|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  5 / 10 / 2024                                 علي المسعود                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

 فيلم "ليس بدون أبنتي"
قصة الجحيم الذي عاشته أم احتجزها زوجها مع ابنتها في إيران

علي المسعود  (*)
(موقع الناس)

‏"ليس بدون ابنتي‏‏" فيلم درامي أمريكي إنتاج عام 1991 مبني على كتاب يحمل نفس الاسم ويصور هروب المواطنة الأمريكية بيتي محمودي وابنتها من زوجها المسيء في إيران. إستند الفيلم إلى كتاب يحمل نفس العنوان كتبته بيتي محمودي و كتب السيناريو ديفيد دبليو رينتلز. أخرج الفيلم بريان جيلبرت والشخصيات الرئيسية بيتي محمودي وسيد بوزورج "مودي" محمودي تلعبها ‏‏سالي فيلد‏‏ ‏‏وألفريد مولينا‏‏ على التوالي. تلعب شيلا روزنتال دور البطولة في دور مهتوب محمودي .

‏ الفيلم سرد لتجارب الكاتبة بيتي للفترة (1984- 1986) عندما غادرت مدينتها مشيغان والذهاب في زيارة قصيرة لى إيران مع زوجها الإيراني وابنتها لما وعدت به أنها ستكون زيارة قصيرة. على الرغم من مخاوفها العميقة بشأن زيارة إيران ، سافرت بيتي مع زوجها الطبيب الأيراني محمودي وإبنتهما الى طهران في زيارة الى أهله الذي أشتاق أليهم بعد مضى أكثر من عشر سنوات في أمريكا ولم يلتقي بهم ، وكانت بيتي مترددة لا سيما بسبب أزمة الرهائن الإيرانيين قبل عدة سنوات ، ولكن زوجها الدكتور محمود وضع يده على المصحف الشريف وأقسم لها بانه سيعودون بمجرد انتهاء الأسبوعين لأنه مشتاق الى أهله وأخته الكبيرة التي قامت بتربيته بعد رحيل والدته ، توافق لأنها تحبه وكي تجعله سعيدا. على أي حال يصلون إلى هناك وأسبوعين يتم غسل دماغه من قبل عائلته ويخبر زوجته بيتي أنهم لن يعودوا إلى أمريكا . أصبحت السيده بيتي محمودي محاصرًه في أسرة معادية لها وزوج مسيء ، بل وقام زوجها محمودي بفصلها عن ابنتها لأسابيع متتالية. كما اعتدى عليها بالضرب أكثر من مرة وهدد بقتلها إذا حاولت المغادرة . تحاول إقناع عائلته بالسماح لهم بالرحيل والسماح لمودي بإعادة عائلته إلى أمريكا وتخبرهم أنه أقسم لها بالقرآن بالعودة بعد أسبوعين ، لكنهم يصرخون بها ، تهرب وهي تبكي وخائفة وفي حالة صدمة!. يصبح مودي أكثر عدائية وإساءة لزوجته وابنته ، مما يمنع بيتي من مغادرة المنزل أو حتى استخدام الهاتف .

في أحد الأيام ترد بيتي على مكالمة هاتفية من والدتها وتكشف لها أنها محاصرة في إيران. تخبرها والدتها أن تطلب المساعدة من قسم رعاية المصالح الأمريكية في السفارة السويسرية. تتسلل بيتي من المنزل وتزور السفارة، وتخبرها الموظفة : بموجب قانون الجنسية الإيراني، حصلت على الجنسية الإيرانية عند زواجك من محمودي، وبالتالي لا يحق لك الحصول على الحماية القنصلية، ولأن إيران جمهورية إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية، لا تستطيعين مغادرة البلاد أو اتخاذ قرارات بشأن ابنتكِ دون إذن الزوج". زوجها محمودي المنزعج من غياب بيتي عن المنزل يهدد بقتلها إذا حاولت أي شيء مرة أخرى. في تلك الفترة كانت حرب إيران مع العراق مستمرة، حيث تضطر الأسرة إلى الاحتماء في مكانها أثناء هجوم صاروخي عراقي .

تحاول بيتي الآن التسلل وكسب ثقة مودي. وهو أمر صعب عليها لأنها تتم مراقبتها باستمرار ولا يمكنها أبدا مغادرة المنزل أو لمس الهاتف . ويعمل زوجها على تجنيد الأقارب و أفراد الأسرة للتجسس عليها، ويضربها مرارا وتكرارا ويهددها بالموت إذا حاولت مغادرة إيران مع ابنته. في النهاية تقنع مودي بالانتقال للعيش مع ابن عمه لأنها تعرف أن النساء يتعاطفن معها . من خلال الانتقال للعيش مع المرأة اللطيفة وزوجها، يسمح لها بالذهاب إلى السوق معها . كما أخبرت ابنتها بالحفاظ على السر حتى يتمكنوا من الخروج والعودة إلى أمريكا. لذلك تطلب من ابنتها أن تطرح الكثير من الأسئلة مع والدها، عندما تكون في السوق وحول المدينة . كم سعر تذكرة الحافلات وسيارات الأجرة؟ ، أين يمكنك العثور على أشياء معينة؟ ، والابنة تفعل ذلك. وحتى تسأل النساء اللواتي تعيش معهن ، كم يكلف أستخدام الهاتف العمومي ؟. في أحد المرات ، تبحث عن تصريف عملة صغيرة لغرض استخدام الهاتف تسأل صاحب محل الملابس يقترح لها استخدام هاتف المحل بعد أن عرف أنها أمريكية ويذكرها بصورة أبنه الذي قتل في الحرب مع العراق والذي كان يدرس في أمريكا . من هناك يسمع محادثتها زيتعرف على محنتها ويقدم لها المساعدة لعبور الحدود هي وابنتها والعودة إلى أمريكا. من جانب أخر ، عندما يحاول الأب مودي إرسال الابنة (مهتوب) إلى المدرسة، تبدأ في البكاء بشكل هستيري لأنها لا تعرف الثقافة واللغة وغطاء الرأس الواجب ارتداءه . لذا فإن مودي يطلب من بيتي مرافقتها والجلوس في المدرسة كل يوم لمراقبة ابنتهما، ولكن سيتم مراقبتها . وحين أجبرها زوجها في الألتحاق بمدرسة دينية والألتزام باللباس (الشرعي) ، تتعرف على أمراءة أمريكية متزوجة من أيراني أيضاً وتدرس القرآن وتشعر بالأمل مرة أخرى، ثم تذهب إلى منزلها لتناول العشاء. و تعرف أنها تشبهها تماما ولكن هذه المرأة أستسلمت لقدرها و لم تحاول حتى المغادرة وهي خائفة جدا من زوجها. كانت لديها نفس تجربة بيتي وأجبرت على التعود على نمط الحياة. تحاول بيتي أن تعطيها رسالة الى القنصلية وفي البداية تشعر الأمريكية بالخوف، ولكن بعد ألحاح بيتي وافقت على أن لا تخبر زوجها ووعدتها بأنها ستفعل ذلك من أجلها. وبعد أن أكتشف الزوج الأمر صرخ على بيتي وأخبرها أنه يجب أن تكون صادقة مع زوجها . يرمي الرسالة إليها وتنظر لرؤية زوجته الأمريكية تتعرض للضرب لمحاولتها مساعدة بيتي . شعرت بيتي بالارتياح لأنه لم يخبر زوجها مودي .

في العودة إلى مدرسة البنات، تجلس بيتي هناك كل يوم تراقبها النساء الإيرانيات . يحاولنً مساعدة بيتي وإخبارها بأنها لا تستطيع استخدام الهاتف ولكن يمكنها إحضار ابنتها إلى المدرسة في الساعة 11 صباحا كل يوم. لذا فإن بيتي ممتنة ويمكنها الآن مقابلة الرجل الإيراني وأخته الذين يمتلكون متجر الملابس. إنهم يراجعون الخطط وأيجاد طريقة لتهريبها هي وأبنتها أما عن طريق الخليج العربي والوصول الى عمان ، أوالطريق التهريب ألاخر ، طريق خطير و يكون عبر كردستان العراق وصولا الى تركيا وهذا الطريق محفوف بالمخاطر ، بغض النظر عن أي شيء، لكنها تفضل الموت حرفيا بدلا من أن تتزوج ابنتها في سن التاسعة أو تعيش في ظل زوجها. ذات يوم يذهب الزوج إلى المدرسة في الساعة 11 صباحا ويسأل النساء الإيرانيات عن مكان زوجته وابنته . وحين تصل زوجته وأبنته الى المدرسة يهجم عليها زوجها وينهال عليها ضربأ وركلاً بكل وحشية أمام أعين المعلمات وإبنته ، يصفع ابنته على وجهها حين أرادت التدخل، لكن المعلمات الإيرانيات يمسكنً بالابنة بعيدا عن الأذى . سيقتلها زوجها مودي ، تهرب وتحاول أن تساعدها سيدة من القنصلية التي أحتمت بها، وتحاول إخراج ابنتها من المدرسة حتى يتمكنوا من العودة إلى أمريكا . عندما ترفض المعلمات الإيرانيات إستلام ابنتها ويخبروها "زوجها فقط له الحق في إستلامها". إنها تشعر بالذعر وتبكي، وتدفع النساء الإيرانيات بعيدا وتتمسك بسيدة السفارة لأنها مرعوبة من أن يقتلها زوجها وهي عالقة في بلد لا تريد أن تكون فيه .

وعند العودة الى زوجها ، يقوم بحبسها في الشقة ويقفل عليها ويمنعها من الأتصال بأي أحد حتى افراد العائلة . كل ذلك كعقاب لأنها لم تكن في المدرسة في اليوم الذي جاء فيه للتحقق منها. وتبدأ في الصراخ ، وتنقل عائلة مودي الابنة بعيدا عنها . فجأة تنفجر قذيفة عراقية مباشرة على نافذة بيتي وتسقط على الأرض وهي تبكي . أخيرا يعيد الزوج ابنته ويقول آسف وأعتقد عرف ما مدى خطورة الوضع في إيران الآن. لذلك خلال الأشهر الستة المقبلة، تحاول بيتي السلوك بشكل طبيعي مع زوجها . يفتح الزوج الطبيب محمودي عيادة غير قانونية وهي تجلس هناك تعمل معه وتساعده ، وتبدأ في الحصول على الثقة خاصة من والدته. يسمح مودي الآن لوالدة بيتي بالاتصال بها في مكتبه وتخبرها الأم أن الأب مريض ويحتضر . يخبر مودي بيتي أنها تستطيع العودة إلى أمريكا ورؤية والدها المريض. إنها متحمسة جدا في البداية ، معتقدة أن زوجها قد عاد إلى طبيعته الزوج الطيب مرة أخرى . ثم في العشاء يخبرها أن تذهب لزيارة والدها ولا يمكنهأ أخذ إبنتهما معها . إنها تشعر بالذعر في البداية ولكنها تتحمل حتى لا يفقد زوجها مودي أعصابه ويضربها . يريدها أيضا أن تعيد الأموال من أمريكا وتصفية ممتلكاته .

يحذرها التاجر الإيراني الذي يحاول مساعدتها في الهروب من إيران من السفر الى أمريكا . لأنها سوف لن تعود أبدا إلى البلاد وتسقط حضانتها على ابنتهما . بعد رؤية الجنود الإيرانيين يلتقطون الأولاد الصغار للأفخاخ في الحرب. تدرك أنها لا تستطيع الذهاب بدون ابنتها، كما أنها تكتشف من التاجر الأيراني حجز رحلتها بالفعل ، وكان من المفترض أن تتسلل في 29 يناير . يتم استدعاء زوجها الطبيب محمودي إلى المستشفى لحالة طارئة ثم تدرك بيتي أن هذا هو ىالوقت المناسب . بثقة والدة مودي تسمح لبيتي وابنتها بالمغادرة . من هناك يذهبون ويلتقون بالرجل والمرأة الإيرانية اللطيفة الذين سيساعدون في تهريبهم إلى أمريكا. من هناك مع الكثير من القلق تنتقل من مهرب إلى مهرب بدون طعام أو ماء . في أحد الليالي بينما تنام بيتي مع طفلتها يحاول أحد المهربين أغتصابها. يقف رجل آخر و يمنعه . لكن الرجل الآخر يغضب ويهرب ليخبر الشرطة، هناك فتاة ونساء يحاولن عبور الحدود. لكن الشاب الذي أنقذها يساعدهم على الخروج وعبور الحدود . يأخذهم بسيارة ويعطيها طردا، ويقول شيئا في بالفارسي ويبتسم. بيتي في حالة صدمة لأنها لا تعرف من تثق به !ً، لقد تعرضت للسرقة، وكادت أن تغتصب واعتقدت إلى حد كبير أنها وابنتها سيقتلان في الرحلة، ورجل أخر ينقذها شاب نبيل ، أخيرا نزلت من حافلة في تركيا . تبدأ في المشي، وتحمل ابنتها وتلمح علما أمريكي . ترى السفارة الأمريكية وتعود إلى المنزل بأمان مع ابنتها. هربت في نهاية المطاف مع ابنتها . وتفصل الكاتبة في روايتها تفاصيل هروبها لمسافة 500 ميل (800 كم) إلى تركيا عبر الجبال الإيرانية الثلجية ، والمساعدة التي تلقتها من العديد من الإيرانيين . بعد عودتها إلى أمريكا في عام 1986 ، قدمت بيتي طلبًا للطلاق .

ألفريد مولينا ممثل رائع في دور الطبيب الأيراني، مع افتتاحية الفيلم، تعيش العائلة حياة مريحة في ميشيغان ومودي طبيب أمريكي تماما يعمل في مستشفى محلي - زوج وأب محب . ونشعر بألمه عندما يضايقه زملاؤه الأطباء الأمريكان ويسخرون من جهل إيران وبدائيتها، ونحب التفاعلات الحقيقية مع مهتوب عندما يخبرها والدها أن إيران اعتادت أن تكون بلاد فارس، وهي دولة غنية ومتحضرة . ولكن عندما يذهب إلى إيران، يصبح ديكتاتورا ويتحول بجأة الى شخصية معيبة ومعذبة وشرير أحادي البعد ، نعم، لقد كذب على زوجته وكان لها الحق في أن تغضب منه، ولكن يجب على المرء أن يتجاوز العواطف. الفيلم تنعكس فيه ظلال الحرب الإيرانية العراقية،. "ليس بدون ابنتي" يستغل تجربة مرعبة (فقط لأن بيتي تنتقل من بيئة مثالية ثابتة إلى بلد في الحرب) ، يتم الترحيب بها بعد نحر خروف وعبوره وهو ينزف ، يتفاعل الرجال مثل الضباع الهستيرية عندما تترك شعرها فضفاضا بدون حجاب، وهناك إشارات إلى زواج الفتيات في عمر التاسعة . تصور الممثلة سالي فيلد بشكل رائع يأس بيتي المتزايد ومشاعرها بالعجز حيث يبدو أن كل فرصة لها للهروب مع ابنتها تغلق . أخيرا، بمساعدة بعض الإيرانيين المتعاطفين، تقوم بيتي وابنتها مهتوب بمحاولة هروب مجنونة نحو تركيا . هذه القصة تجعلك تتعاطف مع الشخصية الرئيسية، وتقلق عليها وما يحدث لها، ينعكس حب الأم لابنتها في هذا الفيلم. ويكشف الفيلم عن عدم المساواة بين الجنسين الموجود في إيران وكيف يتم الدوس على حقوق المرأة، يسلط هذا الفيلم الضوء على أهمية فصل الدين عن الدولة لأن العديد من المظالم ترتكب من خلال التواجد في حكومة ثيوقراطية. قد يبدو أن هذا الفيلم هو ليس انتقاد للإسلام، بل يركز أحيانا على مهاجمة المعتقدات والعادات، ولكن لا يمكن إنكار المفهوم الرهيب للمرأة وانتهاك حقوق الإنسان لكثير من الناس . في الفيلم تظهر صور للخميني وشعار الحرس الثوري الإسلامي في كل مكان (حتى داخل المنزل!)لا ترتدي أي امرأة المكياج . وبسبب الحرب وأجوائها التي تنعكس على حياة الناس في وجود جنود وسيارات عسكرية في الشوارع!، وسقوط القذائف العراقية على البيوت والمدارس في طهران . ولكن القصة لا تتعلق حقا بالحياة في إيران؛ إنها تتعلق بتجربة امرأة واحدة وإجبارها على البقاء في إيران ضد إرادتها بعد أن رافقت هي وابنتها زوجها الطبيب الإيراني المولد إلى وطنه لزيارة عائلته، وعن جهودها اللاحقة للهروب من إيران مع ابنتها. كما أنها تقوم بعمل رائع في تصوير الافتقار شبه الكامل إلى الحقوق والحريات التي تمتلكها المرأة في إيران - حيث يكون لها وضع أكثر بقليل من ممتلكات أزواجها، وتخضع لسيطرتهم الكاملة .

حاول المخرج التقاط الأشياء التي شهدتها الكاتبة والناشطة المدنية بيتي لوفر "محمودي" في كتابها . وإظهار أهوال العيش في ظل الأنظمة الإسلامية. الطريقة التي يصور بها جانب من المجتمع الأيراني ، تلك الأكاذيب، والنفاق، والعنف المنزلي، تزويج القاصرات ، والجنود الأطفال و جعلهم وقوداً للحرب المجنونة ورميهم في حقول الألغام خلال الحرب العراقية - الأيرانية في ثمانينيات القرن الماضي . هناك أداء جميل من شيلا روزنتال الصغيرة جدا والموهوبة كابنتهما الصغيرة، مهتوب، وتقدم قدرات تمثيلية لا تصدق بالنسبة لعمرها .بعد نشر الكتاب ، تعرضت المؤلفة لانتقادات كثيرة . واعتبر البعض النص عنصريا تجاه الإيرانيين ومهينا للإسلام والمسلمين . لا ترتكب الكاتبة بيتي محمودي أي أخطاء في مؤلفها، المتهم في قصتها ليس الشعب الإيراني بل تطرف زوجها ورجعيته ووقوعه تحت تأثير أصهارها الذين كانوا متشددين . حتى أنها كونت صداقات على الفور مع الإيرانيين الذين ساعدوها . أما بالنسبة لانتقادها بعض الممارسات الدينية والأصولية هي المستهدفة بشكل لا لبس فيه وليس الإسلام . بدون هذين التمييز الأساسي سيفقد السرد الكثير من قوته ومصداقيته . الفيلم يتعلق الأمر بمعركة حضانة دولية . هذه مشكلة حقيقية جدا في هذا اليوم وهذا العصر. عندما ينفصل الأزواج من بلدان مختلفة، غالبا ما يريد كل منهم أن يعيش الأطفال معهم وينشأون في البلد (والثقافة) الذي نشأوا فيه. يعتقد كل منهم بطبيعة الحال أن الطريقة التي نشأ بها هي أفضل لأطفالهم . هذا الفيلم هو قصة بيتي محمودي. والصدام الثقافي بين الولايات المتحدة وإيران. يحدث في عام 1984. كان آية الله الخميني لا يزال الزعيم الإيراني إلى حد كبير والحرب الإيرانية العراقية مستمرة لمدة 4 سنوات وستستمر لمدة 4 سنوات أخرى .

في عام 1987 ، نشرت الكاتبة الأمريكية بيتي محمود رواية "أبدا بدون ابنتي" ، وهي رواية سيرة ذاتية شاركت في كتابتها مع ويليام هوفر ومستوحاة من التجربة المؤلمة التي مرت بها في أغسطس 1984 ، عندما كانت تمر بأزمة مع زوجها ، أعتبر الإيرانيون كتاب وفيلم عام 1991 عنصريين .قصة الكاتبة محمومة وقراءة مؤثرة للغاية مع الغارات الجوية والقنابل والرجال ، وخاصة الزوج الذي يضربها ويحتجزها. أما بالنسبة للباسدار، فعندما اعتقلتها إحدى عضوات هذه الشرطة الدينية لأنها رأت قطعة من الركبة بين المعطف والجورب . وفي وقت عودتها (1986)، أفيد عن وجود 1000 حالة لنساء محتجزات في إيران ضد إرادتهن . يروي فيلم "أبدا بدون ابنتي" قصة الجحيم الذي عاشته أم احتجزها زوجها مع ابنتها في إيران. قصة مأخوذة من رواية السيرة الذاتية لبيتي محمودي والتي تعرضت لانتقادات خاصة. ومن خلال شهادة هذه المرأة الشجاعة نلمس صداما ثقافيا بين أمريكا الحريات والمجتمع الإسلامي الذي يربطه الدين منذ ثورة 1979. وضعت الفترة التي وصلت فيها عائلة محمود إلى إيران في سياق حساس بشكل خاص. والواقع أن الحرب بين البلدين الجارين إيران والعراق، كانت مستعرة منذ عدة سنوات . هناك أيضا الفيلم الوثائقي بعنوان "بدون ابنتي" (2002) أيضاً، وهو رد الزوج محمودي على رواية بيتي. ويعتقد الرجل أنه وابنته كانا ضحيتين للسياق السياسي المتوتر في ذلك الوقت بين الولايات المتحدة وإيران . وجهتا نظر متعارضتان مع وجود تناقضات من جانب كل من الأم والأب. بعد سنوات ، قدمت ابنتهما مهتوب نسختها من الرواية (نحو الحرية) التي صدرت في عام 2014 . تروي فيها ذكريات حبسها عندما كانت بالكاد في الخامسة من عمرها، و"ما بعدها"، حتى بلغت الثلاثين من عمرها والخوف الذي رافقها لسنوات . توفي الطبيب الأيراني بوزورج محمودي في عام 2009 دون أن يرى زوجته وابنته مرة أخرى .


 

(*) كاتب عراقي \ مقيم في المملكة المتحدة
 







 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter