|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

 الأثنين  16 / 12 / 2013                                 عبدالأمير العبادي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اشياء يكرهها الشعب العراقي

عبدالامير العبادي   

عندما استحوذ الغرباء على العراق لم يكن يحدو الامل اي عراقي ان هناك ثمة من دخل العملية السياسية يرسم صورة وضاءة للوطن السليب حيث جبل هؤلاء على زرع كل ما يسيء لشعبنا وقد اريد له ان يمزق نسيجه الاجتماعي وتفكيك بناءه وقاعدته الاقتصادية وفقدان المصداقية السياسية بكل من تسنم زمام الامور الى ان وصلت حالة الاحباط لدى المواطن حيث تولدت الكراهية وغابت عنه المصداقية في العديد من الامور الحياتية ويمكن تلخيصها كما يلي:-

1- العملية السياسية : وقد عودتنا النخب القائدة انه لم تكن هناك عملية سياسية تقود البلاد بل هي جملة من الصفقات التجارية بين الذين ارتضوا لان يكونوا مطية بمن صنع الوصاية عليهم واستمروا باوامره ابتداء من اميركا وايران وتركيا ودول الخليج , لذلك فأن كراهية العملية السياسية اصبح المقدمة الاولية لرفض ما تلاها.

2- الدستور : هذا الدستور الذي لا يعرف الشعب كيف سُنّ وكيف كتب حيث كتابته المسمارية الضائعة بين الماء والصحراء والسهول والجبال بين الصدق والكذب والوعود التعجيزية والتي اطلق عليها جزافاً مواد او قواعد قانونية وهي مكب للمشاكل وخالقة للاحتراب والتمزيق وحيث ان غالبية مواده موعودة بسن قوانين مكملة الا انها لم تسن ولم تكمل ولذلك يأس المواطن من دستوره وهو ينظر كيف تسن الدساتير في العالم واخرها الدستور المصري الذي احتوى مواد تجاوزت 230 مادة وهي ترسم صورة لمستقبل مصر اما مستقبلنا العراقي وفي ظل الدستور فهي رحلة الى المجهول اضافة كراهية المواطن لدستوره.

3- الديمقراطية : جزافاً تطلق عملية ديمقراطية بل بلاد الفوضى بلاد التعكز وراء الحزبية واني لاتحدى رئيس قائمة او حزب سواء الاسلامية والعلمانية ان يتبدل القائد فهذا حزب الدعوة المتمسك بقيادة المالكي حد النخاع والمجلس الاعلى والتيار الصدري والقوى الكردية حيث منذ 2003 لم نرى سوى قيادات ثابتة حصلت على طابو بقيادتها لقواعد احزابها وهذا دليل على عدم وجود الديمقراطية ومن ذلك ايضا الانتخابات المقررة نتائجها سلفاً وموزعة بين الكتل الكبيرة مبنية على استغفال الناخب العراقي تارة واخرى من خلال حسم الاصوات والتوزيع من قبل المفوضية غير المستقلة , هذا الذي جعل المواطن يرفض سلفاً اللعبة الانتخابية والتي ابتدأت نتائجها بانتخابات المجالس المحلية والتي لم تتجاوز في احسن احوالها 40% والتي ولدت صراعات بين المجالس المحلية لا زالت المحكمة الاتحادية تنتظر اصدار قراراتها بفشل تلك المحافظة او ذاك المرشح وهذا ايضا انعكس سلباً لدى المواطن الذي اخذ يرفع صوته عالياً لن اشارك (كرهت الانتخابات).

4- التعليم والثقافة : بانتشار الامية وتدني المستوى العلمي وتخلفه عن باقي الامم اذ انتشار ظاهرة تزوير الشهادات وضعف التدريس وكثرة المدارس الاهلية وانتشار ظاهرة الغش بين صفوف الطلبة القى بضلاله على العملية التربوية والتي اريد لها ان تقع ضمن المحاصصة الطائفية فالتعليم شيعي والتربية سنية وهذا عجب في بلاد كان منار للوحدة والاخاء وبنظرة مبسطة للتعليم نرى انعدام الرؤية التربوية وعدم الحرص على وقت التعليم اذ ان غالبية ابناءنا الطلبة تخندقوا وتمترسوا بالطائفية نتيجة قيادات التعليم وفشل المناهج العلمية التي تواكب العلم والانسان ولابد من الاشارة الى ان الثقافة ايضا هي صنو للتعليم حيث نلاحظ انعدام المستوى والمؤسسات الثقافية حيث هدمت السينما والغيت المسارح والنوادي الثقافية وكبت الحريات الثقافية تحت مفهوم ان الثقافة هي رجس من عمل الشيطان لانها تزيف وعي الناس وتجعلهم يتناسون تاريخهم وموروثهم البكائي وبحجة ان النوادي الثقافية والمسرح والسينما تجر الناس الى الرذيلة من هنا وخوفاً من بطش القوى المتخلفة والتي هي على هرم القيادة اخذت القوى المثقفة تغادر العراق كرهاً من هذا النظام المتخلف.

ان تلكم الاشياء كلها تنسجم مع رؤية قياديي العلمية السياسية ولذا كان المنطقي ان يقف العراقي رافضاً توجه هذه القوى رافعاً صوته الرافض والمنادي بالخلاص والتحرر من ربقة هذه السياسة وساستها والدخلاء عليها والذين اكتنزوا المغانم ورفضوا المصالحة مع الشعب وتقديم الخدمة له.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter