|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  14  / 7 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

البرلمان الجديد ، خواطر مأساوية

عبدالجبار نوري

تمُرْ شعوب العالم كل أربع سنوات بمونديال كرة قدم وسط كرنفال وعرسٍ أممي بهيج ومفرح ، وأجريتْ في أحدى دول أمريكا اللاتينية ، حين قدمت للظيوف أرقى وأحدث ثلاثة ملاعب تكنيكاً وروعةً ، وأستقبلت الدول المشاركة بأروعْ أستعراضٍ للسامبا البرازيلية الفلكلورية ، ونحن في العراق أيضاً لنا في كل أربع سنوات عقدْ جلسة البرلمان الخيبة والفضيحة والحسرة والألم والأحباط برلمان السب والشتائم وأحياناً أستعمال----- جلكم ألله ، لم أرى مثل برلماننا في جميع أنحاء العالم والذي أوجدهُ العم الأمريكي بعد 2003 .

خواطر مأساوية وملاحظات أحلاها مُرْ
1- البرلمان الجديد خيانة وسقوط أخلاقي بعهرٍ سياسيٍ مفضوح ، لأنّ نواب الجدد والقدامى مصابون بجنون المحاصصة التي هي أساس الأنهيار السياسي والتشظي وخلق دويلات المدن الأندلسية !! ، التي فيهِا مصلحة الأعضاء في الأولويّة ومصلحة الوطن وراء ظهورهم ، عندما حضر الجلسة الأولى 255 نائب ورددوا القسم الذي هو بمثابته ألفانوس ألسحري في أحضار "المقسوم" من أمتيازات ورواتب أعتباراً من يوم مولد العراقيين في ألأول من تموز ، فكانت جلسة خديعة بأمتياز، وهذا هو الفصل الأول من المسرحية الهزلية !!! .
2- ورفع الستار عن الفصل الثاني من الكوميديا المضحكة حين طلب أحد رؤساء الكتل وهو يمثّلْ دور(عمرأبن العاص) نصف ساعة أستراحةٍ من رئيس جلسة السن (أبو موسى الأشعري) وبعدها تبخر العدد الى 120 نائب ، اليس هذا سقوطاً أخلاقياً ، وعهراً سياسياً ؟؟ ، وَأضحتْ الجلسة الأولى والثانية بروتوكولية وسط غيابات كيفية غير منضبطةٍ .
3- وتكرر نفس الفشل في يوم الثلاثاء 8-7 2014 وأجلت الجلسة الى يوم الأحد 13-7 وأتوقع أنّها تتأجل الى ما بعد العيد ، وهكذا نجح المتآمرون عفواً النوابُ المتحصنون من التآمر !! ليضيفوا أزمةً جديدةً الى تداعياتٍ مسبقة من الأوجاع التي يستغلها المتنفذون الذين يسعون بكلِ جهدهم الى تأمين مصالحهم الشخصية والفئوية على حساب مصالح (المكاريد) من هذا الشعب المثخن بالجراحات وألآلام .
4- وثبت للواقع والتأريخ أنّ برلمان بعد 2003 {بعض} نوابهُ سماسرة لوطنٍ معروض للبيع في بورصة ساسةٍ أنتهازيين ونفعيين وتجار أزمات وميكافيليين بأمتاز، فيهِ المشهد السياسي والأمني مفتوح على المجهول والآتي أعظم !!!!! .
5- وألغريب وجدنا النائب يجمع بين سلطتين تشريعية وتنفيذية وهذ ما لا نجدهُ في أي برلمان في العالم حين يدخل الوزير على خط البرلمان كمراقب مؤيد لكتلتهِ في التسقيط السياسي والأعلامي كما صرّح المفتش العام لوزارة العدل أنّ الفقرة سادسا من المادة 49 من الدستور لسنة 2005 تنصُ على عدم جواز الجمع بين عضوية مجلس النواب أو أي عملٍ رسميٍ آخر يتعلق بالعدالة ، وبالتأكيد بقاء الوضع على هذا الشكل في تأخير تشكيل الحكومة على هذا الشكل المضحك والمبكي تعتبر هدية ثمينةٍ للعدو المتألف من داعش والمتحالفين معها من بعثيين ونقشبنديين ، وأنّ المجلس أخفق في أنجاز مهامه ِفي جلستهِ الأولى والثانية يعني عدم الأعتراف ب (المستحقات الدستورية للبرلمان) في أنتخاب رئيس المجلس ونائبيه حسب ألمادة 55 من ألدستور --- ورئيس الجمهورية الذي بدورهِ يكلف الكتلة الأكبر تسمية رئيس الوزراء (وكفى اللهُ المؤمنين شر القتال) لأن حسب ديمقراطيات دول العالم المتمدن { أجتماع المجلس أستحقاقي لتوزيع الأدوار} وتأخرهُ يؤثر على المشهد السياسي والأمني ، وتعطيل العمل في الدستور .
6- تأخر مفوضية الأنتخابات في أعلان النتائج ، ولا أعلم مقصدها من التباطؤ و التأخر في أقرار نتائج الأنتخابات حيث أستغرقتْ أكثر من 80 يوماً ولو كانت المفوضية قد قلّصتْ هذهِ المدة الى النصف لكان فيها ضوءً أخضر يلوح في الأفق لتكملة المشوار السياسي للعهد الجديد ،
7- البرلمان الجديد انقلاب على الديمقراطية إذ يفترض أن يكون المجلس نقلة نوعية من الحالة البائسة قبل 2003 الى تكريس الديمقراطية بعد هذا التاريخ ولكن مع الأسف أصبح المجلس الجديد يدار من قبل عدد قليل من المتنفذين وأصحاب القرار المذهبي والأثني بأحتكار وسائل الأعلام وكم الأفواه وأغتيال العديد من الأعلاميين .
8- المجلس الجديد هو نفسهُ المجلس السابق لكونهِ ورث جينات المحاصصة والفساد الأداري ---- وهذا هو قدر العراقيين المساكين منذ تأسيسهِ 1921 أنْ يبتلى بحكومات الغفلة والأنقلابيين العساكر المغامرين الفاشست.
9- لعبة النصاب أو التلاعب بالنصاب لتعطيل أستحقاقات الدستور، من المؤكد أنّ وراء التعطيل كتل سياسية مستفيدة من التعطيل الحرص على منصبهِ الحالي والحفاظ على أمتيازاتهِ ورواتبهِ أو تتعمد تدمير المشروع الديمقراطي لأرتباطها بأجندات خارجية .

الخاتمة
كان أمل الشعب العراقي من المجلس التشريعي الأسراع بإقرار قانون ( الموازنة ) الذي يتعلق بقوت الناس ورزقهم ، وقانون الأحزاب ،وقانون النفط والغاز، وفشل الجلسة أستهتار علني بدستورية عمل النواب وأستهزاء بدم الشهداء وأموال الشعب وسلوك يدعو الى السخرية داخلياً وأقليمياً وعالمياً --- وعند أستفحال الأستعصاء وفشل المجلس المرتقب ، والسير خلال الأنفاق العنكبوتية المغلقة تلجأ عند ذلك الدول الديمقراطية الى حلولٍ جذرية مؤقتة ريثما ترجع المياه الى مجاريها : كتعطيل العمل بالدستور وحل البرلمان ، {تشكيل حكومة أنقاذ وطني} من المخلصين ورجال الكفاءات والتكنوقراط المستقلين والذين لهم تأريخ نضالي وطني تشير بوصلتهم الى الوطن فقط لتعيد البلاد الى سكة الصواب - وأتمنى دراسة هذهِ التجربة - وندعو المحكمة الأتحادية لألغاء حصانة أي نائب يتغيّبْ عن جلسة البرلمان ، وندعو الشعب بالبراءة ممن لم يلتزموا ب "القسم" ، ويا سادة ويا كرام أنّ العراق اليوم يعيش أحلك ساعات الخطر ولحظات مصيرية فهو في كف عفريت أبله وطائش ، ويبدو أفول نجمهِ يلوح في ألأفق ، داعش تهدد دخول بغداد الحبيبة للقضاء على الدولة الصفوية المزعومة وأرجاع البلاد الى ألف ونيّفْ لأحياء الخليفة الراشدي الخامس !! ،والبعثيون يطمحون الى حكم العباد بدون خجل وحياء على ما أقترفوه مدة أربعين سنة بحق هذا الشعب المبتلى ، والغريب أن بعض العشائر الغربية العراقية المنتفضة تهدد بنسف السدود وإغراق عاصمتهم الصفوية المجوسية الأيرانية !!! --- أنهُ الأمتحان الحقيقي للأرادات الوطنية للتمسك بتراب الوطن الغالي ، والوقوف صفاً واحداً وهدم خنادقها المذهبية والطائفية والأثنية ولو بشكلٍ {مؤقت} لدحر العدو وبناء دولة المؤسسات ---
 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter