| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

أ.د. عبد الاله الصائغ
assalam94@gmail.com
 

 

 

 

الأربعاء 4/2/ 2009



معلمو النجف الاشرف في اربعينات القرن العشرين وخمسيناته
الفرزة الثانية

عبد الاله الصائغ


مخطط تقريبي لمدرسة الغري الابتدائية الاهلية في النجف الاشرف
مفتتح الخمسينات من القرن العشرين

فهرست مباحث الفرزة الثانية
اولا / معلمو الغري وجه آخر لطموح النجف الاشرف للتحديث وبرمها من التحجير
ثانيا / النجف تتحدى كتل الكونكريت المسلح بمدرسة الغري الشفافة
ثالثا / هادي مواشي لم يكن معلما اعتياديا بل كان مدرسة متميزة
رابعا / نحب النجف لأنها حاضنة الديموقراطية ومقبرة السلفية
خامسا / مدرسة غازي الابتدائية حاضنة ابداعية ونضالية
سادسا / الله محبة والدين محبة والوطن محبة والنجف محبة

ملاحظة رتبنا فهرست مباحث الفرزة الثانية استنادا الى عدد مناسب من الرسائل التي وصلتنا وقد اخترنا منها في هذه الفرزة ستا لاعتبارات منهجية :

1. من سماحة الشيخ صلاح الشيخ محسن الخالدي
حضرة الدكتور عبد الاله الصائغ
تحية من النجف الاشرف التي انجبتك واحبتك
قرأت الفرزة الاولى من معلمو اربعينات القرن العشرين وخمسيناته فهالني انك تتحمس الى مدرستك مدرسة غازي الابتدائية وتهمل المدرسة الام وهي مدرسة الغري الاهلية وقد اكون قد استعجلت في نقدك ولومك فربما وضعت القول في مدرسة الغري للفرزة الثانية

السادس من صفر 1430
الموافق للتاريخ الميلادي الغربي الأول من شباط 2009
النجف الاشرف
الشيخ صلاح الخالدي

2. الدكتور محسن جميل علوش
جامعة عنتر دبوب السنغال
حضرة البروفسور الصائغ
كل الحب لك والتقدير مني ومن اعضاء قسم الجغرافية السياسية في الجامعة
انني وبعد ان قرات الفرزة الاولى من معلمو النجف ومن قبل قرأت كل ما كتب عن النجف بيراعك المبارك ولي امنية ارجو ان تحظى بجوابك وهي كيف حوربت مدرسة الغري كمشروع حضاري تقدمي من قوى الظلام والسلفية في النجف
ختاما لك مني ومن الزملاء تحية المحبين

أ. د. محسن جميل علوش

3. رسالة من الفنان التشكيلي الرائد الاستاذ سعدي الكعبي
الاخ العزيز عبد الاله الصائغ
تحية طيبة من زميلك سعدي
لقد قرات ما كتبته في معاناتك لكتابة ماجالت به ذاكرتك عن مدرسة غازي والساده الافاضل معلمي مدينة النجف والكوفة اهنئك على هذ ه الذاكرة الرائعة
لقد استمتعنا كثيرا وعدت بنا الى ذكريات الصبا وشخوصها ورائحتها وحلاوتها و و و و.
لقد استذكرت زملائي زامل مطرود الكعبي والذي هو الان في الجزائر وسعيدالوئلي وسعيدالحداد واخوه محمد ومعطي جبر ونوري جعيبة
وهناك معلمين لم ياتي ذكرهم مثل المعلم امان اختصاص صف اول والمعلم السيد جواد الموسوي والمعلم زاير معلم العربي والمعلم محمد رضا معلم الصف الرابع كلهم كانو في مدرسة غازي
انني اتذكرهناك تلميذ اسمه عبد الاله ويصطحب معه اخوه واتذكر كان بيتهم في عقد جبر الليباوي لا ادري هل انت المقصود بذاكرتي ؟ ارجوالمعذرة من ضعف ذاكرتي فانا في الثانية والسبعين ولكن
اسمك يتردد دائما في الوسط الادبي فيثير انتباهي واحيانا يستفز ذاكرتي ولكن دون جدوى واليوم مسكت بعضا من خيوط ذاكرتي المقطعة

سعدي الكعبي
جنوري 200930
www.saadialkaabi.com

4. رسالة من الاستاذ البحاثة ذياب مهدي آل غلام
ايها المتألق دائما يا قطب العشق النجفي العراقي
لا اطيل لكوني قلق والأمل يحدونا للانتخابات ونتائجها
هي خوش فرزه وعندي طلايب ما تكفي الليل بس من الستينيات وشيل أيدك...... اما استاذي وزميلي ورفيقي وصديقي رحمة الله عليه فلقد توفى في بغداد ولقد رأى سقوط طاغية العصر بعينه وكانت امنيته هذا المواشي هادي الشيوعي الملتزم والصامد وله فضل كبير عليّ حيث تعلمت على يديه اصول الرسم واصبحت فنانا على مستوى العراق وهذا له موضوع مطول هادي المواشي الفنان والمحامي ومكتبه للمحاماة وبجنبه مكتب الخطاط المواشي في محلة سيد سلطان علي على جانب شارع الجمهورية مدخل اعدادية النضال في بغداد ثم فتح مكتب مقبل الاتصالات في السنك شارع الرشيد في العمارة التي كان فيها محل الخياط والفنان الملحن الكبير الراحل محمد نوشي وقبل(هروبي) خارج العراق كنت التقيته وهو يعزني كثيرا لكوني من تلاميذه المبدعين فنا وذكاءا ومشاكسا ومتغاوي هواي هواي؟؟؟ لكن بسيط وشفاف لحد اللعنة؟ اوف ابو جدان هيجت كل حشاي الله الله كيف تتقد جمر الذكريات من تلزم المحراث للتنور وتنبش من الرماد اطلع جمر الله الله عليك من مبدع وانتظرني

أبن غلآم ذياب الصائغ
thiab11@yahoo.com

5. رسالة الاديب الكوردي الاستاذ دانا جلال
والدي الحبيب البروف د. عبد الاله الصائغ
تحياتي ومحبتي
لقد نفذ ابنكم دانا جلال الامر وتشرف بالنشر
والدي الحبيب سمعت مرة بان احد النقاد قال اذا ماتم تهديم لندن كاملة فاننا يمكننا ان نبنيها بكامل تفاصيلها من خلال رواية الصخب والعنف لجيميس جويس
نعم يا والدي
النجف ومدن الكدح الجنوبية لاسمح الله لو تعرضت لنسيان الجغرافية والفضاء المكاني فاننا يمكن ان نعيد تركيبها وبنفس دقتها من خلال كتاباتك ايها الوالد الجميل

swedana2000@gmail.com
دانا جلال 30 جنوري 2009

6. رسالة من الدكتور الطبيب ليث محمد الحسيني
ا.د عبد الاله الصائغ المحترم
تحية طيبة وبعد
لقد تابعت مقالاتك المنشورة في موقع كتابات الالكتروني وانا معجب بها غاية الاعجاب, بارك الله بكم وبالتوفيق

laith_alhuseini@yahoo.com
الدكتور ليث محمد الحسيني
تدريسي سابق في كلية طب الكوفة وتدريسي حاليا في كلية طب الديوانية

اولا / معلمو الغري وجه آخر لطموح النجف الاشرف للتحديث وبرمها من التحجير
الجواب على رسالة سماحة الشيخ صلاح الشيخ محسن الخالدي
استحوذت مدرسة الغري الاهلية على بؤرة التوريخ لمدارس النجف ! مع ان هاتين المدرستين الغري وغازي كانتا مدرستين نضاليتين من اجل التنوير ومقارعة الفكر الظلامي البائس ! فمثلا مدرسة الغري كما مر بنا سواء في فرزة معلمو اربعينات القرن العشرين وخمسيناته في النجف الاشرف الاولى او في مسلسل النجف الاشرف مهد الحضارة والتنوير ! نعرف الكثير عن تفاصيل تاسيسها ومحاولات تخريبها من قبل الدعاة الى الانغلاق والانكفاء على العلوم الطائفية ! ولعل اروع من تحدث عن مدرسة الغري وارخ لها من موقع شهادته هو المؤرخ الجليل السيد محمد علي كمال الدين في كتابه النادر المثيل النجف في ربع قرن منذ سنة 1908 طبعة دار القاريء بيروت 2005 برعاية وتحقيق صديقنا الاستاذ كامل سلمان الجبوري الذي اسس برفقة صديقنا الشهيد المغيب الاستاذ عبد الرحيم محمد علي متحف النجف الوثائقي لثورات النجف وبخاصة ثورة 1920 فالسيد محمد علي كمال الدين المولود في النجف سنة 1900 والمتوفى في بغداد 1966 كان واحدا من ابرز مؤسسي الغري ومديريها ! جاء في ص 86

حضرة وزير المعارف المفخم
بواسطة حضرة قائمقام النجف المحترم
نعرض اليكم منهاج مدرسة الغري والعلوم التي ستدرس فيها :
ادبيات اللغة العربية / المعلومات الدينية / التاريخ / الرياضيات / الطبيعيات / الجغرافية / اللغات الحية وبخاصة الانكليزية / الرسم والاعمال اليدوية / الرياضة البدنية والالعاب وكرة القدم / الخطابة / الاناشيد
المعروض :
اننا لما راينا الاقبال الشديد من سكان النجف الاشرف على العلم والتعليم على الطراز الحديث وان ليس هناك معهد علمي يتلقى فيه ابناؤنا العلوم على الطريقة الحديثة فتفوق مداركهم وتثقف عقولهم سوى مدرسة ابتدائية اميرية واحدة وحيث ان هذه غير كافية لجمع شتات الكثيرين الذين يتعطشون لتحصيل العلم من ابنائنا مست الحاجة الى انشاء مدرسة اهلية ابتدائية تدرس فيها العلوم المندرجة اعلاه ليلا للشباب ونهارا للصبيان وقد دعوناها باسم مدرسة الغري وستكون لغة التدريس فيها اللغة العربية الشريفة وعينا لها مديرا مسؤولا من ادباء النجف الافاضل وهو السيد حسين كمال الدين آملين من وزارة المعارف المحترمة ان تتفضل بمنح الرخصة لفتحها في القريب العاجل وها نحن مستعدون لكل ما يلزم لانشاء هذه المدرسة ومستمرون على التبرع لها من الاهلين والمحسنين والأمر اليكم
تواقيع
سعيد كمال الدين يوسف عجينة يحيى الحبوبي كاظم السيد علي
محسن عجينة كريم السيد سلطان

هامش بخط حسين السيد عيسى كمال الدين وتوقيعه جاء فيه
قبلت متبرعا ان اكون مديرا مسؤولا عن مدرسة الغري
التاريخ 22 كانون الاول 1921
وجاء في ص 87
وقد تبرع النجفيون بكمية قليلة من المال ! تداركتها اريحية الشيخ جاسم آل جياد من الشامية فتبرع بمبلغ ايجار المدرسة لمدة سنتين مهما كبر المبلغ وكان وبمرتب شهري قدره عشر ربيات وعند تأخر الإجازة من وزارة المعارف صمم السيد سعيد كمال الدين على المباشرة بفتح المدرسة فاستؤجرت دار السيد ابراهيم الفاضلي في محلة المشراق وجمع بعض الاثاث من بعض الاعضاء وبديء بتسجيل الطلاب المسائيين قبل كمال صنع الاثاث وخط عنوان المدرسة وبوشر بالتدريس المسائي في 26 شباط 1922 وكان اول درس تلقاه الطلاب كان من المعلم محمد علي كمال الدين ( مؤلف الكتاب ) وحين اختلفت الاجتهادات في سبب تلكؤ وزارة المعارف عن ارسال الايجازة قال السيد سعيد كمال الدين قولته المشهورة ( لابد أن نعلم وزارة المعارف ما لا تعرفه ) وبعد سنة وافقت وزارة المعارف ثم عملت احتفالية كبرى لافتتاح القسم النهاري وكانت بطاقة الدعوة باسم السيد سعيد كمال الدين بوصفه رئيس الهيئة العلمية لمدرسة الغري كان ابتدا الاحتفال الكبير صبيحة منتصف شهر مارت 1922 وكان عريف الحفل السيد سعيد وقد القى الدكتور محمد مهدي البصير خطبة حث فيها المدعوين على التبرع وبلغ ما تبرعوا به اربعة آلاف ربية اي ثلاثمائة دينار وقد تم تعيين الملا سلمان وجعفر الكيشوان معلمين في الغري وبدات الدراسة في اليوم نفسه بعد انصراف المدعوين ! وهكذا تالفت هيئة التعليم من : يحيى قاف افندي الموصلي مديرا للمدرسة
السيد جعفر الكيشوان / الملا سلمان الملا علي / الشيخ عبد المنعم العكام / محمد علي كمال الدين / السيد قوام الدين نجم الدين !
من هو يحيى قاق الموصلي الذي اقتحم النجف وصار اول مدير لاول مدرسة عصرية ؟ كان السيد يحيى قوميا متطرفا متخرجا من دار المعلمين فترك ادارة مدرسة الكفل الاميرية وقدم استقالته منها ! واحب النجف والغري وكان يلقي الخطب الرنانة فيزداد الطلبةحماسة ثم استحدث درسا مهما جدا وهو تعليم الالف باء وقرر تدريب بعض المعلمين لتاهيلهم وكان من الثقة البالغة بقدراته انه كان يتحدى ويقول استطيع ان اعلم الامي القراءة والكتابة في ثلاثة اشهر وبذلك تقدمت الغري تقدما محسوسا واحدثت اعماله وخطبه بين المعلمين والطلاب واحيانا ذويهم انقلابا في مدينة النجف وقد هيج هذا الاداري المتحضر الراي العام واثار حسد بعض الوحانيين والمتقشفين في الدين الامر الذي حدا باحد طلاب الغري المسائيين ان يستفتي عالما ايرانيا فافتى هذا العالم الايراني بحرمة الدراسة الحديثة مما اضطر هيئة مدرسة الغري الاسنتجاد بعالم عربي كبير هو الشيخ احمد كاشف الغطاء فنقض فتيا الايراني بفتيا تحلل الدراسة الحديثة وتحث عليها ! وتعارضت هاتان الفتييان واحبط سعي الرجعيين غير ان الرجعيين سلكوا مسلكا آخر فاغروا روزخونا عربيا كي يحارب مدرسة الغري وكان مستاجرا من بعضهم ! فارتقى المنبر في الصحن الشريف وطعن بالمدرسة والهيئة والطلاب والمعلمين فرد عليه الطلاب علانية وبشجاعة ثم شكته المدرسة الى الحكومة فرجع واعتذر على المنبر وطلب من المدرسة ان تصفح عنه ! وبفضل ابن الموصل يحيى قاف اعتبرت الاشهر القليلة التي قطعها المعلمون في التدريس سنة كاملة وهي سنة التأسيس ! ويقول المحامي الاستاذ صادق جعفر عزوز الفتلاوي من بغداد في تعقيب مهم نشر في موقع المدى الاغر قارن اللنك لطفا
http://almadapaper.net/paper.php?source=akbar&mlf=interpage&sid=51251
( ... فحسب المعلومات المتوفرة لدي ان الشخص الذي عين مديرا للمدرسة (يحيى موصلى) هو الراحل يحيى (ق) الشيخ عبد الواحد احد ابناء الموصل الشوس والذي كرس كل حياته في سبيل وطنه وشعبه وكانت خاتمة وقفاته الوطنية في مكافحة ومقارعة الاستعمار والرجعية ان قدم حياته قربانا لشعبه اذ توقف قلبه المفعم بحب العراق عن الخفقان في نيسان عام 1966 في سجن الحلة حيث كان يقضي وهو في شيخوخته عقوبة فرضتها عليه حماقة عارف والرجعية المقيتة. وعند تعيينه مديرا لمدرسة الغري كان في وقتها خارج الخدمة اذ اعتزل الوظيفة كمعلم اثر زيارة الملك فيصل الاول لمدينة الموصل وتعرض (وكان عريفا لحفل اقيم على شرف الزيارة المذكورة) بكلام ازعج الملك ومرافقه ممثل الانتداب. وعز على رجال ثورة العشرين تركه واعتزازا به كرموه باناطة ادارة المدرسة له .. إ . هــ ) والقاريء الكريم من خلال حسه التاريخي سيجد اسماء السادة المتبرعين يمثلون بجدارة اشارة حاذقة ناطقة الى ميول الكثير من متديني النجف واهاليها الى تحديث الحياة في النجف وبضمنها الدراسة فمن هؤلاء المتبرعين مثلا :الوزير الحاج محسن شلاش وزير المالية والصحفي الكبير يوسف رجيب والزعيم الوطني سعد صالح جريو ورئيس الوزراء صالح جبر وخطيب ثورة العشرين وشاعرها دكتور محمد مهدي البصير ! بل وسيتلمس القاريء الكريم ان المتبرعين من الشيعة المحسوبين على التيار الديني فجاء انتسابهم الى قبائلهم القوية الكبيرة الضاغطة رسالة بليغة الى ميل اكثرية قبائل النجف الى تحديث الدرس والا مثلا ما اكثر المدارس الدينية عهدذاك وعهد هذا فلماذا يكثف الغيارى جهودهم لفتح مدرسة حديثة تخضع لمنهج عراقي مركزي ! الحاج محسن شلاش/السيد ابراهيم السيد باقر/ امين شمسه/ ضياء الخرسان/ عبد الصاحب هويدي/ حميد زاهد/ مكي الشكري/ عبد الرزاق الحاج مسعود/ حميد الحاج احمد مرزه/ حسن الحاج احمد مرزه/ محمد مرزه/ عزيز عجينه/ علي الكافي/ الحاج عبد الرسول شريف/ وسف رجيب/ غني الششترلي/ عيسى الخلف/ الحاج رؤوف شلاش/ جعفر حسين مرزه/ مهدي عجينه/ الحاج عبد الرزاق شمسه/ الحاج جعفر شمسه/ الحاج علي كبه/ السيد نوري كمونه، السيد ناصر كمونه، السيد هاشم كمونه، الشيخ علي الجواهري، الشيخ عبد علي الطرفي، محمد باقر زوين/ محمد الحاج عبد الله/ السيد عبود مهدي / السيد حسن جريو/ كردي ابو كلل/ تومان عدوة/ عباس ابو شعير/ هادي جلو/ مفيض الحاج سعد/ السيد قاطع العوادي/ محمود الشاهبندر / السيد سعد صالح جريو /د. محمد مهدي البصير/ صالح جبر/ محمد الباقر وللمستزيد مراجعة ص 92 وبعدها من كتاب السيد محمد علي كمال الدين ! لكن الفكر السردابي القبوري لن يستسلم ولم يدع رياح الحضارة تهب على المجتمع النجفي المتطلع اكثر من غيره للضوء والمعرفة ! فما الذي حدث بحق السماء ؟؟ يقول السيد الاستاذ محمد علي كمال الدين تحت عنوان صارخ وبالحرف اياه ص 98
الجواب على رسالة الدكتور محسن جميل علوش مع التحية والتبجيل

ثانيا / النجف تتحدى كتل الكونكريت المسلح بمدرسة الغري الشفافة
الجواب على رسالة أ. د. محسن جميل علوش
حضرة الدكتور الفاضل كثيرة هي محاولات اغلاق مدرسة الغري لانها كانت شرخا في جدار سميك وكانت خشية الغوغاء والظلاميين هي ان تفرخ مدرسة الغري مدارس رسمية اخرى وقد حدث فامتلات النجف بالمدارس الحديثة ! وكان الظلاميون يخشون ان يتشجع الباقون فيجرأوا على افتتاح مدرس للبنات وعندها تحدث الطامة كما يروجون ويرجفون ويشاء الله ان يثبت احصاء مديرية معارف اللواء سنة 1965 ان عدد طالبات المدارس الابتدائية زاد كثيرا على اعداد طلاب الابتدائية الذكور ! بل فتحت متوسطات للنساء وثانويات وثمة كلية تربية البنات في النجف وكليات الفقه والآداب والقانون والفنون والطب تقبل الذكور والاناث على حد سواء !! ولذلك سوف اكتفي بحادثتي شغب ضد مدرسة الغري العتيدة :

الشغب ضد مدرسة الغري
الحادثة الاولى
في منتصف السنة الدراسية 1922 حدث شغب عنيف كاد ان يقضي على المدرسة بل على النهضة الحديثة وعوامل هذا الشغب كثيرة متنوعة متلابسة شجعتها الصفوف المسائية التي احدثها معلمو الاميرية وانفصال يحيى قاف وشدة المدير الجديد في النظام ومن هذه العوامل فصل بعض الطلبة المسائيين لعدم نجاحهم ومنها النعرة الطائفية لدى بعض موظفي الحكومة ومعلميها ومنها تحرشات بعض المنتمين للدراسة بعواطف بعض الرجعيين الدينية ومنها استعمال الكلبة الكشافة للخوذة والسروال القصير ومنها تدريب معلم النشيد احمد يحيى للطلاب على الفيفرة اي الناي وتشكيل فرقة من عازفيها ومنها استعمال الآلة الموسيقية (الأرغن ) مع فرقة الفيفرة في رواية ممثلة اقامتها المدرسة ومنها النعرة العنصرية المتحفزة لدى بعض العناصر الاجنبية في النجف ومنها الحسد القاتل في نفوس بعض الناس ضد اشخاص صارت لهم حضوة او ظهور لدى المجتمع ! إن هذه العوامل كونت كتلة قوية ضد المدرسة ظاهرا وضد النهضة حقيقة وقد وجدت هذه الكتلة في الروزخون المرحوم السيد صالح الحلي عنصرا قويا لإثارة الرأي العام ضد المدرسة وادارتها بما يلقيه من خطب رنانة ومواعظ مثيرة في الصحن الحيدري الشريف ليلا فعملت معه صلة سريةلتحركه كيف تشاء والحلي معروف في جميع الاوساط بعدم التورع حين يطعن في الناس مع توجيه اقبح التهم اليهم مهما بلغوا من الفضيلة وحسن السيرة والتدين ويسلك في ذلك طريق الارشاد الديني والمصلحة العامة وبذلك اتسعت دائرة المعارضين للنهضة الحديثة من مختلف الطبقات واخذ يهيب بالعامة مناديا من فوق المنبر ان يتجمهر الناس ويضربوا الاحرار ويخربوا مدرستهم ! ومن اجل ذلك حدث انشقاق بين الناس وتبلبلت الافكار وازداد الجدل والنزاع بين الافراد والجماعات في الاسواق والاماكن العامة والخاصة ووقع شجار بين الفتيان فتشاكوا به الى الشرطة والمحكمة وتفاقم الامر حتى حتى ادى الى التجمهر فتوارى بعض الاحرار وتصلب معظمهم وحمل السلاح سرا ليحمي نفسه او ليحمي السيد سعيد الذي كان هدفا للناقمين ولكن عقلاء المتجمهرين ابرقوا الى وزارة الداخلية والى وزارة المعارف كما اشتكى الاحرار الى المتصرف والحكومة المحلية غير ان نشاط الاحرار وصلتهم بالمتصرفية بواسطة علي كمال الدين مدير المدرسة الفيصلية وصلتهم ببغداد بواسطة السيد حسين كمال الدين الموجود هناك حمل متصرف لواء كربلاء الاستاذ مولود مخلص باشا ان يحضر بنفسه الى النجف ويوقف بعض المتهوسين ويغرمهم .

برقية بتاريخ 2 شباط
كربلاء مدرسة الفيصلية كما ل الدين : في صباح اليوم احتشد الغوغاء بايعاز من صالح الحلي وضربوا صالح شمسة وسواه ! بلغ المتصرف رجاء
رزاق الحاج مسعود

رسالة مستعجلة
سعادة الرجل الكبير متصرف لواء كربلاء المفخم
ترون طيه نفس البرقية الواردة باسمي الآن من كاتب الهيئة المؤسسة لمدرسة الغري المدعو عبد الرزاق الحاج مسعود ولا يخفى عليكم ان الــــ ........ ....... ............... من المشاهدة ذوي السلاح اعتدو ا بالضرب على صالح شمسة احد معلمي مدرسة الغري في النهار وهو من عائلة شريفة تسكن محلة الشمرت .......... هذه هي اعمال السيد صالح الحلي الروزخون وتقبلوا فائق احترامي سيدي
ملاحظة ان الضرب لم يقع على المعلم صالح شمسة وحده بل شمل غيره من متعلقي المدرسة

توقيع محمد علي كمال الدين

الشغب ضد مدرسة الغري
الحادثة الثانية
ص 105 المصدر نفسه
عندما زار الملك فيصل الاول مدينة النجف كان التيار المحافظ قد اعد لافتات وهوسات تعلن ان مدرسة الغري غير مرحب بها وان هيئتها التدريسية ذات توجهات تحتقر خصوصية المدينة ! لكن الملك فيصل الاول وهو سليل اسرة دينية لم يرتح لاطروحات التيار المحافظ المتشدد ! وصارح الوفد الذي طلب الانفراد به صارحهم بان المملكة منحازة الى علوم العصر وانه يرفض مثل هذه الافكار ! ثم استقبل الملك وفدا يمثل هيئة مدرسة الغري النهضوية فرحب بهم الملك وصافحهم واحدا واحدا واعلن انه مع تطوير مدرسة الغري مهما كانت العقبات واعلن تكفل المملكة بتكملة البناء والتاثيث ! وقد اكتشف الملك ان التيار المتشدد يقوده علماء ايرانيون لايفقهون العربية وكانوا يجدون التشجيع العلني من القنصل الايراني اما التيار النهضوي فيقوده عراقيون غيارى وكانت القطيعة على اشدها بين العناصر الفارسية وهي تشكل ثقلا دينيا واقتصاديا واجتماعيا وبين العناصر العراقية التي كانت واجدة تشجيعا خفيا من البلاط الملكي ! وقد شاهد الملك بنفسه مظاهرتين فارسية وعراقية وقد اقتتلتا امام موكبه الملكي ! وكان الوضع قبيل وصول فيصل الاول مكيفا للانفجار المدوي فكل طرف مسلح ومسنود كما بينا والنجف بيئة شديدة الحساسية وقد حدث ان البلدية قررت تزيين النجف احتفاء بزيارة الملك بوضع الاعلام العراقية وسعفات النخيل والزهور والزرقورق فيالطرقات والاسواق فاغتاض الفرس منذلك وعلق احدهم بتوجيه من الجالية الايرانية علم المملكة الايرانية وكان كبيرا جدا بحيث حين علق على مدخل السوق الكبير كان يخط على الارض بحيث يمس رؤوس المارة بل ويمس رأس الملك فيصل الاول ثم نشر الايرانيون من سكان النجف صور شاه ايران في كل مكان بحيث هاج النجفيون وقرر طلبة مدرسة الغري المسائية وكانوا كبار السن قرروا انزال العلم الايراني فالنجف ليست مدينة ايرانية وهم ضيوف وعليهم احترام القومية العربية التي تمثل سكان النجف ! وحين اصرت مجموعة من الايرانيين على عدم انزاله بحجة ان الحرية حق مكفول للبشر هجم جمهور النجف هجمة رجل واحد وانزلوا العلم وداسوه باحذيتهم واعتدوا على الايرانيين بالشتائم فاضرب الايرانيون عن العمل وكانوا يمثلون لوبي معيشي فمنهم الخباز والقصاب والبزاز وصاحب المطعم ومالك سيارات الاجرة واجتمعوا في دار الميرزا ومعهم القنصل الايراني وكلفوا القنصل الايراني ان يخبر الحكومة الايرانية بهوان الجالية الفارسية في النجف اثر تصاعد العصبية القومية كردة فعل للعصبية الصفوية وان يكتب القنصل احتجاجا شديد اللهجة للحكومة العراقية ! وحين علم مولود مخلص متصرف كربلاء بالتطورات الخطيرة ارسل القائمقام ومدير الشرطة الى بيت الميرزا حيث يتجمع الايرانيون الغاضبون المضربون ووصلا الى هناك ولم يرحب بهما كما ينبغي ومع ذلك قدما اعتذارا باسم الحكومة المحلية واسفا على ما حدث وقد قدم الايرانيون قائمة باسماء نجفيين عراقيين متهمين بكراهية الفرس وعملية انزال العلم الايراني تحديدا فتسلمها القائمقام ومدير الشرطة واعتقلا جل الاسماء الموجودة في القائمة كنوع من الترضية غير العادلة لكن القنصل الايراني كلف احد المحتجين الموجودين في بيت الميرزا واسمه سيد علي شاه طالبي ليوصل رسالته الى الحكومة الايرانية على وجه السرعة وكان مما جاء في الرسالة ان قائمقام النجف اعتقل بعض المتعصبين ضد الفرس وترك البعض الثاني من شيوخ المدينة واعلامها مثل السيد ابراهيم المرعبي ويوسف رجيب وعبد المهدي البرمكي وهكذا صدرت اوامر الحكومة الايرانية باغلاق القنصلية الايرانية وتهجير الايرانيين من النجف الى ايران كنوع من الغضب الدبلوماسي الصفوي ! وكانت هجرة الفرس قد شكلت شللا ليس في اقتصاد النجف فحسب بل في الاقتصاد العراقي لكن النجف تنفست الصعداء وسجلت مدرسة الغري انتصارا رسخ مكانتها في المجتمع .

ثالثا / هادي مواشي لم يكن معلما اعتياديا بل كان مدرسة متميزة
الجواب على رسالة الصديق الباحث والشاعر ذياب مهدي آل غلام
حضرة الحبيب الغالي استاذ ذياب ستظل روحي دائما تهفو الى علمك واضافاتك التي تنطلق من امانتك التاريخية وذاكرتك البصرية الفخمة وعلاقاتك الوسيعة والعميقة مع رموز النجف ولذلك حين افتح بريدي افتتح القراءة بك لما اعرفه عنك وربما يجهله الكثيرون ! واه يا ذياب لقد قتلتني حين انهيت الي وفاة المعلم الكبير نضالا وفنا وطموحا وخلقا الاستاذ هادي مواشي فلقد كان والله غرة ولايتنا غرة نظيفة بيضاء متميزة في وسط كان يرى البدعة ضلالة والحداثة عمالة والشجاعة سفالة ! هادي مواشي كان قدوتي حين ادرس طلبتي في جامعات الموصل والمستنصرية والكوفة وليبيا والمغرب واليمن وامريكا ! كنت اتحدث لطلبتي عن النماذج العليا في حياتي المضطربة فكيف تقول ان هادي مواشي مات ؟ وماذا افعل ياربي بعواطفي نحوه التي لم تزدها السنون الا اوارا ! ليرحمك الله ياهادي مواشي فقد كنت كبيرا وشاهقا . وكم ستغدق موسوعتي الثقافية لو كنت تحتفظ بصورة لهادي مواشي العظيم وكنت احتفظ بصور له تجمعنا هو المعلم وانا التلميذ الابتدائي وزميلي الجميل طالب الرويشدي وهي ايضا في ارشيفي الذي تكفل بايصاله الي الصديق العزيز استاذ سلام الياسري !
ايها الحبيب ذياب لقد قدمت للسيرة معلومات مهمة جدا جدا عن المواشي فمنك عرفنا مثلا :
انه بكالوريوس حقوق وانه فتح مكتبا للمحاماة وبجنبه مكتبا للخط في محلة سيد سلطان علي و على جانب شارع الجمهورية مدخل اعدادية النضال في بغداد والسؤال هو ن مثل معلمي المواشي حذقا في المحاماة والخط معا ! .
ومنك ياذياب الحبيب عرفت ان الاستاذ هادي مواشي فتحا مكتبا في مكان ثان مقابل مركز الاتصالات في محلة السنك شارع الرشيد في العمارة ذاتها التي ضمت ايضا محل الخياط والفنان معا الملحن الكبير الراحل محمد نوشي
بوركت ياذياب وجزاك الله عني خيرا .

رابعا / مدرسة غازي الابتدائية حاضنة ابداعية ونضالية
الجواب على رسالة الفنان التشكيلي الرائد الاستاذ سعدي الكعبي
حضرة الفنان الكبير سعدي الكعبي المحترم
ما اسعدني برسالتك والله وعذرا على انني سهوت اسمك زميلا جميلا في مدرسة غازي الابتدائية وان كنت نسيت وجوها مهمة كوجهك الوضيء مع عتابي لذاكرتي ولكنك نفعتني بما اكتنزت به رسالتك الغراء وها انني اجيبك ايها الفنان الشاهق الذي نفخر به نحن العراقيين دون استثناء
سيدي الذاكرة وحدها لا تكفي وكنت انتظر ارشيفي الكنز وقد اودعته عند الشاعر عبد الرزاق الربيعي فحافظ عليه كما تنبغي الامانة ثم كلفت المحامي الصديق السيد سلام الياسري وهو يناديني كما اناديه ابن عمي كي يجلب ارشيفي معه فهو يعرف قيمة الامانة فهو حفيد الزعيم العراقي الخالد سيد نور الياسري فتجاوب معي وقال لي اعتبر ارشيفك معك في مشيغن وعكذا اتصلت بالشاعرة والمترجمة الاستاذة نورا الصائغ فذهبت الى بيت رزاق الربيعي واستعادت الارشيف وسلمته بدورها الى السيد سلام الياسري وكانت الفجيعة التي لم اتوقعها ان المؤتمن ارسل ارشيفي بالبريد العادي وعامله على حد تعبيره كما تتعامل زوجته الامريكية ام علي مع كلوص السجاير الذي ترسله اليه من امريكا الى العراق بالبريد العادي وهكذا مرت سنتان ثقيلتان على قلبي وارشيفي لم يصل بعد ولو وصلني ارشيفي ان شاء الله ففيه صور لمدرسة غازي ومدرسة الغري وصور المعلمين والطلبة مع شهادة تخرجي من الصف الخامس ابتدائي وثمة مذكراتي التي كتبتها بخط يدي منذ 1/1/ 1954 متأثرا بمذكرات نهرو التي كتبها الى ابنته فالى ان يصل ارشيفي ستكون كتاباتي موثقة معتمدة على مذكرات ميدانية شبابية لا ذكريات كهولية اغترابية !
اشكرك لانك عرفتني بمقام صديقنا وزميلنا المشترك الدكتور زامل مطرود في بلاد الشهداء والمبدعين الجزائر الجميلة وهو واحد من ابرز وجوه مدرسة غازي خلقا كريما ووعيا مبكرا ونضالا نبيلا وابتسمت حين عرفت من خلالك ان هذا المطرود الجميل ينتمي الى قبيلة كعب العربية وقد كتبت مقدمة لكتاب تلميذي الشيخ عقيل حياوي ابو دايم الكعبي وعنوانه كعب من الماء الى الماء كما وفرت للشيخ الكعبي سانحة الاتصال هاتفيا بصديقنا المشترك المؤرخ الكبير السيد نعمة الحلو ولسوف ارسل في بريدك الخاص مفردات مهمة !
نعم وتذكرت الزميل المهذب سعيد الوائلي تماما بيد انني لا اعرف عن اقامته ووضعه بعد الخمسينات شيئا فتحية له مقيما او مغتربا
اما سعيد حداد فانا اتذكره كما اتذكر شكلي في غازي وهو اليوم دكتور في العلوم النووية وقد تسنم منصبا علميا كبيرا يوما ما ومن غريب الصدف انني التقيته وكنت مدعوا من قبل رياسة جامعة ليبية نسيت اسمها وقد احتفلت الجامعة بي بطريقة اعجبتني حتى منحت اساتذة الكليات الانسانية اجازة كي يحضروامحاضرتي وقصائدي الشعرية ! وفي المطعم الذي عملت فيه مأدبة برعاية رئيس الجامعة وعلى شرفي كنت منطلقا في الحديث وحانت مني نظرة الى رجل اشيب بيد انه وسيم ووقور فلم تفارق عيناي عينيه ولا فارقت عيناه عينيَّ بشكل خرافي جعل المدعويين في حيرة من امرهم ما الذي حصل للصائغ وما الذي حصل للرجل الجالس بحيث كف عن تناول الطعام وبعد ان افقنا من هول المفاجأة صرخت سعيد حداد فصرخ صاحبي عبد الاله الصائغ ونهضنا معا وتعانقنا وبكينا كما الاطفال فنهض رئيس الجامعة ورحب بالدكتور سعيد وامسكه من يده كنوع من التكريم ليجلسه عى مائدتنا فاعتذر سعيد وهو يكفكف دموعه وقال مستحيل ان اقبل الدعوة الكريمة فانا محتاج الساعة ان انسحب الى غرفتي فقد جعلتني رؤية صديق طفولتي الصائغ في وضع مضطرب وربما في وضع صحي لا احسد عليه فثمة دواء ينبغي ان اتناوله في مثل هذه الحالة والا حم علي المحظور فانصرف الى غرفته وسط دهشة المدعويين وعدنا للمائدة وعيناي تدمعان دون ارادتي فاتممت الغداء وكأنني اتجرع السم فكل قلبي مع سعيد ! فاستاذنت من الجميع لكي التحق بالدكتور سعيد حداد فوافق الجميع مجبرين وقد عدت الدعوة فاشلة فقال لي رئيس الجامعة اخبر صديقك دكتور سعيد انني موافق على تعينه من يوم قدم الطلب ولسوف نصرف له راتبه طيلة فترة انتظاره ونعطيه منحة وبيتا جيدا في السكن الجامعي ولسوف تتكفل لجامعة بدفع اجور الفندق الذي يقيم فيه مع الطعام ثم التفت رئيس الجامعة نحوي وقال بلهجة ليبية محببة معناها كل ذلك حبا بعبد الاله الصائغ وطلب مني ايضا ان اوصل لسعيد حداد اعتذاررئيس الجامعة والجامعة معا لانهم تباطأوا في قبول طلبه ! هززت راسي والتحقت بسعيد حداد فوجدته مكفهر الوجه فقلت له هل اطلب لك الطبيب فقال لا اجلس فلدي معك حديث طويل وطويل ! ثم عرفني بمستجداته فانا اتذكره تلميذا في مدرسة غازي الابتدائية فقال لي انه حصل على شهادة في الكيمياء واخرى في الفيزياء ووضع كتبا في اللغة الانكليزية في العلوم النووية ! وعلمت منه انه مطلوب من اسرائيل حيا غاو ميتا فهم يخشون علميته التي قد تسهم في نشر الفكر النووي في الجيش العراقي وانه كان يراس فريقا في العلوم النووية في العراق ثم فجاة استشعر ان الرئيس السابق بدأ ينظر اليه بارتياب ويضع عليه العيون والجواسيس فاستغل واحدة من اجازاته خارج العراق وقرر التخفي عن الجميع وطلب مني ان اكتم هذه المعلومات في الوقت ذاك لانها تشكل خطورة على حياته ! فوعدته خيرا وامسكت عن الحديث الى ان جاءت رسالة الحبيب سعدي الكعبي تذكرني به كيف انساه وكانم اذكى طفل رايته في حياتي ! ثم شكا الدكتور سعيد حداد من نزق رئيس الجامعة الليبية وانه عامله كما لو انه يحمل شهادة علمية مزورة بل وصارحني ان الجامعة لاتريد التقاعد معي لكن مدير العقود همس لي بيقين تام فقال نحن نحب العراقيين وانا ان لم اجد لك عقدا في جامعتنا ساعمل لك عقدا في اية جامعة ليبية وبما ان نقود سعيد قد نفدت فقد اضطر الى بيه ساعته وقلمه الحبر وهما من الذهب الخالص عيار 24 وصناعة الشركة السويسرية المختصة بالساعات الخاصة بالامراء والموسرين واسمها يونيفيرسل جنيف باعهما بربع قيمتهما لكي يدفع اجور الفندق والمطعم والتقلات وحين انهيت اليه اعتذار رئيس الجامعة وان الجامعة ستتكفل بدفع كل ما دفعه من جيبه وستعطيه منحة وانها عينته منذ اول يوم قدم فيه الطلب ! ففوجئت ان صاحبي لم يغير ملامحه وقال لي والله ياعبد الاله لو اعطتني الجامعة اموال قارون لما بقيت ولكنني سوف اقبل مؤقتا ريثما اجمع نقودا لمواصلة السفر الى حيث لا ادري ولكن لن البث في ليبيا ! وتذكرت ان سعيد مذ كان طفلا من الضرب الذي لايغير قراره بسهولة فنصحته بالتريث وقلت له تعال اسكن في بيتي فهو كبير ومكانك محجوز في جامعة الفاتح فعلاقتي ممتازة بالدكتور مهدي امبيرش وزير التعليم العالي ودكتور عبد الله الصويعي وهو صديقي وتلميذي وصديقي الدكتور علي فهمي خشيم مستشار العقيد القذافي ورئيس المجمع العلمي ! فقال لي سعيد اكتب لي عنوان بيتك فقط واسمح لي بالاعتذار عن قبول لطفك ! ثم غيرنا الحديث لكي نستذكر حياتنا في مدرسة غازي العظيمة ! وكان سعيد حداد يظن انني لا اتذكره وانني ازعم ذلك مجاملة له فاضطررت ان ارسم صورة طفولته في عيني بل ذكرته اشياء حدثت بيننا او لنا فتذكر ! ثم وصلت به الى جدل حدث بينه وبين معلم الدين حين قرأ سعيد الطالب نهاية الآية 9 من سورة الحشر فنطق من كما تنطق من الشرطية فقال له معلم الدين بل هي اسم موصول وقرأت له الآية الكريمة :
وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
وان المعلم طلب اليك شرحها فشرحتها فعجبا لطفل في العاشرة يدخل مثل هذه المداخل بل عجبا لجيلنا الذي كان محروما من كل وسائل التوصيل التي يتمتع بها الاجيال الحالية وكنا نتحدث دن ان نتوقف وافترقنا وانا مطمئن تماما الى ان الجامعة ستبالغ بتكريمه وتيسير عقده بعد توصياتي وتعهد رئيس الجامعة وكان رجلا فاضلا ! وعدت الى بيتي في طرابلس وصورة هذا الصديق لم تغادر قلبي وعقلي وجاءت سفرتي بعدها الى الرباط لالقاء محاضرات وحضور مؤتمر الشعر المغربي المنعقد في قمة جبل شفشاون رفقة الصديق الاستاذ رضا الاعرجي وحين عدت الى طرابلس بعد شهر تقريبا وجدت في صندوق بريدي البيتي رسالة بخط الدكتور سعيد حداد جاء فيها :

عزيزي عبد الاله تحيات على عجل
معذرة فانا مضطر الى مغادرة ليبيا الى حيث لا ادري صدقني
سأحمل صداقتك وطيبتك معي اينما حللت تعويذة لفأل حسن وقد نلتقي وقد يمضي العمر ولا نلتقي
محبك سعيد حداد
فاعتصرت الرسالة قلبي واقلقتني فليحرسك الله ايها العقل العراقي الكبير يا دكتور سعيد حداد اينما كنت ولعلك تطالع رسالتي هذه فتكتب لي لكي اطمئن انك حي وبخير .

زميلي الفنان الذي نفخر به الاستاذ سعدي الكعبي
اما الحبيب الرائع الفنان التشكيلي الاستاذ معطي جبر فلي معه حكايات وحكايات اورد لك الممكن منها : كان معطي زميلي ندرس معا عند الشيخ طالب في مسجد يقع في الزقاق الرابط بين عقد البو اصيبع والمعمار وبين الميدان ثم دخلنا مدرسة غازي الابتدائية معا وجعلنا في الصف الاول باء لاننا كبار الاجسام وكسالى وكان كل معلم يدخل الصف يختار طالبا ويجعله كبش الفداء فيضربه بالعصى دون ذنب وفق نظرية اضرب الكلب فلسوف يتادب البزون لوحده ! وتشاء المقادير الساخرة ان يكون معطي جبر مراقب الصف فنحن نحبه وكذلك المعلمون وكان يقف خلف معلم دشتي ويغمز لنا ويقوم ببحلقة عيونه وطي اكفه بطريقة تجعلنا نضحك رغم ان الضحك امام هذا المعلم معناه ان تتكسر العصى على رؤوسنا ورؤوس اللي خلفونا على حد تعبيره فيلتفت حسن دشتي ويقول لي انهض ياصايغ وهو يستشيط غضبا ويقول لي ليش تضحك يعني مغرور لانك بطول دولان بيت خوثي ؟ ليش تضحك اكو شي بيه يضحكك ؟ يعني شايف نفسك سمين ياكل بيك السبع سبعة ايام وماتخلص تتصور ما اكَدر اربيك ؟ فيقول معطي جبر وهو مايزال يقوم بحركات تضحك الميت يقول عيب عبد الاله تضحك عل معلم هو ابكد ابوك ليش تضحك على سدارة المعلم متخاف ربك ؟ وبكلام معطي جبر ازدادضحكا ويزداد دشتي امعانا في ضرب العصى وكنت ابكي من الوجع ولكنني اضحك في حالة هستيرية ويكون الضحية الثانية بعدي هو الشيخ الجليل صادق نجل الشيخ سلمان الخاقاني مفتي المحمرة وعربستان فيقول له كوم صادق يعني انته شايف وجهك بالمرايه اكو نجفي ابيض احمر ؟ يعني مغرور بسمنك وشكلك مو افتح مو آني حسن اذا ماربيتك وكثيرا ما اكون انا وصادق الخاقاني ضحية معطي جبر مراقبنا المرح الذي كان يتقن تمثيل دور الطالب العاقل وهو ابعدنا جميعا عن العقل كما يفهمه المعلم ! مرة دخل الاستاذ المناضل والطبيب الشعبي نوري الشريفي وكنا نسميه نوري جعيبة لان بيتهم مشفى للبواسير وفق الطب الشعبي والنجفي يسمي العجيزة جعبا او طيزا او كندة او حلانة ! نوري جعيبة وكان الاستاذ نوري طيبا ولكن هذا اللقب يزعجه وكل ما اخشاه ان الحبيب معطي جبر هو الذي اختار له هذا اللقب المضحك !! مرة جاء نوري وهو يلطع من دوندرمة بيده فقال معطي وكان يتقن قلب الكلام منذ نعومة اظفاره فقال لنا شوفو نوري دريمه ياكل جون جعبه ! حين اصبحت استاذا في جامعة الكوفة عرفت انه طور فن اللوحة عنده وهو مشهور عراقيا برسم الزيت على القطيفة السوداء فيبدع لوحات لايحتمل الذوق الفني جمالها ! كما طور تجارته فصار مالكا لعدد من الفنادق الفخمة وكل ملامحه باقية هي هي وفرح بي فرحا عظيما وكأن عينيه الصغيرتين تنديان بدمع المحبة وبما انني رئيس نادي جامعة الكوفة الثقافي الاجتماعي وبما ان نشاطات الجامعة الثقافية كانت هاجسي لكي اخدم مدينتي العظيمة النجف الاشرف فقد تقدم لي ثلاثة من الاصدقاء متعهدين بتغطية نفقات اي مؤتمر ثقافي ادعو اليه وهؤلاء الثلاثة هم الفقيد الاستاذ يونس الشمري والاستاذ عبودي الطفيلي صاحب مجموعة فنادق وشركات زمزم والاستاذ معطي جبر صاحب الفنادق السياحية وقد دعموا مشروعي معنويا وماديا ! وخلال احداث شعبان 1991 كنت والصديق دكتور زهير غازي زاهد في بيت السيد الخوئي نور الله ثراه فوجدنا الاستاذ معطي جبر وقد جلب معه كتبه النحوية التي طبعت له واهداني وزهيرا عددا من مؤلفاته وبعدها لم نلتق بعد فليحرس الله معطي جبر فنانا رائعا وانسانا جميلا وصديقا قلما يجود الزمان الشحيح بامثاله ! .

عزيزي الاستاذ سعدي الكعبي

المعلم سيد جواد الموسوي لا اتذكره وحبذا لو حدثتني عنه
والمعلم زاير اسمه ليس غريبا على ذاكرتي ولكنني لا استطيع تذكر ملامحه ولا مجرياتي معه
والمعلم محمد رضا معلم الصف الرابع لا اتذكره

نعم اتذكر معلم امان الرائع المربي الخجول الانيق واتذكر انه كان يفرق شعر راسه وان شاربه هتلري وشكله بعامة يشبه كثيرا الممثل شارلي شابلن واتذكر انه قصير القامة دون قزامة ممتلي العجيزة دون ترهل وكنا نحبه ونستشعر معه الابوة .
اما عبد الاله الذي تتذكره فهو انا واخي الصغير هو الدكتور محمد الصائغ اخصائي التحليلات المخبرية وما زلنا اصدقاء وخلفته تحبني وخلفتي تحبه لكن بيتنا كان لصق الجناح الايسر لمدرسة غازي في شارع الجادة الثانية عن يسارنا جارنا الرائع السيد حميد السيد سلمان واخوه فلاح كان زميلنا وعن يميننا جارنا الرائع السيد هاشم الشريفي الرادود والد السيد هادي والسيد احمد وابن السيد هادي هو ضياء الشريفي الرادود رايته صاحب معرض للسيارات وكان زميلنا في الابتدائية ومازال محتفظا بجماله وحيائه ! وقبالتنا بيت ميرزا وثمة زهير ميرزا كان زميلنا واجمل طلاب مدرسة غازي وخلفنا ظهرا لظهر بيت البزاز السيد علي الحبوبي والد زميلنا الدكتور محمد علي الحبوبي وقد تزاعلنا زعلا طويلا من الاول ابتدائي حتى اليوم فقد رايته ولكنه لم يسلم علي وكنت احبه واسلم عليه لانه كان قمة في الادب واللياقة والوسامة وكان يوتوت قليلا وتوتة محببة وكذلك عمه الدكتور شمسي الحبوبي ! سقيا لمدرسة غازي حاضنة الحب والنضال والعلم .

خامسا / نحب النجف لأنها حاضنة الديموقراطية ومقبرة السلفية
الجواب على رسالة الاديب الكوردي المعروف الاستاذ دانا جلال
ولدي الحبيب الاستاذ دانا جلال
مع انني لم ارك الا في كتاباتك ومواقفك المشرفة في الشأن الوطني وردك للسهام الجائرة التي يريشها البعض نحو نحري كتعبير عن امتعاضهم لكوني لم امت بعد رغم كل المصائب وموقفك المشرف من محنتي الصحية وتحشيدك الراي العام الكوردي والعربي لانقاذ حياتي مع انني لم التق بك ! بيد ان تواصلنا معا اسس لصداقة لن تنفصم فشكرا لله ان اهداني ولدا صالحا وصديقا فالحا وكاتبا ناجحا !
ولدي دانا ان ما اكتبه يمثل المساحة التي تتصل بموسوعة الصائغ الثقافية بابيها باب الاعلام وباب المصطلحات ومن يمن ما اكتب انني اكتب بمشاهداتي من جهة وفي اختصاصي من جهة اخرى ولم اقصر كتاباتي عن النجف فقد كتبت في الموصل والبصرة وبابل وبغداد كما كتبت عن الشاعر الكوردي شركه بيكس والشاعر الكوردي دكتور نافع عقراوي والشاعر اليهودي انور شاؤول والشاعر مير بصري والشاعر الصابئي عبد الرزاق عبد الواحد والشاعر المسيحي يوسف الصائغ والشاعر خالد المقدسي والشعراء الشيعة الكبار محمد سعيد الحبوبي وعلي الشرقي ومحمد علي اليعقوبي ومحمد صادق القاموسي وجميل حيدر وصالح الظالمي ومحمد حسين المحتصر ومصطفى جمال الدين وسواهم وكتبت عن الشعراء السنة امثال معروف الرصافي وجميل صدق الزهاوي ورعد عبد القادر وامجد محمد سعيد ومعد الجبوري وذنون الاطرقجي لم اكتب بطريقة المحاصصة بل كتبت بطريقة الحماسات اي انتقاء الافضل ! وما اكتبه عن النجف جاء بعد ان هبت على هذه المدينة المعطاء تسانوميات حاولت تجيير المنجز الحضاري لصالح الفكر القبوري السراديبي المعتم فانا مثلا لم اكتب عن اي مرجع ديني كبير بل كنت اختار المجددين الكبار من امثال محمد سعيد الحبوبي والسيد ابو الحسن الموسوي ومحمد حسين كاشف الغطاء ومحمد الشبيبي وكل اختياراتي مثقلة بهموم تربوية كمحاولة لتشجيع ابناء المدينة على صد التسانومي المجلبب بالدين والدين منهم براء براءة الذئب من دم يوسف ! لقد قرات قصيدة حنين الى النجف في وسط شيعي بولاية امريكية بعيدة عن مشيغن فوجدت العيون تحملق بي شزرا ولم افهم السبب الى ان جلس معي اديب اريحي وغمز لي وقال لي والله اذبحتونا يا اهل النجف وقد اطلق الناس على النجف تكريت الثانية واطلقوا على فلان اسم عدي صدام وعلى الحزب الفلاني اولاد العوجة والجماعة الفلانية عجم المدينة فكيف تريدنا ؟ وفهمت ان امورا استجدت جعلت محافظات العراق الوسطى والجنوبية تطالب الحكومة المركزية ان تجعل مدن العراق على قدم المساواة مع مدينة النجف المدللة ! وحين اخبرته ان النجفيين الاصلاء يعيشون اليوم في اسوأ مراحل التاريخ النجفي وشرحت له خارطة السلطة والثراء الجديدة قال وكأنه يلقي الشهادة انا لله وانا اليه راجعون !
ولدي دانا وفي كل يوم يصلني ايميل من التيارات الدخيلة المتسلطة على اصلاء النجف فيه شتائم ومهاترات لايقولها الا زنيم ولا يجرؤ عليها سوى لئيم كللا هذا من اجل ان اكف عن تناول موضوعات في النجف وعنها ولكن فات اولئك الدواب انني انجزت موسوعتي كافة والحمد لله وبلغ عدد ما كتبته عن النجف ثلاثة آلاف صفحة موثقة بالصور والوثائق والشهادات وهم يجهلون انني بدات الكتابة في موسوعتي منذ كنت مدرسا في جامعة الموصل وحصلت على كمبيوتر صخر السعودي ! واليك للونسة جزءا من رسالة احد السفلة المتجلببين بلبوس الدين !
ياصائغ احتفظ بهذه التفاهات لنفسك ولاترسل لي بعد اليوم اي ايميل لان مصيره الزبالة كما انت ياتافه فقد علم القاصي والداني مدى حقدك على البشرية وعلى من هم افضل منك خَلقا وخُلقا . لايشرفني التواصل مع متلون ملمسه الافعى ودموعه التماسيح ! ودع عنك استاذ كرسي واستاذ ورة وكدام ههههه استاذ
فلان الفلاني كنده
عموما يا ولدي دانا جلال اقول واثقا بك وبامثالك اجد ما يصبرني على اساءات اولئك المعطوبين حضاريا واخلاقيا ولا اقول وطنيا فعلاقة الوطن بالحضارة والاخلاق علاقة العين بالبصر ! وسيئات اللقطاء تمحوها حسنات الفضلاء ! مع امنياتي لك .

سادسا / الله محبة والدين محبة والوطن محبة والنجف محبة
الجواب على رسالة البروف دكتور ليث محمد الحسيني
مدينة النجف عرفت الدين محبة ورحمة وتفتحا ولم تعرف الدين انغلاقا ورهبانية ! فدرس في معاهد النجف كبار ادباء فارس وتركيا والهند بامتداد القارات كافة ! كانت النجف مدينة العلم والحب يقصدها القاصي والداني ! ولم يكن تاسيسها موقوتا بقدوم العلامة الطوسي فين قدم النجف استقبله علماؤها ووجهاؤها ! درس فيها المصلح جمال الدين الافغاني ودرس فيها المفكر الشيخ محمد جواد مغنية ودرس فيها الشهيد التقدمي الشيخ الدكتور حسين مروة كما درس فيها الشيخ الدكتور مهدي المخزومي والشيخ الدكتور ابراهيم الوائلي والشيخ الدكتور مصطفى جواد فهي بحق مدينة السلام وكانت تقع على جبل السلام وتطل على وادي السلام وقيل ان السلام واحد من اسمائها كمثل النجف والغري والمشهد والوادي المقدس ! وطبيعة النجفيين ايواء المستنجد واستضافة الغريب وقد اعجب ابن بطوطة بنظافتها وتنظيمها وبكثرة اسواقها وثقافة ناسها بل وتسامحهم الطائفي فقد كانت للبكتاشية وهم طائفة سنية تكية مرموقة وكان لليهود شارعا سمي باسمهم ولعل آخر عهد بكرم هذه المدينة وتفتحها او استجارة العوائل العراقية بها سنة 1991 هربا من القصف العشوائي المكثق لطائرات الحلفاء وهذه العوائل كانت تمثل الشعب العراقي من المسيحيين والصابئة والسنة فاختاروا النجف لانها مقدسة ويفترض ان الحلفاء يعرفون ذلك ولن يتعرضوا لقاطنيها بسوء ! فاستقبلتهم النجف كما تستقبل الام ابناءها وبناتها ووفرت لهم المتطلبات من سكن وطعام وحماية وحتى التجار لم يرفعوا السلع ولم يزيدوا في ايجار البيوت وكان الفارون مستعدين لدفع اي مبلغ لقاء سد حتياجاتهم وقد رايت بعيني المسيحيين والسنة والتركمان وسواهم يلوذون بالنجف ! النجف مدينة منفتحة ومتفتحة وهي مدينة عربية متعصبة للعروبة بسبب كثرة العناصر الفارسية التي تفاخر باصولها وتنظر الى العرب نظرة متدنية ! بل وقدمت النجف شهداءها من مختلف المذاهب والمشارب ومن شهداء النجف مثلا السيد
محمد سعيد الحبوبي ومحمد باقر الصدر ومحمد باقر الحكيم وحسين الرضي سلام عادل وحسن عوينة ومحمد الشبيبي وعلي الصفار ومحمد موسى التتنجي ومن خلال الشهداء نعرف ايمان النجف بالتعددية فبينهم زعيم حزب الدعوة وزعيم الحزب الشيوعي وزعيم المجلس الاعلى فأي مدينة هذه ؟ وهل يمكن شراء ذمم ابنائها واطفاء جذوة مفكريها ؟ لهذا احببنا النجف المنحازة الى التقدم والحضارة ان جل ثورات التحرر ضد الانجليز والعثمانيين وسلطة نوري السعيد والاخوين عارف وصدام حسين كانت النجف عرابتها فلنصل من اجل ان يحفظ الله النجف من كيد كائد وتدبير جاحد .

الثاني من شباط فبروري 2009

¤ الفرزة الأولى



 

free web counter