|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  20 / 7 / 2016                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

ما المطلوب من الشيوعيين ان يفعلوا؟

عبدالامير العبادي   
(موقع الناس)

العراق شأنه مثل اي دولة في المنطقة تقاذفتها التيارات السياسية القومية والماركسية واخيرا الدينية ولكل من التيارات القومية والدينية ظروفاً لبقائها او اسباباً ادت في فترات استلامها السلطة وهي المتأمرة دوما على حجب قوى اليسار من قيادة اي دولة عربية وهذا ما شهدته العديد من الدول العربيه منها السودان واليمن والعراق في القرن العشرين والسبب هو التقاء مصالح هذين التيارين بالعداء للقوى اليسارية وتحديدا الشيوعية.

وما حدث في العراق من نكسة لثورة ١٤ تموز التي كانت الاكثر خصوبة في انتعاش الشيوعيين داعمين للزعيم عبدالكريم قاسم والذي لم يعط لهم اي حرية ولكنهم تمسكوا به قائدا وطنيا وبفعل انحناء القوميين والبعثيين ودعم رجالات الدين ودعم مباشر من المخابرات الاميركية والبريطانية وتدخل سافر لجمال عبدالناصر حدث انقلاب ١٩٦٣الذي قصم ظهر الحركة الشيوعية حيث فقدت غالبية شخوصها وقياداتها الوطنية بالموت والتعذيب والهروب خارج العراق حيث لم تعطى فرصة للحزب لاي دور قيادي للعراق اطلاقا واخر ما تبقى من قياداته لتلك المرحلة قيادات لم ترتقي لمستوى التغيير والفهم الستراتيجي لطبيعة المرحلة حيث وقعت في خطأ جسيم وهو التحالف المشؤوم بما سمي الجبهة الوطنية والتي خطط لها للقضاء على ما تبقى من الشيوعيين بعد احداث ١٩٦٣وفيها دفعوا المئات للموت والاعدام والهروب واختفى لهم اي بريق عدا الهاربين في شمال العراق وفي وقتها اكمل الكرد ما تبقى لهم حين بطشوا برفاقهم والذين حموهم ودافعوا عنهم لسنوات اضافة لكل ذلك هو انتهاء الاتحاد السوفيتي والذي ربما كان مساندا لهم في اوقات ولكن حتى السوفييت كانت لهم مواقف سلبية حين تتعلق بمصالحم الاقتصادية وهذه مواضيع سجل لها التأريخ وليست مدار بحثنا.

اما ما جرى بعد ٢٠٠٣ فيختلف فيه الباحثين بين رافض لاشتراك الشيوعيين في الحكم واخر قبل الاشتراك فيه ، ونحن نسأل الرافضين فيأتي القول ان العراق تحت الاحتلال وعلية يجب ترك العمل او مناهضة الاحتلال.

نحن نقول من هي القوى الموجودة في الساحة والتي كانت في المعارضة ولم تعمل مع المحتل اليست الحكومات التي تشكلت كلها ولدت من رحم المحتل ولها علاقات مع دول احتضنتها سواء اميركا او ايران اوغيرهما وما عادت الامور تحسب بهذه الحسابات اذ لامجال وبالذات للشيوعيين مقارعة النظام الا بالوسائل السلمية ضمن فسحة الديمقراطية المتاحه له .

هذا الجانب نقول ومع ان الشيوعيين وقعوا بين كماشات متعددة من العداء منها اميركا وما تبقى من التيارات القومية والبعثيين والاسلاميين ودول الجوار العربي وايران وتركيا وحتى الكرد اصدقاء الامس لم يعودوا اوفياء لهم لذلك فوجودهم ونهوضهم على بساطته يحسب لهم ومع ذلك نلاحظ ان لهم حظوة كبيرة وسط المجتمع وخاصة في جوانب الفن والمعرفة وكذلك السمعة الطيبة في الشارع على مستوى النزاهة والاخلاص اضافة لدورهم السلمي في الحراك المدني والشعبي الذي بدأت ثماره تظهر لذا فان رمي الشباك عليهم والتقول باشياء هي فوق الحجم والمنطق وليعطينا من يحمل بديل سياسي يعالج فيه الوضع في العراق غير هذا الاسلوب اقبل على جبينه واكون اول المنضوين تحت لواء افكاره ان كانت منقذه للعراق من البركان الذي ينفجر يوميا ويحيل الوطن الى ركام وما علينا الا اطفاء ناره التي لو استمرت تحرق الاخضر واليابس ومن له دلوا فهذا الشارع فاتح ابوابه لمن يريد ان يكون ناطقا باي توجه وطني وتحت اي مسمى وكفانا شر التخرصات والتنظير الذي عفى عنه الزمن.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter