|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  14  / 7 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تأملات وتساؤلات في الأحتلال الداعشي للموصل

عبدالجبار نوري

أنّ داعش هي ألقاعدة ألأرهابية وتبنتْ منذ قرنين ترجمّتْ ألأفكار ألسوداويّة للوهابية ألأرهابية على واقع ألأرض ألجغرافية في أعادة نظام ألخلافة ألأسلامية ألراشدية وألتى تجاوزها ألزمن بألفٍ ونيّف ، وبمختلف ألأساليب ألقهرية وحتى عبر ألأبادة ألجماعية وأبادة ألزرع وألضرع ، وفرض ألمحاكم ألشرعية بأقامة ألحد بألسيف وألجلد وقطع ألرقاب وألأطراف وأبادة ألجنس ألبشري أنْ أقتضى ذلك بأسلوبٍ ميكافيلي بأمتياز ، وهو منطق متحجر بألتأكيد يُغَيّبْ فيهِ منطق ألتأريخ ألمتغيّر وألصراع ألطبقي وألتغيير ألمجتمعي وألثقافي لدى ألشعوب ، من ألمؤكد أنّ ألأجيال ألمتعاقبة تتغيّر للتوازن مع متغيّرات ألزمن ، وكيف عندما يكون ألقفز على أكثر من ألف سنة ، ورحم الله أبا ألحسن "علي" عندما قال قولتهُ ألتربوية ألمأثورة "لاتعلموا أولادكم على ما أنتم فيهِ لأنّهم خلقوا لجيلٍ غير جيلكم " وأليوم عندما نتكلم عن خطر ألوباء ألسياسي ألداعشي لا نرمي جرائمها وعاهاتها ألأجتماعية على من قال أو قيل بل نعيشها ونتلمسها في نينوى ألمسلوبة في" نكبة حزيران العراقية " في :

* عسكرة ألمجتمع أسلامياً – من عمر عشرة سنوات ألى ستين سنة - على حساب ألأديان ألسماوية ألأخرى كألمسيحية وألأيزيدية وألأطياف ألأخرى

* تصريح السبت 28 حزيران 2014 ألخاص للأمين ألعام للأمم ألمتحدة في ألعراق (نيكولاي ملادينوف) عن بالغ قلقهِ من هذهِ ألأعدامات وأضطهاد وأبادة ألأقليات وألمذاهب ألتي لا تؤمن بخط داعش : مثل أبادة تركمان تلعفر وتشريدهم ونهب ممتلكاتهم ، وكذلك تركمان تازه خورماتو، وداقوق وقرية "بشير" المنكوبة والصامدة التي قتلتْ داعش أكثر من خمسين أنساناً منهم بدون أي ذنب وتركتْ جثثهم في العراء وأمتنعتْ داعش من تسليمهم الى أهاليهم لأنهم الظاهر لا يؤمنون حتى بحديث ألنبي"أكرام ألميت دفنه" وترقى هذهِ الجريمة الى (الأبادة البشرية) وجاء خبر عاجل ألأربعاء 9-7-2014 من مصدر أمني حكومي ( أنّ عصابات داعش فجرتْ قرية "أبطخ" ألتركمانية في قضاء تلعفر في محافظة نينوى بالكامل بكافة منازلها وتسويتها بالأرض ، لذا أدعو جميع منظمات المجتمع المدني وقوى الحرية والديمقراطية وجميع ألقوى ألسياسية من عرض مظلومية قرية "بشير" و "أبطخ"على المنظمات الأممية وحقوق الأنسان، وجعلهما مدن منكوبة

* أما الشبك فأنّهم يسكنون أقضية الموصل والحمدانية وتلكيف وشيخان وفي أربيل وبغداد وهم من فرق ألشيعة فأنّهم أستهدفوا من قبل داعش إبادة وتهجيراً وقتلاً ومصادرة ممتلكاتهم وهدم أماكن العبادة فيها ، وعددهم حسب 77 أكثر من 56 ألف نسمة متآخين مع الأيزيديين ويزورون مراقدهم والمشاركة في أعيادهم (رشيد خيون / جريدة ألشرق ألأوسط)، ويؤسفني ذكر المذاهب بأسمائها وللضرورة أحكام ، وبالمناسبة عند مطالعاتي الواسعة المتواضعة لم أقرأ في أي دين سماوي - اليهودية أو المسيحية أو المندائية وحتى البوذية - أنْ يقتل أو يكفر يهودي يهودي أو مسيحي مسيحي--- وهكذا فأنها أستحدثتْ عند أهل الدين الجديد داعش !!!

* أحتقار ألمرأة وأعتبارها عورة لا تخرج من الدار ألا "بمحرم" * وإصدار داعش وثيقة ألمدينة ب16 بند (حرام) ، والأكثر مرارة

* أنهم سيطروا على موجودات البنوك ومكامن النفط والسدود التي يمكن أن يهددوا بغداد بالغرق لأنّ سد الموصل الأستراتيجي تحت سيطرتهم !!!!!!

تداعيات إحتلال الموصل
1- آثار ألأحتلال على منظومة ألقيم ألأجتماعية ، أنّها كارثيّة لأنّها تشكل ألركن ألأساسي في عملية أنهيار ألمجتمعات ووقوعها في براثن فوضى تقود ألى سلوك هدام يهدم ألقيم ألأجتماعية بمختلف أشكالها ومسمياتها وتحولها ألى مجتمعات عاجزة عن ألقيام بطرح ألمبادرة وقيادة ألتحولات ----فأصبح ألمجتمع ألموصلي مشلولاً ومنوّمْ مغناطيسياً لأنه تحت سلطةٍ أسلاموية متشددة لها ثوابتها ألوهابية ألجديدة ، فكان للأحتلال ألداعشي وألبعثيين وألنقشبنديين ألمتحالفين معها (عابري الحدود) أثراً كبيراً في رضوخ ألجمهور ألموصلي ألى حد ألنخاع وهي ألتي تمتلك أرثاً حضارياً ثراً يمتد لآلاف السنين في عمق ألزمن .
2- الأعتداء على السيادة العراقية كدولة مستقلة لها وزنها الحضاري ، والأعتداء السافر يحدثْ أمام سكوت الجامعة العربية وأمريكا ودول الغرب وحتى كان الأحتجاج خجولاً من بان كيمون ممثل الأمم المتحدة --- وأتساءل كيف أقام العالم ولم يقعد عند أحتلال العراق للكويت عام 1990 ؟؟؟ (ولو أننا من معارضي هذا الأعتداء) ، وأنّ العالم فرض عقوبات على روسيا لتدخلها في شرق أوكرانيا ذات الأكثرية الروسية !!!! .
3- فقدان هيبة الدولة العراقية حين تعلن داعش أبو بكر البغدادي خليفة للمسلمين ، وسمعنا بأنّهم أصدروا جوازات خاصة أسلامية ، ونقود عليها صورة الخليفة ، لذلك صرح قيادي كردي يوم أمس (نحن نتعامل مع وضع جديد بعد أحتلال الموصل!!)
4- ضحايا من جنودنا بالمئات وهم أسرى ، معدات عسكرية ناهيك عن حرق مزارع الشبك والتركمان الشيعة وهدم مساجدهم ومزاراتهم الدينية .
5- محو الآثار التأريخية والحضارية بهدمها بالكامل .
6- توقف 50 مشروعاً صحياً وخدمياً في نينوى .

أسباب الأحتلال
1- حكومات المحاصصة الفاسدة ولأكثر من عشر سنوات ، والتي تلهث وراء مصالحها بغياب ثقافة المواطنة ، والفساد المالي والأداري وغياب الدولة المؤسساتيّة وماايتبعها من تشرذم وتشظي وترهل ، وخلق الأزمات السياسية بين الكتل المستعصية حلُها لمطالبها التعجيزية ، مما ادى الى تدمير الأنسان العراقي من خلال قتل كل قيمة أخلاقية وثقافية النابعة من عروبتهِ وأسلامهِ التي لطالما كانت ركناً أساسياً من أركان قوتهِ وتصديهِ للهجمات ، وهذا مما أدى الى زعزعة ثقة المجتمع العراقي عموماً والموصلي خصوصاً بالحكومات الفاشلة الأتي لم ترضي أدنى طموحاتهِ في الحياة الكريمة وطبقاً للمثل الشعبي البغدادي (شوّفني ألموت رضيت بألصخونة) لذلك أستسلم للواقع الجديد لعلهُ يرى من خلالهِ ضوءاً آخر النفق .
2- دول الجوار وعدائها السافر والمكشوف على العراق وخصوصاً السعودية وقطر وتركيا بتقديم كل المساعدات اللوجستية والبشرية والمادية لقوى الظلام الأرهابية والأجتماعات - الدورية لمؤسساتهم الأستخبارية في عمان .
3- ضعف المؤسسة العسكرية وعدم كفاءة قياداتها ، والأنهيار الأمني في جميع المحافظات ، وتفشي الرشوة وبيع المواقع الأمنية ، وتكرار كسر ألسجون وتهريب السجناء الأرهابيين الخطرين .
4- الوضع المتدهور في سوريا وعدم السيطرة على حدودها .
5- الدور الأمريكي في أحتلال الموصل لاشك أنّ تنظيم القاعدة الأرهابية صناعة أمريكية موسادية آل سعودية ، وأنّ أمريكا من وراء مساعداتها اللوجستية والمادية والأعلامية للقاعدة على أساس أنّها {تيار أسلامي عقائدي يحارب ألشيوعية} ، ولاشك أنّ أمريكا هي التي صنعتْ القاعدة صحيح أنها نشأتْ وترعرعتْ في أحضان آل سعود ولكن عندما صلب عودها وظفتها كجناح عسكري لها في ضرب الحركات التحررية في العالم وخصوصاً في المنطقة العربية وهذا كلهُ يصب في صالح اسرائيل ، ورأيناها كيف جنّ جنونها عندما أسقط الشعب المصري نظام الأخونة وعاقبت المصريين بقطع المساعدات عنها ، فكان دور المخابرات المركزية الأمريكية وبالتنسيق مع آل سعود وقطر وتركيا في مساعدة داعش لوجستيا وماليا وأسلحة ورجالا في أحتلال داعش هذا الجزء الأستراتيجي من العراق .
6- والله أنّ ألأسباب كثيرة والموت واحد !!! وأقولها بمرارة وحد ألبكاء على وطني ألحبيب وهو يتمزّقْ ومثخن بجراحاتهِ ألمزمنة وخاصة "نكبة حزيران العراقية" والذي يزيد ألمي وحزني عندما أرى صراع ألكراسي ألمتحركة على ألمناصب واللهث وراءها بشكلٍ قتالي وأذكركم بحكمة أجدادنا " لُعِنَ طالبُها" وكلً يرمي بلواه على ألآخر- كرمي ألجمرات على ألشياطين - تاركين العرق وراء ظهورهم وحيدا يردد صيحة الحسين : هل من ناصرٍ ينصرني ؟؟؟؟ ولا يُسمعْ غير صداه عندما أجلتْ جلسة البرلمان (الشفية والهيبة !!!) الى ما بعد العيد !! وموازنة 2014 أصبحت في خبرأهل ألقبور، علما أنهُ يمثل قطع اعناق هذ الشعب المعدم !! ألذي يمتلك ثاني أحتاطي نفط في العالم ، وميزانية سنوية خرافية تعادل ثلاثة دول جوار - وتأكدوا يا ساساتنا النشامى !!! بقاء ألوضع على هذا ألشكل هو هدية ثمينة للعدو -

لا أقول سوى حسبنا الله ونعم الوكيل من سياسيي آخر زمان !!!!!.
 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter