|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 9/12/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أكيد .. معمولٌ لنا [ عَمَل ]

امين يونس

- تقرأُ مقالاً يتحدث عن المالكي ، بإعتبارهِ بؤرة الوطنية ومِثال الديمقراطية وعنوان النزاهة .. ثم تعرج الى مقالٍ آخر ، يسهب في تعداد كُل المزايا الحميدة والصفات الجيدة ، التي يتصف بها البارزاني .. وبعدها تقرأ عن الصدر ، وما يملكهُ من خزينٍ هائل ، للعمل من أجل مصالح الشعب والجماهير .. ثم ينفرد مقال ، عن شعبنا العراقي المحظوظ ، بكونه يملك رئيساً بمواصفات الطالباني .. وهاهو مقال آخر ، حول رزانة وخبرة وإخلاص علاوي . أما النُجيفي ، فيغبطنا كاتبٌ ويقول عنه ، انه فلتة الزمان في تفانيهِ وحياديته .. وللحكيم نصيب ، فذا مقال يقول ، ليس خافيا على أحد ، ما يتصف به عمار ، من حكمة ودراية وإندفاع الشباب .

- من الطبيعي ، ان هذه الكتابات المحترمة والصادقة ، تتواجد على الصفحات الرئيسية والزوايا المُهمة .. ولكن الصفحات الداخلية ، تزخر بالعديد من المقالات الأخرى القّيمة والصادقة أيضاً .. عن شخصيات الصف الثاني ، او الذين كانوا سابقا في الصفوف الاولى ، لكنهم تراجعوا ، لمختلف الأسباب الى الخطوط الخلفية .. وهذا لايعني .. انهم غير مُهمِين او غير أكفاء او غير مخلصين .. لا سامح الله .. بل كُل ما في الأمر ، ان هؤلاء الأكارم .. متواضعون وفّضلوا إفساح المجال لزملائهم ، لإستلام المواقع الأولى في الساحة .. وبقوا هُم في الصف الثاني او الثالث .. ليقدموا من خلالها ، أحسن الخدمات الى الشعب والقيام بواجباتهم بِكل نزاهة وتَجّرُد .. وكمثال على هؤلاء السادة الأفاضل : احمد الجلبي ، عادل عبد المهدي ، طارق الهاشمي ، صالح المطلك ، جواد البولاني ، باقر صولاغ .. الخ .

- أما علماء الدين عندنا ، والمراجع الدينية المختلفة .. فحّدِث ولا حرج .. فإذا إلتفتَ الى النجف وكربلاء المقدستَين ، فتراها تزدحم بالعديد من أولياء الله الصالحين ، من أحفاد علي والحُسين .. الى جانب وكلاءهم الأجلاء في المدن والقصبات .. بحيث انه لايوجد مكان يخلو ، من هؤلاء الأخيار الزُهاد المتصوفين ، الذين يَعُم خيرهم وبركتهم على الجميع من حولهم في الجنوب والوسط . وكذا في الجانب الآخر .. حيث يَشُع نور الإيمان والتقوى ، من جِباه علماء الدين الكبار ، من أحفاد العُمَرَين .. الذين ينثرون الطمأنينة والسلام ورغد العيش ، على جميع المؤمنين .

- وأخيراً .. نحنُ العامة .. ألسنا مَنْ عّلَمَ البشرية الحروف والكتابة ؟ ألم يكن جدنا حمورابي أول مَنْ شَرعَ القوانين ؟ نحن مَنْ كانتْ عاصمتنا بغداد تحكم العالم كله .. نحن أحفاد صلاح الدين الايوبي .. نحن منبع الشعر والأدب .. بلد المتنبي والجواهري .. نحن نحتكر الامجاد كلها .. في العلم والثقافة والحرب .. في الإختراع والإبداع والشجاعة والإقدام . نحن شعبٌ مثقَف وعالي الوعي .

.......................................

منذ ليلة أمس .. وأنا أتفكرُ في هذه الفقرات الواردة أعلاه .. وأتحّيَر وأتعجَب الى أقصى الدرجات : فمع هذه النُخبة الرائعة من الطبقة السياسية التي عندنا ، بوطنيتهم ونزاهتهم ونظافة أيديهم وأرجُلهم .. ومع علماء الدين الأفذاذ الصادقين في إيمانهم ، المخلصين في تعبُدهم الداعينَ لنا ليلَ نهار .. ومعنا نحنُ ، الشعب المُكافِح المُناضل ، ذو الثقافة الباهرة والوعي الرفيع ..

مع كُل هذه الوقائع الصحيحة والحقائق الدامغة : لماذا وضعنا سئ ، وأحوالنا معوجة ؟؟

أخشى ما أخشاهُ .. أن يكون معمولٌ لنا [ عَمَل ] !.

 

8/12/2012
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter