|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 9/5/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العنزة .. والخروف

امين يونس

" عنزة .. أُجْبِرَتْ على أن توافِق ، على الزواج .. من خروفٍ .. هي لاتحبه ولا تريده .. فقالتْ ، بشرطٍ واحد : أن يكون ذلك بعد عيد الأضحى ! " .
الطبقة السياسية المتنفذة ، المُتحكمة في العراق .. هي " الخرفان " الحمقاء .. التي علينا ، نحن العنزات ، ان نوافق على الزواج منها . أما .. هل ان سياسات الحُكم الصدامي طيلة سنوات ، هي التي دفعَتْنا دفعاً الى أحضان هذه الخرفان .. أو ان العّراب الأمريكي ، هو الذي أجبرَنا على التوّرُط معها أي مع الخرفان .. أو أننا معشر العنزات ، لا نمتلك في الحقيقة ، وعياً مُناسباً ولا إرادةً قوية ولا إرثاً ديمقراطياً ... فأن الجَدَل ما زالَ مُستمراً .. حول كيفية مُوافقتنا ، على الزواج من هذه الخرفان الفاسدة ، منذ عشرة سنوات ! .
فالغالبية العُظمى من العراقيين ، إذا لم يكُن جميعهم .. كانوا تّواقين للتخّلُص من حُكم صدام الفاشي ، وكانوا بالطبع مُحِقين في ذلك .. صحيح انهم كانوا يُفّضلون ان يزول الحكم الدكتاتوري ، بِفعلِ جُهدٍ ذاتي داخلي .. لكنهم ، كانوا يدركون أيضاً ، ان ذلك على درجةٍ كبيرة من الصعوبة .. لاسيما انهم يعترفون ضمناً ، ان السياسة البعثية المجرمة طيلة سنين ، وبِتواطؤٍ غير مُباشر ، من المجتمع الدولي ، بغربهِ وشرقهِ .. قدْ حّولتْ أكثرية الجماهير ، عملياً .. الى عنزاتٍ لا حولَ لها ولا قُوّة ! .
على أية حال .. سقط النظام السابق في 2003 ، وإستبشَرَ الناس خيراً ، في الأحزاب التي كانتْ مُعارضة ، وجاءتْ مع ووراء الأمريكان " وحتى الأحزاب التي تشكلتْ بعد 2003 " ، لكي تُدير البلاد .. ولكن سُرعانَ ما بانَ معدن هذه الأحزاب ، ومدى فسادها ، وعدم صلاحيتها لإدارة المرحلة الجديدة .. ولأننا ، أي العنزات .. قد تعودنا ، لسنين طويلة ، أنْ نُقاد : أما مِنْ قِبَل ، الذئاب والثعالب .. واحياناً الكلاب والحمير والثعابين والحيتان .. فلقد إنجرَرْنا وراء أتعس البرامج وأسوأ التوجهات .. : الطائفية / المذهبية / العشائرية / العصبيات القومية " أي كُل ما ليسَ له علاقة بالمُواطَنة ".. ولم تكفِ السنوات من 2005 لغاية 2009 .. لكي ندرك ، مدى سوء ومدى فساد ، هذه الاحزاب الحاكمة .. فأعدنا إنتخابهم في 2009 و 2010 .. وأعدنا إنتاج نفس الطبقة الناهبة الفاسدة . ولقد إعتقد الكثيرون ، ان العراقيين ، قَد بدوؤا أخيراً ، في التخلُص من الطبيعة العنزية .. وانهم سوف يعاقبون الخرفان الحاكمة ، في إنتخابات مجالس المحافظات الأخيرة ، التي جرتْ في 20/4 . لكن الذي حصل ، لم يكُن بالمُستوى المطلوب . صحيح ، ان معظم الأحزاب التي كانتْ تحكم خلال السنوات الماضية ، فقدتْ بعض شعبيتها ، وفقدتْ قسماً من الكراسي .. إلا ان ذلك لايكفي ، لإحداث تغييرٍ حقيقي .. فلا زالتْ نفس الوجوه الكالحة ، مُسيطرة على مجالس المحافظات ، ولا زالَ الفاسدون ، ضّيقوا الأُفق ، الرجعيون .. مُهيمنون على الساحة .

السنة القادمة ، ستشهد الإنتخابات النيابية العامة .. وهي فُرصة اُخرى .. ان يثبت العراقيون ، انهم في طريقهم للتخلُص من الطبيعة العنزية الضعيفة .. وكما ان العنزة الذكية ، في النكتة أعلاه ، إشترطتْ ، أن يتم الزواج من الخروف ، " بعد عيد الأضحى " .. على أملٍ قوي ، أن يُذبَح الخروف في العيد ! . فأن الإنتخابات القادمة ، هي بِمثابة ، عيد الأضحى .. ونقول : لتكن هذه الأشهر ، فترة خطوبة .. وليتم الزواج ، بعد الإنتخابات .. طبعاً ، على أمل ... ! .

 

8/5/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter