|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة 5/10/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

هذا العالَم المُضطرِب

امين يونس

أسابيع قليلة على إنتخابات الرئاسة الأمريكية .. ومظاهرات تخَللها العُنف في طهران ، بسبب الإنخفاض الحاد في قيمة " التومن " مُقارنة بالدولار .. وتصعيد خطير على الحدود السورية التركية .. وبعد سقوط قذائف على بلدة في الجانب التركي من الحدود وسقوط قتلى وجرحى .. رَدتْ تركيا بقصف بلدةٍ سورية بالمدفعية .. وإرتقتْ الازمة الى مديات أبعد ، اليوم الخميس 4/10 .. بعد ان صّوتَ البرلمان التركي ، بتخويل الحكومة ، شَنْ حملات عسكرية عبر الحدود في حالة " الضرورة " ! . منذ سنوات كانَ البرلمان التركي ، يُخّوِل الحكومة .. بشَن هجمات جوية وبرية على عناصر حزب العمال الكردستاني ، عبر الحدود العراقية ... لكن اليوم ، لم يكتفِ بذلك ، بل أضاف سوريا الى القائمة .. وأتاحَ لأردوغان التدخُل العسكري المُباشِر بحجة مُلاحقة حزب العمال الكردستاني .

- ان إطلاق بضعة قذائف هاون من الجانب السوري ، بإتجاه بلدةٍ على الجانب التركي .. في هذه الظروف .. هو تصّرُفٌ غبي الى درجة .. لا أعتقد ان حتى النظام السوري يقوم بذلك ، ولا حزب العمال الكردستاني ! .. وانا أشُكُ ان المخابرات التركية المتواجدة بكثافة داخل الحدود السورية ، هي التي رَتبتْ الامر .. لتوفير أرضية مناسبة ، لإستصدار موافقة البرلمان بالتدخل العسكري .

- وعلى الطرف الآخر .. فأن الحصار المُحكَم المفروض على إيران من الولايات المتحدة الامريكية والغرب عموماً .. قد ظهرتْ بعض ثماره اليوم .. فعندما تفقد العُملة الإيرانية حوالي رُبع قيمتها ، خلال أسابيع قليلة .. فان الركود سيزداد والبطالة سترتفع والإحتجاجات تتصاعد .. أرى ان المُظاهرات الإحتجاجية ستتفاقم ، في الايام القادمة .. وستقوم الولايات المتحدة ، بالضغط على العراق ومن ضمنه اقليم كردستان " ولا سيما إدارة السليمانية " .. بتقليص التعامُل التجاري والإقتصادي مع إيران ومنع تهريب العملة الصعبة . ان الصراع مُحتدم بين الغرب من جهة ، وروسيا والصين ، من جهةٍ اُخرى .. والساحة الرئيسية للصراع اليوم " من سوء حَظنا " هي هذه المنطقة .. التي نُشكِل فيها القلب . ومَهما حاولنا ان نتفادى ضربات المُتصارعين .. فلا بُد ان تُصيبنا ألسنة اللهب هنا او هناك ! . [ وذلك لأن العراق عموماً ببغداده وأربيله ، لم ينجح خلال العشر سنوات الماضية ، في بناء دولة مؤسسات حقيقية ، ولا ان يُشيد نظاماً متيناً يتمتع بالإستقلالية والإحترام ] .. بل إرتضى ان يكون مجموعة بيادق صغيرة ، تتلاعب بها القوى الاقليمية والدولية !.

- ان رفع الولايات المتحدة " صفة الإرهاب " عن مُجاهدي خلق في هذا التوقيت .. وتعامله بالمُقابل مع حزب العمال الكردستاني ، بعدائيةٍ غير مُبّرَرة .. لها علاقة مُباشرة بما يجري في سوريا وايران والمنطقة .. وهو دليلٌ على إزدواجية السياسة الأمريكية ، بل والدولية عموماُ .. وتأكيدٌ على ان المصالح هي في مُقدمة الاولويات .. والأخلاق والقِيَم في المؤخرة !.

- أتمنى من قادتنا في العراق .. ان يستفادوا من جميع التجارب المريرة الماضية .. وأن لايتحمسوا كثيراً لهذا الطرف او ذاك من المتصارعين حولنا .. وان يرتقوا بسياستهم قليلاً ، لكي يكونوا مثل الآخرين جميعاً [ فكلهم يفكرون ويعملون من أجل مصالح أوطانهم ] من الولايات المتحدة الامريكية وتركيا وايران وسوريا والسعودية وقطر والاردن .. الخ .. فلماذا لانفكر نحن أيضاً ولمرةٍ واحدة : بِمصلحة العراق !. فكما يبدو .. ان تغييرات على وشك الحدوث .. من قبيل سقوط الحُكم السوري .. وإندلاع مظاهرات كبرى معارضة في ايران ، إذا لو تؤدي الى سقوط النظام .. فهنالك إحتمال إندلاع حربٍ في المنطقة ..

انها مُجرد إحتمالات .. لكن يجب التهيؤ لها بصورةٍ جدية .. وإذا لم تحدث أصلاً .. فمن الضروري أيضاً .. ان تكون لنا " كعراقيين " سياسة مُوّحدة ولو بحدودها الدُنيا ، لمُجابهة هذا العالم المُضطرب المحيط بنا من كُل جانب !.

 

4/10/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter