|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  21  / 5 / 2015                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مُتسولون سياسيون من بلادي

عبدالجبار نوري

ثمة حيرة تنتابني ولا أدري هل أختلطت علي الأوراق وأنا في الشرخ السبعيني من هذا الزمن التعس والأغبر، والخمسيني في خضم معترك السياسة وأتساءل بسذاجة شديده هل العماله والتجسس لحساب الأجنبي خيانة أم بطولة ؟ وبهذهِ الهلوسة يظهر أني أصبحتُ خارج تغطية الوعيّ المحسوس وأني لم أستوعب بعد النظرية النسبية للمرحوم أنشتاين عندما يعتبر التجسس وخيانة الوطن بطولة على جزء من هذا الكوكب البائس ، وخيانة تستحق الموت في أخرى  والمحصلة النهائية أنها خيانة للضمير للشرف للعرض بل أبشع جريمة بحق الوطن وعدد سكانه وبالتالي أنّها ترقى بلغة القانون إلى (جريمة سبق الأصرار والترصد) فتكون لها أقسى العقوبات وهي كذلك من الجرائم المخلة بالشرف ، وهذهِ الثرثرة قادتني إلى  هرولة سياسيينا الذين هم خارج السلطة وفي  داخلها ب{ماراثون الحج والعمرة لواشنطن} وبدون طواف الوداع لأنهم يعاودون عمرة البيت الأسود مراتٍ أخرى لنزع القبعة والأنحناء بذل وخنوع وهم يستجدون التحريض الأجنبي على أبناء جلدتهم ، ويبيعون أسرارها بثمنٍ بخس ولا ندري هل نبكي أم نضحك على هذه المسرحية الملهاة التراجيدية المأساوية  الذي يقول فيها العم ماركس (التأريخ يكررُ نفسهُ مرتين ، مرة كمأساة  ومرة كمهزلة) عفواً سيدي نحن في بلد العجائب والغرائب نضحك ونبكي معاً .

ما الذي جناهُ هذا الشعب المسكين أنْ يدفع فاتورة ما بعد السقوط بالدم وما أغلى منهُ حين يكون الرقم مليوني وضعفهُ جرحى ومعوّقين و7-2 مليون نازح وخمسة ملايين من الأرامل واليتامى وأكثر من خمسة ملايين مهاجر يستجدي الأقامة من المنافي --- رباه ماذا فعل هذا الشعب المظلوم ليبتلى بسياسيي الفنادق ونواب الثلاجات وعبيد الملك الأردني الهجين غير الهاشمي وخدم البيت الأبيض الأمريكي وأذلاء اللوبي الصهيوني ومرددي فتاوى الظلالة الوهابية السعودية والذين يضعون النظارة السوداء على أعينهم ويصمون آذانهم لكي لا يروا ولا يسمعوا أنين هذا الشعب المذبوح بل هم ليل نهار يؤججون الحرائق الطائفية ويتآمرون مع العدو لنسف التجربة الديمقراطية الجديدة في العراق وأرجاع الوطن إلى عهد القائد الرمز والبيان رقم / 1 .

ويا سياسي الفتنة الطائفية وعملاء الأجنبي { ها قد سقطت الأنبار قبل أيام بيد أعتى أعداء الأنسانية والحرث والنسل داعش ووقعنا بالمحذور وحسب تحليل الجيوبولتيك والعسكري أنّ سقوط الرمادي هو تهديد لبغداد الحبيبة ، وليعلم الجميع أننا جميعاً في تايتانيك آيل للغرق فالخطر واحد والموت الزؤام ينتظر الجميع وحينها يكتب التأريخ على لسان أحفادنا { ألا لعنة الله على أجدادنا الذين ضيعوا وطنا لنا كان أسمهُ العراق }
 

20-5-2015
ستوكهولم - السويد


 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter