات المعنية بحقوق الأنسان وكأنّها غير معنية وحتى الأمم المتحدة ورئيسها " بان كيمون" وأذا هزتْ نفسها يصدر منهم أحتجاج وأستنكار خجول !!! ويمنحون لضمائرهم أجازة ، مثلاً :

* أغتيال زياد أبو عين ، وزير السلطة الفلسطينية ، ورئيس هيئة مقاومة جدار الفصل العنصري الأستيطاني ، وعضو المجلس الثورى ، كان مع فعاليّة فلسطينية لزراعة أشجار الزيتون بمناسبة {اليوم العالمي لحقوق الأنسان}، ومرّ الضمير العالمي على الخبر مرّ اللئام ، وأضيف الرقم إلى أكثر من ألفي شهيد وجريح في الهجمة البربرية لأسرائيل على "غزّه " في الشهر الماضي - وللعلم أن اسرائيل من الدول ألتي وقّعتْ على اْلأعلان - ونتساءل أين حق الأنسان في الحياة ؟
* أغتيال الطفولة البريئة في المدرسة الباكستانيّة وهم أولاد عسكريين في جبهات القتال ضد العدو الأرهابي ، وكان حصيلة القتلى 132 تلميذ ، وجرح أكثر من 112 طالب ، وهنا أيضاً نتساءل أين حق الحياة ؟؟؟.
* ضحايا قاعدة "سبايكر" الرهيبة حينما أقدمت داعش على أغتيال 1700 عسكري مجرد من السلاح وهم بالأساس طلاب تدريب ، وأخبار من جهات أمنية مركزية أن عدد المفقودين والقتلى يبلغ 4800 عسكري ، وطوي الملف الحزين الأسود بصمت المجتمع الدولي ، وبقاء عويل وأنين الأمهات الثكلى المبتلاة بالفواجع المزمنة منذ يوم تأسيس هذا العراق الحزين .
* ومن التأريخ القريب ، 1982 عندما عزمتْ الأرجنتين على تحرير جزيرتها ( فولك لاند ) من براثن الأستعمار البريطاني ، حينها هاجمتْ بريطانيا الجزيرة براً وبحراً وجواً ، وجددت فيها وجودها الأستعماري ، وهنا أين حق الشعوب في التحرر من العبودية والأسترقاق ؟
* وأخيراً تساءلنا كثيراً لماذا لم يكن لهذا الأعلان المنقذ في الحقبة الصدامية من وجود ؟ ولمدة اربعين سنة ، أضافة ألى حجب الحريات وكم الأفواه ودكتاتورية الحزب الواحد - وتتزايد وتزدحم أسئلة أين ؟ ولماذا ؟ وسط ضجيج هلوسة شخصية خافتة (لأنّ الحايط أله أذان !!)
 


السويد
في 20-12-2014
 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter