|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الخميس  17 / 10 / 2013                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

جياب (الأسطوره) وداعا

عبدالجبار نوري

الجنرال جياب أسطورة المقاومة الفيتنامية وهو عسكري وسياسي فيتنامي وضابط سابق في الجيش الشعبي الفيتنامي وخدمته العسكرية بين 1944-1991 ، ولم يخطر ببال مزارع فيتنامي أن أبنه الذي طرد في طفولته من مدرسة (اليسيه الفرنسية) في هانوي سيتحول الى بطل أستقلال بلاده . الذي قاد شعبه في حرب عصابات ضارية عبر مسالك جبلية وعرة وحرب مستنقعات وأحراش مدارية متشابكة ومزدحمة جعل منها كمائن مميتة للعدو ، يعتبر أهم شخصيات (حرب فيتنام) بين الشمال مع تحالف الأتحاد السوفياتي والصين وبين الجنوب المتحالف مع امريكا ، كوريا الجنوبية ، تايلند ، استراليا ، نيوزيلندا ، والفلبين . يعتبر أهم شخصيات حرب فيتنام ، وهو صاحب خطة معركة (ديان بيان فو) التى هزمت فرنسا في 7 تموز 1954 واضعا حدا للحرب (الهند الصينية) وللوجود الفرنسي في جنوب شرق آسيا.

ولم يكتفي بهذا النصر النصفي بل قاد القوات الوطنية لتحرير جنوب فيتنام (قوات الفيت كونغ) في حرب تحرير ضد الامريكان ، ففي الخمسينيات ظهرت علامات التدخل الأمريكي في فيتنام لعلها تأمل لملئ الفراغ بعد الرحيل الفرنسي البغيض ، والتورط الفعلى الأمريكي كان في عام 1965 شرعت الولايات الأمريكية في أرسال مستشارين مدنيين وعسكريين لفيتنام الجنوبية ثم بدأت بأرسال قوات عسكريه وشن غارات جوية على فيتنام الشمالية وأستمر التورط العسكري حتى عام 1973 . وكانت معركة (ديان بيان فو) التي هزمت فرنسا في 7 تموز 1954 من نتائج تلك المعركة تقسيم البلاد الى الشمال الشيوعي ، والجنوب المدعوم من امريكا ، وتمكن من هزيمة الولايات المتحدة الأمريكية بتحدي ومقاومة لم يسبق لها مثيل - بحرب عصابات - من حيث التكتيك والمباغتة والمطاولة وقطع طرق الأمدادات ونصب الكمائن في مضايق الجبال والأحراش المدارية الكثيفة عبر حرب أستنزاف وعزيمة فولاذية أذهلت الأمريكان طوال عشرين عاما حتى دخول مدينة ( سايغون ) 1975 قاصما ظهر الترسانة العسكرية الأمريكية ومرغ عنجهيتها وغطرستها ، وكانت هذه الحرب درسا بليغا للأمريكان بعد الثمانينات ألا يكرروا (مستنقع فيتنام ثانية) ، وأعطى للأحرار في العالم درسا (أن الحرب ضد الطغاة ليست بالمعجزة) أذا ما توفر فيها التصميم الوطني الصادق، وبرأيي خطة جياب الثورية نفس خطة جيفارا مع فارق خذلان الفلاحين لجيفارا في بوليفيا بالوقت الذي كان لفلاحي الجنوب الفيتنامي يدا ضاربة للعدو الأمريكي وتأييد تام للقائد جياب لأنهم هم الذين طلبوا مساعدته وقيادته .

وخلاصة القول قد أثبت كل من جياب وجيفارا نظريه في التحرر لا بديل لها { العنف الثوري بدل التعلق بالأنتخابات }

وودعنا {جياب} الأسطورة في الرابع من الشهر الجاري وبعمر 102 سنة وأحتشد الآلاف في الشوارع لألقاء التحية مع دموع على القائد الحاضر الغائب وملفوف بالعلم الفيتنامي ومحمول بموكب سيارات عسكريه ومغطى بأكاليل الزهور ليدفن في مسقط رأسه (كوانغ بينه) وكان عنوان الكلمة التأبينية لقائد القوة العسكرية : أن جياب رحل حاملا معه انتصاراتنا العظيمة والناس يحبونه من أعماق قلوبهم وأصبح مصدر الهام للمقاتلين الأحرار في العالم.

حقا أنها أضخم جنازة تشييع في فيتنام بعد تشييع ( هوشي منه ) عام 1965
 
وهكذا يتوج الأبطال الذين حرروا شعوبهم بأكاليل الغار والتحيه وبدموع أسى على الرحيل الأبدي ودموع فرح لمنجزاتهم ومأثرهم الوطنية

المجد لك يا جياب ولكل الأحرار في العالم .
 

السويد
14-10-2013









 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter