|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 4/12/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العودة الى البيت حافياً

امين يونس

- في نُكتةٍ قديمة " خرجَ أحدهُم من قاعة الجامع بعد الصلاة .. فلم يجد حذاءه ، فصاحَ بصوتٍ عالٍ : اُحذِركُم .. إذا لم أعثر على حذائي خلال خمسة دقائق .. فسأفعل ما فعلهُ المرحوم أبي . فقام الحاضرون بالبحث ولكنهم لم يجدوا الحذاء .. فقالوا له : ماذا فعلَ أبوك ؟ قال لهم : .. عادَ الى البيت حافياً !! " .

- يوم أمس السبت 1/12/2012 .. صّرحَ " نوري المالكي " تصريحاً غريباً ، إذ قال : ( .. إذا إستمرتْ محاولات البعض ، لعزلي او سحب الثقة مني .. فسأقوم بخطواتٍ [ غير مسبوقة ] ! ) . ترى ما هي هذه الخطوات غير المسبوقة ؟ ان هذا الكلام إذا كانَ صادراً من مسؤولٍ صغير ، فرُبما لن يُؤخَذ على محمل الجد .. او من صحفيٍ أخذتْه الحماسة قليلاً ، فلا بأسَ عليهِ .. لكن ان يصدر من رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المُسلحة .. فذلك شئٌ آخر .

- التصعيد الذي يُمارسهُ " نوري المالكي " يوماً بعد يوم .. والهرولة نحو حافة الهاوية .. وسحب بعض القطعات العسكرية والدبابات من الوسط والجنوب ، وتركيزها في مُحيط كركوك قرب ناحية الرشاد ، والشحن القومي والعزف على وتر " العروبة " وتصويره وكأنه السَد المنيع الذي سيقف ، بوجه " الطموحات الكردية غير المشروعة ! ".. كُلها مؤشرات سلبية ، تدُل على سوء النِية .. وهدفها هو .. التعتيم على الفشل الذريع في إدارة الحكومة في كافة المفاصل .. والتغطية على فضائح الفساد الكُبرى المتوالية التي تُحيط بالدائرة المُقربة من المالكي .

- كما يبدو ، ان دائرة الساعين الى سحب الثقة من المالكي او تبديله .. قد إتسعَتْ في الآونة الاخيرة .. فالطالباني الذي كانتْ له حسابات خاصة ، جعلَتْه يُعرقِل سحب الثقة من المالكي في السابق ، مُندَفِعٌ اليوم لذلك . وقسمٌ مُهم من " العراقية " ما زالَ مُتحمساً للأمر بنفس درجة حماس البارزاني .. وحتى أجزاء من الإئتلاف الشيعي أيضاً ، ينتظرون تصفية الحساب مع المالكي ! . فَكُل الذين [ كسبهُم ] المالكي ، بعد ركوبهِ موجة " العروبة " .. من بعض نواب " العدالة والإصلاح " في الموصل ، ونائبَين او ثلاثة في كركوك ، ونواب " العراقية البيضاء " و " العراقية الحُرة " المُنسلخين من " العراقية " .. لايتعدون نصف عدد ، نواب " الأحرار " أي التيار الصدري ، فقط ! .. الذين من المُرّجَح انهم سوف يصطفون مع الداعين الى تبديل المالكي .

- إذن .. ماهي الإجراءات [ الغير مسبوقة ] التي سيتخذها المالكي ، ضد كُل هؤلاء ؟ .. هل سيُلقي عليهم القبض ويزّجهم في سجونهِ ؟ .. غير معقول ! . أم هل سيقوم بإنقلابٍ عسكري ينسف العملية السياسية بالكامل ؟ .. أعتقد انه غير مسموح له أقليمياً ودولياً ! . هل سيُفاجئ أقليم كردستان ويسيطر عليهِ بحركةٍ عسكرية مُباغتة ؟ .. لا يمتلك الإمكانيات الفعلية للقيام بذلك ! .

أرى أنه بعد التهديد والوعيد والصياح .. سيفعل المالكي نفس ما فعلهُ الجعفري مِنْ قَبلهِ .. ويعود الى البيت حافياً بعد ضياع حذاءه !. 

 

2/12/2012
 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter