|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  26 / 9 / 2015                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ماهي قضية العرب المركزية؟

عبدالامير العبادي   

قبل خمسين عاما واكثر كانت نشوة الثورة والتغيير والتحرر وتحرير فلسطين والسيطرة على الثروات الوطنية كلها قضايا نتغنى بها ونرفع لها الشعارات والخطب الرنانة وكان التعاطف مع قضايا الامة العربية وبالذات فلسطين من اولويات الشعارات التي نضعها جلبابا لنا خاصة القوى اليسارية والقومية حيث كان لها بريق وعلى الرغم من هذه القوى كانت متماسكة بهذا الخطاب الا ان ما كان يفوقها هو الخطاب الاسلامي الذي كان في ادبياته وخطابه اكثر معاداة وهذا تلخص في الاحزاب السنية والشيعية ضمن تيار الاخوان المسلمين وحزب الدعوة وغيره من الاحزاب الاخرى .

وبمرور الزمن نلاحظ ان ابخرة هذه الاحزاب قد تطايرت واصبحت بمهب الريح واصبحت الادبيات والشعارات في خبر كان وغدت الرفوف التي تجمعها تراث مع اننا لو جمعناها لدفنت شط العرب باكمله .

اذن ما هي قضيتنا المركزية ! فلسطين .. اهلها يساومون ويتفاوضون مع اسرائيل منذ كامب ديفيد بل يقبلون الايادي من اجل تطبيق قرارات الامم المتحدة التي رفضوها ويريدون العودة لها منذ الخمسينيات وما بعد حرب حزيران واكتوبر حيث اصبحت اسرائيل امرا واقعا وخلال الثلاثين سنة لم نسمع اي معارضة فلسطينية او عربية واسلامية اتخذت موقفا هجوميا داخل الاراضي الصهيونية وبالطبع هذه كانت قبل ما اطلق عليه الربيع العربي وسقوط الدول العربية بمستنقع الضياع وقبل قيام ايران بتوقيع الحد من البرنامج النووي مع اميركا والغرب .

وهنا يمكن القول علينا ان نكون براغماتيين ونقر بالواقع الذي صنعناه لنا فالعالم تغيرت صوره الجمة وما عادت لعلعة الرصاص والبندقية كفيلة بحل وانتشار برامج السلام واذا يتصور البعض ممن يوهمون شعوبهم انهم لا زالوا يقارعون الاستكبار والامبريالية فتلك اسرائيل بمتناول صواريخهم وبارجاتهم واساطيلهم البحرية واسلحة الدمار الشامل وقواعدهم واحزابهم والاحزاب والمنظمات التي تعتبر امتداد لانظمتهم ليهبوا لمقارعة اسرائيل وتدميرها .

لذلك فان الزمن قد كشف زيف هذه الخطابات وما عادت تغني او تسمن الا ذوي العقول البائسة .

وثمة تدارك اخير وهو ما هي قضيتنا المركزيةً والجواب لا يحتاج لبس او لف ودوران وهي ان القضية المركزية لوطننا العربي ودوله الاسلامية هو التوجه لبناء علاقات اقتصادية متينة ضمن المواثيق الدولية والخروج من ترهات العمالة والاستعمار والامبريالية اذ ان مصلحة الحفاظ على الوطن هي اسمى من ضياعه ولنا الان تجربة فشل حكامنا وازدواجية خطابهم وارتباطهم باكثر من دولة ومنظمة في وقت ادعو فيه انهم ناضلوا ضد دكتاتورية صدام وها هم الان اكثر دكتاتورية واكثر مؤاربة للخطاب الوطني ولكم ايها الاخوة ان تدلوني على كلمة او خطاب استنكر اميركا او اسرائيل لا بل انهم اعتاشوا في لندن وباريس واميركا وايران وتناسوا الماضي الذي تسلقوا به على اكتاف الشعب .

ان القضية المركزية لشعبنا العراقي وامتنا العربية هو التطلع للحرية والديمقراطية والعدل والتحرر من سطوة تدخل اي دولة وجعل وطننا للجميع بعيدا عن اية رؤية اكل الدهر عليها وشرب .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter