|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 5 / 6 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

مُلاحظات على إنتخابات مجلس نينوى

امين يونس

أيام قليلة تفصلنا ، عن إنتخابات مجالس المحافظات التكميلية ، في كُل من نينوى والأنبار .. فَلِمَنْ سَتُقرَع أجراس النصر في الموصل .. هل لأنصار أسامة النُجيفي وأخيه أثيل ، أم لمُؤيدي المالكي ؟ .. أدناه بعض المُلاحظات :
- ينبغي مُلاحظة الفرق الجوهري ، بين شعارات الإنتخابات الحالية ، وإنتخابات مجالس المحافظات التي جرتْ في 2009 .. فحينها ، كان الشعار الرئيسي الذي رفعهُ النُجيفي ، يتمحور حول " الحَد من النفوذ الكردي في حكومة المحافظة ، بل وطَرد البيشمركة والأحزاب الكردية ، ليس فقط من مركز الموصل ، بل من الأقضية والنواحي أيضاً " . وكان هذا الشعار ، حينذاك ، يحظى بتأييد المالكي وتشجيعه ، إن لم يَكُنْ صراحةً ، فمن وراء الكواليس ! . وحتى شيوخ عشائر شّمَر ، إصطفوا مع النُجيفي ، في سبيل تهميش المكون الكردي في المحافظة وحرمانه من المُشاركة في الإدارة ، رغم حصولهِ على ثُلث المقاعد ! . وتماهياً مع ما يشبه معاداة القائمة الكردية ، فأنهم أي النُجيفي وحلفاءه ، كانوا بالضِد من الفيدرالية والأقلمة على طول الخَط .
اما اليوم فان الامور تغّيرتْ بدرجةٍ كبيرة .. فالنُجيفيون ، لم يتصالحوا مع القائمة الكردية فقط ، بل أنهم باتوا من أشَد المُتحمسين لفكرة إعلان أقليم نينوى ، بل حتى أقليمٍ أوسع للسُنة ، يضم بالإضافة الى الموصل ، كُل من صلاح الدين والأنبار ورُبما ديالى أيضاً . في حين ان ما يُمكن تسميته جبهة المالكي " غير المُعْلَنة " ، والتي تضُم طيفاً واسعاً ، يشمل معظم الذين تأثَرَتْ مصالحهم سِلباً نتيجة " التقلبات النُجيفية " ! .. بالإضافة طبعاً الى بعض الإيزيديين المُعارضين للكُرد ، وبعض شيوخ العشائر الكردية المناوئين للأحزاب الكردية ، والقسم الشيعي من الشَبَك ، والتركمان الشيعة .. الى جانب الطامحين لإستلام المناصب العُليا في إدارة المُحافظة ، بدلاً عن النُجيفي ورهطه .. من أمثال شيوخ شَمَر والجبور والحديديين وغيرهم ، و السياسيين المُنسلخين عن القائمة العراقية السابقة .
- إذا كان المُجتمع الموصللي ، يعاني من الإنقسام الحاد ، بين إتجاه النُجيفي من جانب ، وإتجاه المالكي ، من جانب آخر ... وإختلاط الأوراق بِقُوة ، مما يصعب التكّهُن بِما سيحصل عليهِ كُل طرَف في إنتخابات مجلس المحافظة .. أعتقد بأنه لن تحصل مفاجآت تُذكَر ، بالنسبة الى الكُرد وحجم تواجدهم في المجلس .. إذ أرى بأنهم سيحصلون على رقمٍ قريب جداً من الحالي ، وهو 12 مقعداَ .. وسيتراوح بين 11 / 13 مقعد . أي ستكون نسبتهم في جميع الأحوال تُقارب ثُلث عدد المقاعد .. وسيكونون الرقم الصعب الذي لايمكن تجاوزه ! . وذلك بسبب ، ان الأقضية والنواحي ذات الأغلبية الكردية ، مُغلَقة الى حدٍ ما ، للأحزاب الكردية ، ولن يحصل فيها ( الآخَرون ) على أصوات ذات قيمة .. مثلما لن يحصل الكُرد على أصوات ، في معظم مناطق مركز الموصل " بعد إخلاءها من الكُرد خلال السنوات العشر المنصرمة " ، ولا في الأطراف العربية والتركمانية إذا جاز التعبير .
......................................
* سيحاول الإتحاد الوطني الكردستاني ، جاهداً .. الحصول على أصوات تُؤهله للفوز بمقاعد في مجلس المحافظة ، لكي يكسر هيمنة حليفه " اللدود " ، الحزب الديمقراطي الكردستاني ! . وحتى الأحزاب الإسلامية وحركة التغيير ، سيحاولون إيجاد موطا قدم لهم في مجلس المحافطة .
* من المُؤسِف حقاً ، عدم إشتراك " التيار الديمقراطي " في إنتخابات مجلس محافظة نينوى ، نتيجة العراقيل وسوء الفهم ، التي رافقتْ التحضيرات الأولية ، وفشل الأطراف المدنية عموماً ، في تشكيل قائمة خاصة . لاسيما بعد أن أثبتِتْ إنتخابات ديالى وغيرها ، عدم جدوى التحالفات التقليدية السابقة ! .
* أكثر مُحافظة ، اُغتيلَ فيها مُرشحوا الإنتخابات ، خلال الأشهر الماضية ، هي نينوى . والتهديدات بالقتل طالتْ منتسبي فرع المفوضية العُليا للإنتخابات والمتعاقدين معها ، وبالفعل فأن اكثر من ألف متعاقِد ، قد تركوا العمل ! . المُحافظة الفريدة من نوعها ، والتي تبُز في ذلك المحافظات الأخرى .. في توفيرها موارد مالية ضخمة ، لتمويل الجماعات الإرهابية ولا سيما ما يُسمى دولة العراق الإسلامية ، عن طريق فرض الأتاوات والضرائب الشهرية ، على قطاعات مُختلفة ! . المحافظة التي فيها صراعٌ مرير ، بين الجيش الإتحادي والشرطة الإتحادية ، من جهة .. والشرطة وقوى الأمن المحلية ، من جهة أخرى .
في ظل هذه الأجواء المشحونة ، لا أحد يتوقع ، إنتخابات نزيهة ولو بحدودها المعقولة ، ولا مُشاركة واسعة .. وبالطبع مع إفتقاد العدالة والمساواة في الفُرص .. بين الأحزاب المتنفذة الحاكمة ، المالكة للمال والإعلام .. وبين المُرشحين المُستقلين والمدنيين والنزيهين ، الذين يحافظون بالكاد على حياتهم وسط التهديدات المُستمرة ، من ناحية .. وإفتقارهم للأدوات التي تُمّكنهم من مُجاراة المُرشحين الإنتهازيين العائدين للأحزاب الفاسدة المُتسلطة ، من ناحيةٍ أخرى ! .
 

2/6/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter