|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأربعاء  19  / 11 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أيها العراقيون أحذروا "ديمبسي" !!!

عبدالجبار نوري

أمريكا عدوة الشعوب ، أنّها الأمبريالية بأعلى مراحلها الأستعمارية ، أنّها الطفيلية التي تعتاش على دماء الشعوب حد البلازما ، وصفة الشر هي الغالبة فيها حين تدفعها إلى أعتناق أحط وأسوأ المباديء اللاأنسانية في الديماغوجية والميكافيلية للوصول إلى مصالحها الذاتية على حساب قهر الشعوب ، وأنها معروفة بالتلاعب بمصائر الشعوب ، وبالذات منطقة الشرق الأوسط حيث قوى الطاقة ، ففي 2009 أرسلتْ لنا شيطان وعرّاب التقسيم "بايدن" وهو يروّج لحد اليوم لتقسيم العراق إلى 3 كانتونات طائفية وأثنية متنافرة هزيلة يرتبطُ قادتها بأجنداتٍ أجنبيةٍ وبعمالة أمريكية لحد النخاع .

و اليوم سيناريو الأبتزاز الأمريكي الجديد الذى يُمهّدْ لأحتلالٍ العراق مرة ثانية وحامل الملف السيء الصيت هذهِ المرة رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال (مارتن ديمبسي) الذي وصل بغداد يوم السبت 15-11-2014 في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً لأجراء مباحثات حول أنشاء قواعد عسكرية في شمال وغربي العراق ، وأجرى مباحثات مع أصحاب القرار السياسي والقادة العراقيين حول نية واشنطن بأنشاء قواعد في العراق بحجة قتال داعش الأرهابي ، وهو صاحب فكرة زيادة أعداد الجيش الأمريكي في العراق تحت عنوان (مستشارين عسكريين) ، وأن 2011 عام الأنسحاب الأمريكي من العراق يذكرنا بندم صقور الكونغرس الأمريكي بالأنسحاب من العراق ، بطرحهم السؤال وبألم ، ما الذي حصلت أمريكا من العراق ؟ حين قدمت 4500 قتيل و 15 ألف جريح و30 ألف عسكري بين معوّق أو مريض نفسياً وبالأضافة إلى خسارةٍ ماديّةٍ تقدر ب 50 ترليون دولار، وهو جواب أقناع للرأي العام الأمريكي الذي أكتوى بنيران الحرب الفيتنامية ، وأن القواعد الأمريكية هي أهانة لسيادة تلك البلدان ، وتسلب منها كرامتها حيث تحصل على الحصانة لجنودها حينها يعيثون فسادا فيها ، ثُمّ أنها شرعنة للأستعمار ، والأنطلاق من تلك القواعد للأعتداء على الدول المجاورة ، والنداء لجميع القوى الخيرة والعراقيين الأصلاء أنْ يعلنوها صرخة مدوية - لا وألف لا لقواعدكم - وأرحلوا من أرضنا التي رويت بدماء أجدادنا العظماء ونحن أولى بها .

ديمبسي وتبريراته
1- أنّ المدة للقضاء على داعش ستطول أكثر من 3 سنوات .
2- الطيران لا يكفي ، يجب انْ يكون مصحوباً بتواجد جيش بري ، وبما أنّ الجيش العراقي غير مؤهل ومترهل ، يجب أنْ نعمل على تدريبهِ وتأهيلهِ عسكرياً ، علماً ورغم مرور أكثر من 50 يوماً في تشكيل التحالف الدولي وأمريكا وأربعين دولةً معها لم نرى تحقيق تغييراً ملموساً على الأرض لصالح العراق {بالوقت الذي تصاعدت وتيرة الأنجازات العسكرية والحشد الشعبي في أكبر ثلاث معارك ، آمرلي ، وجرف الصخر ، ومعركة بيجي الأخيرة ولم يكن لواشنطن أي دور فيها ، وأستعادت القوات العراقية السيطرة هذا الأسبوع على سد العظيم سد ديالى وهو أحد اكبر السدود في محافظة ديالى ، ومصفاة بيجي في 15 -11 2014 ، والسيطرة على بلدة بيجي الأستراتيجية الواقعة على الطريق الواصل بين الموصل والعاصمة بغداد ، وكسر الطوق الذي فرضهُ المسلحون على مصفى بيجي منذ حزيران الماضي في 15-11-2014 ، وأنّ مقاتلي العراق الشجعان في داخل المصفاة ضربوا أروع الأمثلة في الصمود الفولاذي في الدفاع عن المصفى وحمايتها من الدواعش الذين يحيطون بهِ من جميع الجهات ،وفي صبيحة 15-11-2014 أقتحم ودخل الجيش العراقي من البوابة الرئيسية للمصفى والجنرال {ديمبسي} في بغداد، وصار لجيشنا البطل {{ بصمةً عراقية }} في أقدس معركة شرف لرفع راية العراق عالياً ، ودحر عصابات داعش شذاذ الآفاق وعابري الحدود .

جملة أسباب في أنتصارات جيشنا
1- الأعتماد على العامل الذاتي الداخلي لتوفّر الأرادة الحقيقية الصادقة لتحرير الأرض المغتصبة .
2- ذوبان الجليد النسبي بين الكتل السياسية لوصولها إلى الحقيقة المصيرية والمحافظة على (تيتانيك) الشعب العراقي .
3- أهتزاز مصداقية ( الأتفاق الأستراتيجي ) بين العراق وأمريكا في 2011 .
4- ضربات التحالف الدولي وأمريكا ولّدتْ أكثر من شك وتستمر العمليات 40 يوماً ، حتى أصبحت أمام العراقيين مشهداً غير فعالاً وخجولاً.
5- وحتى ضرب تجمعات العدو الداعشي لم يكن فعالاً على أسلحة لا تساوي الواحد من ألف لقيمة الصواريخ الأمريكية التي قُدرتْ بثمانية ملايين دولار .
6- أختلاط الأوراق الخاسرة والرابحة منذ أسقاط المؤن والعتاد من الطائرات الأمريكية الموجهة بعقولٍ ألكترونية دقيقة لا تقبل الخطأ.
7- توفر الأرادة الوطنية للنصر على قوى داعش ، وأحتواء الجيش والقادة للصدمة التي حدثت في الموصل .
8- هناك حقيقة تأريخية أتضح للجميع بأن الموصل لم تسقط بل أُعطيتْ هدية إلى العدو من قبل خونة وعملاء أسماؤهم جميعاً "أبو رغال" وألا كيف تسقط بجيش تعدادهُ 700 ألف عسكري ، مقابل 400 داعشي .
9- أدركنا بأنّ أمريكا وبريطانيا لا تريد أضعاف داعش في سوريا لآنهُ يبقي على (بشار الأسد) مما يغيض بريطانيا بالذات .
10- ومن خلال أحداث المشهد السياسي الواضح للقاصي والداني وبدون ضبابية أنّ أعداءنا { واشنطن ، الرياض ، أنقره } .
المجد لجيش أمتنا الباسل ، وتحية أجلال للجهد الهندسي اولئك الأبطال الذين ضربوا أرقاماً قياسية في أخماد آلاف العبوات الناسفة وتمهيد طريق النصر لأبطالنا الأشاوس ، وألف تحية لليوث الحشد الشعب ، ومقاتلي العشائر المنتفضة ضد داعش .
 


السويد
في 17-11-2014



 

 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter