|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 السبت  23 / 5 / 2015                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

سياسة الفساد والعهر هي التي باعت العراق

عبدالامير العبادي   

انا اعرف لو اجريت استفتاء بين سياسيي العراق خصوصا الوافدين للحكم بعد ٢٠٠٣وسألت متى اصبح العراق جمهورية او من كتب النشيد الوطني او لحنه او يحفظ بيتين منه لتوقف مطأطأ راسه لكن لو سألته عما يملك لاجابك انه من عائلة غنية منذ خلق الله عباده وانه يخمس ويزكي .

وامام هذا الغباء او استغفال الشعب توافدت عليه اقوام نازعة للوطنية وبائعة هويتها علنا وهذا لو عدنا للوراء قرون وقرأنا المراحل التي مر بها الوطن لم نرى اسوأ مما عليه حالتنا قبل الاسلام وفتح العراق بعده وقيام الدوله العباسية والعثمانية وفي الصراعات بين المغول والدولة العباسية ثم الصراع بين الاتراك والدولة الصفوية ودولة الخروفين الابيض والاسود او مرحلة الزنج او القرامطه وصولا لدخول الاستعمار البريطاني ومن ثم تأسيس الدولة العراقية والحكم الملكي ثم قيام الجمهوريه وحكومة البعث والمعارك الشرسه بين ايران والعراق والحروب الاخرى كلها لم تشهد الخارطة العراقية اي تفكك على المستوى الجغرافي او انحلال النسيج المجتمعي للعراقيين .

والان ان ما يحدث نقول ووفق النتيجة والسبب نرى ان الذي حدث هو نتيجة دامغة على ان المسبب هو القيادات العراقية بدءا من موافقتها على دخول العراق الى تشكيل مجلس الحكم طائفيا الى الجمعية الوطنية ثم دستور ملغوم بالمشاكل الى اهمال القوانين التي تهم المواطن الاجتماعية والسياسية ووصول ساسة متخلفين الروئ في كل شي جعلوا الدولة المدنية دولة لاهوتية الشعارات بغية الوصول لغايات تدمير العراق بحجج طائفية اسست لشرذمة الوطن وجعلت الطائفة والمحاصصة فوق كل اعتبار اشباعا لرغبات دول وخدمة مصالح اجنبية .

من هنا يمكن القول لو ان سياسيي العراق رهنوا امرهم بحب العراق لتنادوا له بوحدتهم والاصاله الوطنية لكن فاقد الشي لا يعطيه لذلك تسارعوا لبناء منظومة حقيرة من الفساد التي فتحت مصراعيها للارهاب وفتح الحدود لمن هب ودب للتوغل في حياة المجتمع وهذا جعل هشاشة المواقف تدفع بالبعثيين والارهابيين للسير قدما بتهديم امن ووحدة الوطن .

والسؤال الاخير اذا كانت الفلوجة ساقطة بيد الارهاب لاكثر من سنتين والموصل سنه وبيجي كذلك الا يصح القول ان داعش استطاعت تكوين جيش من الارهاب خلال فترة سيطرتها على هذه المناطق .
اما القيادات العراقية فهي تتلاعب بمصير الوطن وتعول مرة على الفتوى الدينية او الحشد الشعبي او تدخل اميركا او ايران لفك شفرة قوة داعش .

ان القوة الحقيقية التي تعيد التوازن للعراق هي بوحدة الشعب العراقي وثورته التي تصنع رجال همهم الوطن .
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter