|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  22 / 10 / 2015                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

التحالفات الخارجية ام الوحدة الوطنية

عبدالامير العبادي   

في مرحلة انحطاط الدولة وانظمتها المتهرئة وفقدان الارادة الوطنية وضياع هيبة المؤسسات الحكومية تطفو حالات الفوضى والفساد بكل انواعه وبعدها تسود علاقات مزيفة واخلاقيات تحمل روح الانتقام والتفرقة ويتسلق لهرم الدولة مجموعة من اشباه الرجال ليقودوا مرافق الحياة تحت مسميات اثنية او دينية او عشائرية وهذا بكل تأكيد ينطبق تحليليا على الصورة العراقية حيث الالقاب وما اكثرها من اللقب العشائري والديني والطائفي والقومي والحزبي ...... الخ

وفي ظل هذه الحالة المأساوية التي نعيشها تتجلى لنا حقيقة واحدة وهي اننا نفقد وطن وتأريخ وزمن رجال تركوا لنا عراق يكفي اسمه التأريخي بل مجده ومن قراءات تاريخية ارى ان هذه الحقبة التي نعيشها ربما تكاد ان تكون الاسوأ مع ما مر من كوارث وحروب وتدخلات وامراض لكنها لم تفكك النسيج الاجتماعي لعموم الدولة وارى في غيبة الرجال سببا لكي تسود هذه اللوحة السوداء والقاتمة .

وبدءاً من العلاقات الاجتماعية فهي قائمة على الفرقة والصراعات القبلية المتعصبة والقادمة عبر ارهاصات قبلية متخلفة كانت تعيش متخفية بالعقلية الريفية او البدوية وهي مصرة على ان تتولى بسط نفوذها على المجتمع وثقافته المدنية وكونها تمتلك روح العنف والبطش الناتج من تكوينها الضيق المرتبط بمجمل تناسقها وعيشها مع تربية الحيوانات والصراع على هذا الشبر من الارض او ذاك النهر او بسبب مرور هذه الدابة على ارض اخرى وبالتالي تسجل الوقائع هول الصراعات التي حدثت ولازالت تهدد المدينة وما يحيط بها وذلك بسبب فقدان منظومة الدولة وقوانينها الرادعة .

ويعتبر ما يحدث امتداداً لتأسيس الدولة حيث انتشار امية هذه المؤسسات السياسية التي تقود البلد واوصلته الى ما نحن عليه من تراجع مجتمعي تحت ولاءات تم ذكرها في سياق حديثنا وما توجه قيادات الدولة لبناء او محاولة بناء تحالفات اقليمية او دولية مع دول تتنافر اراداتها مع ارادة الشعب الا دلالة واضحة على فقدان التوجه الوطني وخلق تعددية في القرار او سلب محتوياته الوطنية وهذا ما نراه قد تجسد في سياسة الدولة والتي ضاعت مفاهيمها الاقتصادية والسياسية والقانونية واصبحنا امام كتلة من دولة تفقد القرار وتتكئ على هشاشة ارتباطها وتلون توجهها تحت الرضوخ لتلك الدولة او ذاك النظام .

اقول لو ان الدولة اسست لعلاقات وطنية خالصة وهي الاولى لبناء الاوطان وتكون العلاقات الخارجية تالية لذلك لاستطعنا بناء عراقنا والذي لن يبنى طالما يراد ان يؤسس بالارتباط هنا وهناك .

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter