|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  12 / 10 / 2013                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الكوتا الأنتخابية .. لمن ؟؟؟؟؟

عبدالجبار نوري

يقصد بالكوتا تعويض الكيانات المحرومة والمهمشة في الأنتخابات العامة للوصول للسلطة السياسية ، أي الأشارة الى تخصيص حصة نسبية أو عدد محدود من المقاعد للأقليات القومية والدينية والعرقية لمنحها فرصة سياسية لأسماع صوتها في البرلمان ومشاركتها في صنع القرار السياسي فهى أذن (فيتامين سياسي) وحافز لتقوية لحمة المجتمع وترابطه وبث روح المواطنة لدى الأفراد في المجتمع.

وظهرت لأول مره - في ستينيات القرن الماضي - في الولايات المتحدة الأمريكية حين رأت في أرضاء الجماعات السوداء المضطهدة من خلال نظام الكوتا ، وأنتشرت في بلدان العالم الأخرى التى فيها الأقليات مهمشة ومحرومة ، والمصطلح التأريخي للكوتا (الأجراء الأيجابي) الذي لم يقتصر على العمل السياسي أنما أستعملت في بعض الدول الغربية لتحديد نسبة معينة لقبول عدد من الطلبة المنتمين الى الأقليات الأثنية في النظام التعليمى وتوظيف المعاقين في سوق العمل ، وللأسف أغلب التشريعات في الدول العربية تذهب الى عدم الأخذ بنظام الكوتا ومن هذه الدول : الكويت،تونس، جزائر ، يمن ، لبنان ، سعوديه، قطر ،البحرين ،الأمارات، سوريا ،عمان.

وبالرغم من أن نظام الكوتا قد طبق في أغلب النظم السياسية في العالم وبنجاح أصبح لها مؤيدين ومعارضين وأني شخصيا مع المؤيدين بشده وذلك لأنه – كحد أدنى - يرفع معنويات الفرد في المجتمع وثقته بنفسه بأنه يشكل رقما مهما في المجتمع .

وبعد 2003 أتبع العراق الديمقراطية بنظام الكوتا حينما صادق مجلس النواب العراقي يوم الأحد 8-11-2009 تعديل قانون الأنتخابات النيابية لضمان تمثيل المكونات الصغيرة بشكل أكثر عدلا يتناسب وحجمها الحقيقي وبما يعيد لها الأعتبار ويخرجها من دائرة الأقصاء والتهمبيش الذي لازمها في الأستحقاقات السابقة ، وقد لوحظ التعديل الأخير في 2009 تخصيص 5 مقاعد للمكون المسيحي و3 مقاعد بواقع مقعد لكل من الصابئة( المندائيين) ، والأيزيدين ، والشبك من دون أن يشطب حق هذه الأقليات الدخول في الأتلافات الوطنية من خارج حسابات الكوتا ، وأن أقرار مبدأ الكوتة يمثل خطوة أيجابية في الطريق الصحيح في تحقيق مبدأ {المواطنة} في النظام الديمقراطى العلماني ويحول دون طغيان الأكثرية بالسيطرة على الحياة السياسية .

وكانت جلسة مجلس النواب في 6-10-2013 خاصة للتداول في أقرار تعديل قانون الأنتخابات ولكن لم يتوصلوا الى أقراره وكانت أرقام الكوتا كالآتي : المرأة 25% ، الأيزيديون طالبوا ب 5 مقاعد كوتا ، الفيليون 3-4 مقاعد ،المسيحيون 5 مقاعد ، الشبك 1 مقعد، المندائيون 1 مقعد .

الكوتا لمن ؟؟؟؟
أولا- المرأة العراقية التى تشكل جزأ كبيرا ومهما من الشعب العراقي هى مهمشه ومضطهده في ظل جميع الحكومات التى تعاقبت على العراق وساهمت في أنتفاضات الشعب العراقي وشاركت المناضلين في سجونهم ومعتقلاتهم ومنافيهم وفي أحلك الظروف قساوة وظلما وتمكنت من تأسيس المنظمات النسوية المناضله مثل (رابطة المرأة العراقية) وفرضت شخصيتها الوطنية حينما أصبحت الدكتوره نزيهه الدليمي اول امرأة وزيرة (وبالمناسبه أحي هذه المرأة الرائدة بمناسبة ذكرى رحيلها السادس فلها كل المجد)

فأستحقت المرأة العراقية (الكوتا) بجداره وأمتياز حيث شملت المرأة (كمطلب حقوفي) بدأ يستمد قوته ومشروعيته منذ أنعقاد مؤتمر المرأة العالمي في (بكين) عام 1995 الذي أقر وجوب أعتماد الكوتا لكي تساهم في تفعيل مشاركتها في بناء المجتمع ، حتى سنة 2005 منحت المرأة عددا من المقاعد في الهيئات المنتخبة (البرلمان ومجالس البلدية) لضمان أيصالها الى مواقع التشريع وصناعة القرار ، وهي أحدى الحلول المؤقتة التي تلجأ لها الدول والمجتمعات الديمقراطية لتعزيز مشاركتها في بناء مؤسسات الدولة .

ولتسهيل وأنسيابية عملية الأنتخابات قامت المفوضية العليا للأنتخابات بتقسيم الدائرة الأنتخابية الى قسمين 75% للتصويت العام للكيانات السياسية و25% للكوتا النسائية ،

أما الكوتا للأقليات القومية والدينية في العراق :

المكون الفيلي : يبلغ تعداده مليوني نسمه وهم أكراد تعرضوا للأضهاد والأبادة البشرية والتسفير القسري وأسقاط الحنسية العراقية عنهم ومصادرة ممتلكاتهم المنقولة وغير المنقوله وتغييب شبابهم ، طالب (الأتحاد الفيلي) في 24-7-2013 بأن يكون للكرد الفيليين 3-4 مقاعد في مجلس النواب العراقي وبتأييد من الكتلة الكردستانية.

الصابئة (المندائيون) : وهم جزء مهم وأصيل من الشعب العراقي - وهم شعب آرامي عريق - يشكلون أقلية دينية تعرضت الى الأضطهاد الدينى والسياسي ، وأستوطنت وسط وجنوب العراق ، وأمتهنوا الحرف الفنية الدقيقة وبرز منهم مثقفون وعباقره أتحفوا المكتبة العراقية بذخائر الأدب والشعر والعلوم ، وقد هاجر القسم الأكبر منهم الى البلدان الأوربية وكندا، وخصص لهم مقعد واحد كوتا في مجلس النواب العراقي .

المكون الأيزيدي : وهم من أصول كردية يقطنون الموصل ودهوك وتعرضوا للأبادة منذ 1935 في العهد الملكي و1984 للأنفال و2007 للتكفير ويبلغ عدد سكانهم 600-750 ألف نسمه ويطالبون بخمسة مقاعد في أنتخابات 2014 .

الشبك : هى جماعة قومية مسلمة من المذهب الشيعي الجعفري وتعرضوا الى الأنفال مع الأكراد والى التكفيروالقتل من المتشددين الأرهابيين ، ونفوسهم حوالى 80 ألف نسمه وحدد لهم مقعد واحد .

المسيحيون : يشكلون كتلة الرافدين ،المجلس الشعبي الكلداني السرياني ، والمجلس القومي الكلداني وهم مضطهدون كديانه من قبل المتشددين التكفيريين الأرهابين ، وقد هاجر أكثرهم خارج العراق وحصتهم من الكوتا 5 مقاعد ،

مكون الأرمن : ولهم مقعد واحد كوتا في البرلمان العراقي .

وأخيرا أنصح جميع المكونات العراقية ألا يعتمدوا على الكوتا لأنها مؤقته وهي وسيله لتصحيح مسار المجتمع وتآلف فئاته وأن يعتمدوا ألكفاءة والتحصيل العلمى والشرف والنزاهة والولاء للعراق فقط (للمرشح لتمثيل شعبه) ،وأنت أيها الناخب يجب أن تميز بين المرشح النزيه المناضل ذو التأرخ الشخصي والعائلي النظيف وأن تجعل بوصلتك تشير الى العراق فقط --


 

السويد
11-10-2013









 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter