|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت 6/4/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

( دالغة ) نفطِية

امين يونس

النفط .. ليسَ فقط مادة ثمينة ، تُتيح إمكانيات مادية وفيرة .. بل هي في الوقت نفسهِ ، تُقّدم فُرَصاً لتنمية الخَيال والإبحار في الإحتمالات والمُقارنات . وفي الحالة الكردستانية ، أدناه بعض " الدالغات " النفطية :
- إفْتَرِض أن يكون عندي صنبور ماءٍ لاينقطع ، على مدى سنوات .. فكَم من الأمتار المُكعبة سوف ينتج ؟ طبعاً كميات هائلة . وهذا الماء غالٍ ومطلوب . أما إذا كان المُستَخرَج هو " نفط " بدلاً من الماء .. وان هذا النفط ، حسب كُل التوقعات ، سيظل حتى المُستقبل المنظور ، أي للعشرين سنة القادمة على الأقل ، مطلوباً بِشدة مِن قِبل العالم الصناعي ، ورُبما ترتفع أسعاره تصاعدياً .. فتَصّور ، المدى الخُرافي للثراء الذي سأكونُ فيهِ .. بحيث لايبقى هنالك شئٌ أسمه المستحيل ، لايمكنني تحقيقه .. فالثروة الكبيرة ، تعني قوة كبيرة وسلطة كبيرة .
طبعاً .. لا أدّعي بأن النفط هو مُلكٌ لي .. بل هو للدولة وللشعب .. ولكن من البديهي ، ان تكون لي حصةٌ فيهِ .. لا بل يجب ان تكون حصة جيدة أيضاً ! . فلولاي ولولا جهودي ، لِما توفرتْ إمكانية الإستقرار أصلاً في هذه المنطقة .. ولولاي لِما كان احد يُجرؤ على التفكير بالنفط وإستخراجه وإستغلاله .
ثم .. ان حصولي على حصة ، ليست " بدعة " .. فالأرمني العراقي [ كولبنكيان ] ، كان مُجّرد وسيطٍ في بداية الستينيات ، بين الحكومة العراقية وشركات النفط ، فحصلَ على 5% ، وإستمر ذلك لسنوات " وتعلمون ان كولبنكيان هذا هو الذي بنى مدينة الالعاب في بغداد على حسابه ، من حصته في النفط " ! .. الى ان إستتبَ الأمر والحُكم ل " صدام " منتصف السبعينيات ، فإستولى على حصة كولبنكيان ببساطة ! .
دَعنا من بغداد ، وفوضى حُكم البعث وحماقات صدام .. وتَمَعَنْ جيداً في دول الخليج النفطية .. كَم عدد [ الأمُراء ] حسب إعتقادك ؟ خمسة آلاف ؟ عشرة آلاف ؟ لا ياسيدي .. أنهم اكثر من ذلك بكثير .. فبعد إكتمال عِقد هذه الدويلات في مُقتبل السبعينيات ، إضافة الى المملكة السعودية الأقدم .. لم يكن هنالك شُغلٌ شاغلٌ للعوائل المالكة ، غير المُناكحةِ والتناسل ! .. ولِكُل أميرٍ ومنذ طفولته المُبكرة ، مُخصصات مُعتَبرة .. فمن أين تعتقد تأتي كُل هذه الاموال ؟ أنها ببساطة : من واردات النفط .. ان هذه العوائل لاتقول ، ان النفط هو مُلكية خاصة لها .. لكنها عملياً ، تمتلك حصة مهمة ! .
ان " الغوغاء " والناس العاديين ، لايدركون حقيقة بسيطة : " ان الشركات النفطية العالمية ، لا تُحّبِذ العمل والإستثمار في المناطق القلقة والمُضطربة .. ولا يُجازفون بالعمل في الأماكن التي ليستْ فيها [ حكومات مُستقرة قوية ] " . ولهذا السبب ، ولأن الشركات ، تعرف حق المعرفة ، بأنني قَوي ومُسيطر على الوضع في منطقتي ، ولا توجد هنا إحتمالات لإنقلاب عسكري ، أو مجئ حكومة مُتطرفة ، ولا أدنى إحتمال في المُستقبل المنظور ، لحدوث ( تأميمٍ للنفط ) لا سامح الله ! . فأنهم يأتون الى هُنا ويحفرون الآبار .
أنهم في الحقيقة ، يُفّضلون العمل هُنا ، أكثر من جنوب العراق او وسطه .. للأسباب التي ذكرتُها أعلاه .. ورُبما أيضاً، لأنني أقدِم لهم شروطاً أحسن ، و " مُشاركة " .. ولأن هذه الشركات الكبيرة ، أصبحت [ شريكاً ] في النفط هُنا .. فمن الطبيعي ، انها ستدافع بشراسة عن " مصالحها المُكتسبة من هذه الشراكة " ، ومن النتائج الجانبية ، لدفاع هذه الشركات العملاقة ، بِما تملكه من نفوذٍ على مراكز صنع القرار في الدول الصناعية .. عن مصالحها .. فأنني ، أي أنتم أيضاً بالإستعاضة .. سنستفيد كُلنا من ذلك ولا يستطيع أحد ان يلوي ذراعنا ، سواء كان المالكي أو غيره ! . هل أدركتُم الآن .. مدى الجُهد الذي أبذله في سبيل تطور المنطقة ؟ ألا أستحق نسبة من النفط بالله عليكم ؟ هل كانَ كولبنكيان أفضلَ مِني ؟!

أنها مُجّرَد دالغة خيالية .

 

4/4/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter