|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  17 / 12 / 2017                                 عادل أمين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

وداعاً ابا دلشاد (تحسين محمد خليل)

عادل أمين (ابو حسن قامشلي)
(موقع الناس)

لقد حزنتُ على رحيلك كاك تحسين، لقدعشتَ مناضلاً ثابتاً جريئاً،  مارستَ المهمات الملقاة على عاتقكَ في كل الظروف العلنية والسرية بأخلاقيةٍ عالية وهذا لم تكن بغريبة عليك، فأنتَ ربيب عائلة مناضلة ذات أخلاقية يشهد لها الجميع بالسمو، رحلتَ  ولم يستطع أحدٌ من سبرغورالحزن الدفين في داخلك وحل طلاسمه، وجعلته رفيقك إلى اللحدِ مثلما كان رفيقك في الحياةِ، إلا ان ذلك لم يعيقُكَ من مواصلة نضالك وحياتك بدأبٍ وهدوء بعيدةٌعن ممارسة التطبيل والتزمير والهتافات الفارغة وانما بشجاعة ومقدام، لقد كنتَ مناضلاً شجاعاً باسلاً، ، يشهد لك الرفاق الذين رافقوك في كوردستان فترة الكفاح المسلح، يشهدون بطيبتكَ وعونكَ لهم في تحمل جزء من أكدار ومنغصات تلك الفترة التي كانت تحيط بهم، ومساهمتك في بناء القواعد الأولى للأنصار في مواقع مختلفة في كوردستان ورفقتك لهم في باليسان ونوكان وبرزان ...الخ .

وكان اول لقائي بك بعد الهجمة الغادرة على الحزب وبأُم دلشاد قي بيتكم في قرية ليلكان وحرارة اللقاء وكرم ضيافتكم لمفرزتنا، وانت  بالتأكيد لست  بغايبٍ عن ذاكرة  رفاقك في جريدة بيري نوي (الفكر الجديد) الطبعة الكوردية، وكذلك رفاقك في التنظيم الحزبي في المؤسسة الأعلامية للحزب، والكل كانوا يكنون لك المحبة والأحترام. أتذكركَ وكأنه كان يوم أمس كيف تقبلتَ قرار الحزب  برحابة الصدريوم أشتد علينا ارهاب حزب البعث عام1978 أن تبقى في الجريدة وان تكن من أواخر من يغادرها، انه لشهادة الفخر والأعتزاز لتقبلك ذلك القرار.

أتذكر الأيام والسنوات التي قضيناها سوية في بغداد بمسراتها وحسراتها، بلياليها وسهراتها التي جمعنتا مع شلة من الرفاق والأصدقاء بالمناسبات وبدونها وكيف كنا نعبر عن خوالجنا النفسية بالظروف المحيطة بنا آنذاك، قسم من هؤلاء الرفاق قد رحلوا عن دنيانا وها انت قد التحقتَ بهم ولم تكن تواقاً إلى ذلك بالرغم من متاعب الزمن التي حفرت آثارها على محياكَ، لكن كلنا راحلون آجلاً أم عاجلاً، لقد كنتُ في شوقٍ للقاء بك بعد لقائنا في اربيل في مقر الحزب آذارعام 2012 لكن الحظ لم يحالفني لأي لقاء آخرفبقيت الأمنية حسرة في نفسي.

وداعاً عزيزنا ورفيقنا أبو دلشاد نم قرير العين في مثواك الأخير وانت في ذاكرتنا دوماً



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter