|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأحد  11  / 5 / 2014                                عبدالجبار نوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

صندوق ألأقتراع ، صمام ألأمان

عبدالجبار نوري

حُكمتْ ألشعوب عبر أزمنةٍ طويلة بأنظمة شموليّةٍ ، متسلطة تحكم بالحديد والناروكم ألأفواه وتغييب الفرد وألغاء كافة حقوقهِ وفرض واجبات ثقيلة عليه ، وشرعنت هذه ألأنظمة حكمها حسب نظرية ( ألتفويض ألألهي) والذي يؤسس أركان حكمه من مصدر ديني مقدس يحرم ألنقاش فيه ، ويكفر المعترض ويعتبره الحاكم تمرداً على الخالق المعبود وتكون عقوبته في الكثير من ألأحيان الموت ، كالحكم الفرعوني في مصر، والنظام الكنسي في أوربا في العصور الوسطى ، والحكم ألأسلامي ألمؤلّه من ألسقيفة وحتى سقوط آخر معاقل الدولة العباسية ألمتهرئة والمتشظيه والآيلة للسقوط ،وثُمّ الدولة العثمانية ألتي نصبت نفسها مكان الخلافة ألأسلامية ، وبحكم وراثي حسب تسلسل عائلي ، ولأطالة فترة حكمها تلجأ الى أدلجة حكمها دينياً ، ومن المعطيات السلبية لهذه ألأنظمة تردي الواقع ألأجتماعي وألأقتصادي والسياسي على حياة الفرد ، لذلك واجهت هذه ألأنظمة – سواءاً في أوربا أو في ألشرق ألأوسط بما فيها ألمنطقة العربية والعراق ألعديد من ألأنتفاضات والثورات عبر تضحيات جسام تعبيراً عن رفض الفرد للواقع الفاسد وشظف العيش ، فكانت ألثورة الفرنسية عام 1879 على الحكم الفرنسي اللويسي ، وأنهاء ألحكم ألتفويضي وأحلال ( ألعقد ألأجتماعي) للمفكر ألفرنسي روسو ألذي وضّح العلاقة بين ألحاكم والمحكوم ،ونتيجة ألصراع ألطبقي وحتمية ألتأريخ في أنتصار ألشعوب حدثت ألثورة ألروسية عام 1905 ألذي أنهى ألحكم ألقيصري وأستلام ألطبقات ألكادحة والعاملة زمام ألحكم ، وظهور ألأتحاد ألسوفياتي بتطبيق ألفكر ألأشتراكي ، وتلتها ردود أفعال ألجماهير ألعربية في ثورة يوليو 1952 في مصر ، وثورة 14 تموز 1958 في ألعراق ، وأنّ هذه ألأنظمة ألجديدة تعرضت ألى أنتكاسات وأنحرافات في جميع ألمستويات ألسياسية وألأجتماعية وألأقتصادية بظهور دكتاتوريات ونظم شمولية وبأوجه مختلفة ، كما هو حال ألعراق عندما أقدمت ثلة من ألعساكر ألمغامرة بقيادة حزب ألبعث في تفجير أنقلاب شباط ألأسود عام 1963 ألذي أغرق ألعباد والبلاد في بحار من ألدماء ، وزج البلاد في حروب عبثية أحرق فيها شباب العراق وثروته ، وناهيك عن ألعلاقات ألسيئة مع ألبلدان ألمجاورة وألعالم ، ودام هذا ألظلام لأربعين سنة ، حتى 9-4- 2003 بسقوط ألنظام ألصدامي ، وحلول ألنظام ألديمقراطي وألذهاب الى صناديق ألأقتراع وألأستفتاء على مقبولية ألدستور ألجديد عام 2005 ، واللجوء ألى صناديق ألأقتراع لمرتين وبشكل ديمقراطي متحضرلأنتخاب مجلس ألنواب الجديد ، حين زحف ألشعب ألعراقي في 30 نيسان 2014 ألى ألحبر ألنفسجي وصناديق ألأقتراع لأيمانه بألتغيير، وحقا كان عرسا وكرنفالا وطنيا وتحديا لقوى ألشر وألأرهاب في أثبات وجوده وجرت ألأنتخابات بطريقة سلسة ومتحضرة بدون أختراقات أمنية وكان ألفضل للشعب العراقي ألذي أستوعب ثقافة ألديمقراطية وتبادل ألسلطة بشكل سلمي وتفهمه بأنّ صناديق ألأقتراع هي ألفيصل لحل ألنزاعات ، وكذلك لحهود قوى ألأمن ألداخلي في حفظ مراكز ألأنتخابات ، وكذلك لجهود ألمفوضية ألعليا ألمستقلة للأنتخابات ألتي أشرفت على أدارة ألأنتخابات بحيادية ونزاهة وبأشراف دولي ،وبألتأكيد سوف يحل ألتغيير بحكومة أصلح وأفضل من سابقتها وبدماء شابة جديدة ---- ألمجد للشعب ألعراقي ألذي تفهم ألديمقراطية وضرب مثلا رائعا أمام ألشعوب العربية ألمفتقرة لهذا ألنهج ألأنساني ألحر.

 

السويد
 


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter