|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 5 / 6 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

يِمكِنْ الحِلو زَعْلان !

امين يونس

اللقاء [ الرمزي ] الذي نّظمه وأعّده قبلَ أيام ، السيد عّمار الحكيم ، لجمع القادة السياسيين في مكانٍ واحد ، بعدَ زَعلٍ وقطيعةٍ دامتْ طويلاً .. تستدعي المُلاحظات أدناه ، التي كتبَها مُراسل وكالة ( دعاياتكو ) للأنباء .. الذي كان حاضراً ، من دون دعوةٍ رسمية :
- سألَ المُراسِل ، راعي اللقاء ، السيد عمار الحكيم : سماحة السيد ، لماذا اللقاء ( رمزي ) ؟ أجاب الحكيم ، بعد ان تعّوذ من الشيطان الرجيم وبَسمَل : وماذا في ذلك ، أنها ليستْ بُدعة .. ف " الرمزية " موجودة في كثير من الفنون ، مثل الشعر والرسم . إضافةً الى ان العديد من النشاطات السياسية في العالم أجمَع ، تلجأ الى مظاهر " رمزية " .. هل تذكرون مُظاهرة جماهير بغداد في مُقتبل الستينيات ، إحتجاجا على رفع سعر الرغيف فلساً واحداً ، حيث عّلقَ المتظاهرون المُحتجون ، أرغفة الخبز في أعناقهم .. تلك كانتْ حركة رمزية ! ، " بالمناسبة سمعتُ هذه الحكاية من المرحوم والدي عبدالعزيز ، حيث انني لم أولَد بعد حينها ! " .. فكما ترى أنني شاب في مُقتبَل العُمر .. ومع هذا ، أنا الذي خططتُ لهذا اللقاء التأريخي المُهم .. وحتى هذه فيها " رمزية " ، فأنا أريد ان أقول بصورةٍ غير مُباشرة : أن المرحلة المُقبِلة هي للشباب أمثالي ! .
- من اللقطات الجميلة والمُعّبِرة ، التي تّخللتْ اللقاء الرمزي ، هي أغنية طيب الذكر ناظم الغزالي " طالعة من بيت أبوها " المنطلقة من المُسّجَل .. وهي بالطبع ( رمزية ) لكي تلائم الحدث الكبير : فالضيوف الكِبار ، طلعوا من بيوتهم ، " وراحوا لبيت الجيران " أي بيت السيد الحكيم .. أما " فاتْ ما سّلَم عّليّ .. يِمكِن الحِلو زَعلانْ " .. فتعني السيدّين نوري المالكي وأسامة النُجَيفي .. إذ أنهما لم يُسّلما عل بعضهما في البداية ، لأنهما كما يبدو زَعلانينْ ! .
- كانتْ إلتفاتة حكيمة ، من الحكيم .. أن أوعز بوضع شريط موسيقى كلاسيكية هادئة ، لتهدئة الأعصاب المتوترة والمشاعِر المُستَفَزة .. وبالفعل فلقد ساهمتْ هذه الموسيقى في إسترخاء الحضور ، وهَيأتهُم نفسياً ، لتقَبُل المُصالحة .. لاسيما بعد أن أستمعَ الجميع بعدها ، الى أغنية كاظم الساهر " عُبَرت الشط على مودَك " .. إذ ان المقطَع الأول ساهَم في إذابة ما تبقى من جليد .. وما أن وصل الى " خّليتَك على راسي " حتى وقف المالكي تأثٌراً .. وحين أنشَد الساهِر " بَس لا تِجرح إحساسي " .. هّبَ النُجيفي .. وسارع الحكيم والآخرون الى تقريبهما من بعض ، فتصافَحا ثم إبتَسما وتضاحَكا ، وأخيراً تعانَقا وتباوسا .. فَهَللَ الجميع فرحاً وإنبِساطاً .. وشّبكوا أياديهم ورفعوها الى فوق ، كعلامةٍ " رمزية " على النَصر المُبين ! .
- قيلَ للسيد " أياد علاوي " : لماذا لم تحضّر اللقاء الرمزي ؟ .. أجابَ مُتَأوها : بأي صفةٍ أحضَر ؟ لقد تآمَر الجميع عليّ .. ونّصبوا أسامة النُجيفي زعيماً للقائمة العراقية ، وناطقاً بإسم السّنة .. فأنا مثل المرأة التي ( .. لا حِضَتْ بِرْجيلها ولا خَذَتْ سيد علي ! ) .. فحتى حركة الوفاق ، تمزقتْ والعراقية تشرذمتْ .. والسُنة لايقبلونني ، لأنني على أية حال شيعي ! .. سوف أستقرُ في لندن ورُبما أكتب مُذكراتي .
- سُئِلَ السيد " مسعود البارزاني " : ما هو سبب غيابكم عن اللقاء في بغداد ؟ أجابَ : نحنُ لسنا طرفاً في المشاكل .. ولقد بذلنا سابقا جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الاطراف جميعاً .. وعموماً .. نحنُ هُنا وعنواننا معروف .. الذي يريد أن يأتي إلينا ، سنُرحِب بهِ . ولا تنسى انه كان هنالك مَنْ يُمثلنا رمزياً في اللقاء الرمزي ! .
.......................
شوهِدَ مراسل وكالة " دعاياتكو " للأنباء وهو يُغادِر بعد اللقاء .. مُستمعاً الى أغنية نجاة الصغيرة ( لا تكذبي ) .. ولا ندري ، هل المَعني بالأغنية ، هُم الزعماء الحاضرون في اللقاء الرمزي .. أم المُراسل نفسه ! .
 

4/6/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter