|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 3 / 6 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الآغا أوباما

امين يونس

" أحد آغوات منطقة العمادية قبل أكثر من ستين سنة ، شأنه شان بقية الآغوات .. كانَ يُهيمِن على أراضٍ شاسعة ، مُدّعياً أنها ملكه أباً عن جد .. في حين أنه في الواقع ، فرضَ سيطرته عليها ، بالقُوة والبطش والغدر ! . على أية حال .. جاء أهالي إحدى القرى ، الى الآغا ، ورَجوهُ ان يسمح لهم بزراعة الشلب أو الرز .. في الأرض المتاخمة للقرية ، وبالطبع ان حصته محفوظة من الإنتاج .. فقال لهم الآغا : لكُم ذلك . وبعد ساعة من مغادرتهم ، وصل الى مضيف الآغا ، وفدٌ من قريةٍ أخرى ، وطلبوا منه ، ان يتيح لهم زراعة الشلب في نفس الأرض ، الواقعة بين القريتَين .. ومن البديهي ، ان حصته ستصلهُ على داير مليم ! . فوافق الآغا فوراً ، فغادروا فَرحين . وكان أحد مُساعدي الآغا حاضراً منذ البداية ، فسألهُ مُتعجِباً : أيها الكبير .. لم أفهم . لقد سمحتَ لأهالي القريتَين ، أن يزرعا الشلب ، في نفس الأرض ، فكيف ؟ .. ضحكَ الآغا قائلاً : أيها الغشيم .. بعد أيام ، سيشُب الخلاف بينهم ، وبالتأكيد سيتطور الى نزاع .. وسوف يلجأ الطرفان حتماً إلّيَ لحل الموضوع ، فليسَ لديهم من سبيل آخر ! . وعندها ، سوف أُحلحل القضية جزئياً وبصورة تدريجية ، وأفرض عليهم شروطاً ، تؤدي الى حصولي على كميات أكبر من الرُز ، من الطرفَين .. إضافةً الى تحميلهم مّنة ، لكوني نجحتُ في عملية مصالحتهم !! " .
ما يجري على الساحة السياسية العراقية اليوم .. مُشابُهٌ الى حدٍ ما ، للحكايةِ أعلاه . فالشعب والجماهير .. هُم الفلاحين القُرويين البُسطاء ، السُذّج المغلوبين على أمرهم .. الذين أسلموا قيادهم ، الى كِبار القرية ووجهاءها وملاليها " المرادفين للطبقة السياسية الحالية واحزابها المتنفذة " . أما الآغا الكبير ، فهو الولايات المتحدة الأمريكية " التي تّدعي كذبا وزوراً ، أنها راعية الديمقراطية في العالم والمُدافعة عن الحرية ، وان البُلدان جميعها ، من ضمن المجال الحيوي للمصالح الإستراتيجية الامريكية ! " .. في حين ان سياسة الهيمنة الأمريكية الغربية ، مفروضة فرضاً ، على البلدان والشعوب ، عن طريق القوة المباشرة أو الحصار والتجويع . وإذا كان بوش أو أوباما ، لا فرق .. هو الآغا الكبير .. فأن مساعديه وأدواته .. هُم أردوغان وحمد بن جاسم والملك السعودي وحتى أحمدي نجاد ! .
يذهب قادة أقليم كردستان ، الى واشنطون .. ليطلبوا من الآغا أوباما ، ان يسمح لهم بزراعة الشلب في " المناطق المتنازع عليها " .. فيقول لهم : لكُم ذلك ! . فيُسارع المالكي الى البيت الأبيض ، شارحاً انه بحاجةٍ ماسّة لزراعةالشلب في نفس المناطق .. فيخبره أوباما : تِدّلَلْ يامعّوَد أبو إسراء ! . بعد فترةٍ قصيرة ، يكون أسامة النجيفي ومن ثم عمار الحكيم .. ضيوفاً في العاصمة الأمريكية .. ويحصلون على موافقة .. على زراعة الشلب ! . وصلَ حمد بن جاسم الى البيت الأبيض وإجتمع مع الآغا وأخبره : سيدي ، أعتقد ان هنالك سهواً ، في سياستك في العراق ، فأنك أعطيت نفس الوعود المتعاكسة ، للجميع ، بصدد نفس القضايا ! . فضحكَ الآغا أوباما قائلاً : حقاً أنك غشيم .. سوف تسمع العِياط قريباً .. والكُل سوف يستنجدون بي .. وسأحصل عل نسبة مهمة من الرُز .. وأحَمِلهم جميلاً ومِنّة فوق ذلك !! .
 

1/6/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter