|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  11  / 11 / 2016                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تلعفر وتساقطتْ أوراق التوت !!!

عبدالجبار نوري (*)
(موقع الناس)

توطئة
سألوا هتلر من أحقر الناس في حياتك ؟ قال الذين ساعدوني على أحتلال أوطانهم !!!

العرض
مع الأسف الشديد ونحن نتساءل لماذا كتب التأريخ مدينة آمرلي (قلعة الصمود والتحدي) وتشبهتْ بمدينة ستالين كراد بصمودها وتحديها للنازية الأثنية ، حيث خيّر التأريخ "آمرلي" بين الموت بعز والحياة بذل ، فأختارت الأول وصمدت لمدة 78 يوما وهي محاصرة من أربعة جهات وبـ 360 درجة من قبل عصابات داعش الأرهابي ، ودخلت أبواب النصر بمحافظتها على أرضها وعرضها ، فلو أتحد سكان تلعفر وأن أختلفوا طائفيا ، ولأن المصير واحد ، أما أن يكونوا أو لا يكونوا ، ولكن عمالة طائفة من سكانها للعصملة التركية وأداتها العسكرية داعش إلى فتح أبواب المدينة أمام أقذر خلق الله لتستبيح المدينة بعزل رجالها من عمر عشرة سنوات حتى الثمانين وقتلهم نحراً وأخذ النساء سبايا ، وأحتلالها ، لذا باتتْ تلعفر خط النهاية لأسطورة التحرير العراقي ، وأوجب على القوات العراقية تحريرها قبل الموصل لكونها تمثل الخط الدفاعي الأول والأمامي لداعش المهزوم .

أهمية تلعفر
وتبرز أهمية معركة تحرير تلعفر في تداخل مصالح الدول الأقليمية وقبلها مصالح الأقليم الكردي التوسعي ، وحرص الحكومة الأتحادية على وحدتها وأندماج مكوناتها ببوصلة المواطنة العراقية ، تلعفر أو موصل الصغرى بتشابهات كثيرة بينها وبين المدينة الأم موصل من حيث التركيبة السكانية وطبيعة المناخ ، وتعتبر تلعفر الرابط الأستراتيجي بين الموصل والرقة السورية ، بل تعتبر تلعفر المركز المفصلي بين الموصل والشام وتركيا ، وربط العراق ككل بالهلال الخصيب ، كونها مدينة عريقة موغلة في التأريخ ، وأن المدينة ذات هوية تركمانية بغض النظر عن أنتماء سكانها إلى السنة والشيعة ، تتميز بمواردها الزراعية الوفيرة بسبب خصوبة أرضها ووفرة مياهها ، وقد وصفها المؤرخ ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان {خصوبة أرضها وعذوبة مياهها ونخيلها و حلاوة رطبها} انتهى ، أضافة إلى أن أول شرارة لثورة العشرين 1920 أنطلقت من مدينة تلعفر ثم لحقتها مدينة الرميثة ، لذا دخلت تلعفر التأريخ بملحمتها الشهيرة والتي تدعى بـ (قاج - قاج) زلزلت الأرض تحت أقدام المحتلين الأنكليز  .

أسباب سقوط المدينة بيد داعش في 2014
1- تعدد القادة مع غياب التنسيق المشترك .
2- قلة الأسلحة والذخيرة ، سوى بعض الأسلحة الخفيفة والمتوسطة .
3- معارك الصد والدفاع كان بيد رؤساء العشائر والمختلفين أصلا في الرؤى ومتشظين يرفضون التنسيق المشترك لمواجهة العدو الداعشي ،أن القتال تحت أمرة العشائر قد يكون عند الضرورة الملحة والمصيرية شيءٌ صحيح ويكون لها مردودات أيجابية ولكن في حالات محدودة الزمكنة ، ولا يمكن الأعتماد عليها في المعارك الكبيرة والمصيرية التي تعرضت لها نينوى وضمنها تلعفر ، ولم يكن هذا حال أفراد العشائر فقط بل أنسحب الأمر إلى حال أفراد الشرطة الأتحادية .
4- الأشاعاعات التي هي سلاح الدواعش في أحتلال الموصل وصلاح الدين وديالى .
5- أعطاء الأوامرلكافة أفراد القوات الأمنية بالأنسحاب من المدينة وبواباتها لهو الغباء القيادي العسكري والحكومي لأن في المفهوم العسكري لا يمكن الأنسحاب من المدينة المكتظة بالسكان ، يمكن أن يكون الأنسحاب التكتيكي في المدن الخالية من السكان، وهنا جاءت الأوامر من مصادر متعددة بنوايا تخريبية من مصادر القيادات الكردية وكبار ضباط الجيش ذوي أجندات خارجية ، .
6- الأطماع التركية في تلعفر وسنجار بحجة تواجد فصائل ال
PPK في مراكز هذه المدن ، وأصبحت تركيا شوكة في خاصرة العراق بأدخال موجات الأرهاب عن طريق حدود التماس مع العراق ، وأصبحت تركيا السوق الرئيسي لبيع النفط المهرب بواسطة الأكراد ، ودعم لوجستي وعسكري لداعش لأحتلال المدينتين تلعفر وسنجار، لتعطي لنفسها مبرر الوصاية في حماية التركمان أي قبرصة المدينتين .

وسقطت أوراق العصملة التركية وفشل المخططات التركية الرامية للتوسع وذلك من خلال : نجاح رئيس الوزراء من تحييدها عسكرياً وسياسياً ، وتقدم القوات العراقية وأنتصاراتها المتلاحقة ، وترحيب الموصليين بالعمليات العسكرية لتحريرهم ، والموقف الرافض لأبناء تلعفر للدواعش ومن يمولهم .

ما العمل أذا ؟
أن يعلم قادة العراق أن أمريكا هي من تدير اللعبة ، ولتحرير تلعفرينبغي تشكيل قوّة عسكرية من التركمان السنة والشيعة وتدريبهم وزجهم في معركة تحرير مدينتهم من قبضة الأرهاب الداعشي ، وأن لا يسمحوا لطرف يتدخل لصالح طرف آخر ، أقتصار دخول الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فقط عند تحريرها ، وحصول ضمانات من المجتمع الدولي بعدم حدوث تغيير ديموغرافي بعد تحريرها ، وعدم جعلها ضمن المناطق المتنازعة عليها بين الأقليم وحكومة المركز ، وأعادة الهوية التركمانية لها .

وأخيرا
الحل الوحيد التعايش المشترك بين مختلف مكوناتها إذا توفرت الأرادة السياسية .


الهوامش
التأريخ السياسي لتركمان العراق – أرشد هرمزي . معجم البلدان لياقوت الحموي

 

(*) باحث وكاتب عراقي مقيم في السويد
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter