|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء 30/10/ 2012                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

عُطلة عيد الأضحى عشرة أيام

امين يونس

-  في المدارس التي تمتلك الحَد الادنى من المواصفات الرصينة .. يضع المُعلم او المُدرِس ، مُسبَقاً [خِطة] لإكمال المنهج المُقّرَر .. عن طريق تقسيم الحصص على ساعات الدوام المُبَينة والواضحة ، بعد إستثناء أيام العُطَل . لكن المُشكلة العملية التي تواجه هؤلاء المدرسين ، هي فوضى العطل والمُبالغة فيها والتساهُل تجاهها ، مِنْ قِبَل معظم الإدارات .. بل ان الحكومة نفسها " في أقليم كردستان العراق "، مُمثلة بوزارة التربية والتعليم ، تصدر تعليمات ب [ تمديد ] العُطل بدون أي مُسّوغٍ قانوني ، وبلا أية ضرورة مُلِحة . وآخر دليلٍ على ذلك : ما حدث في هذه الأيام .. حيث انه من المفروض ان تكون عطلة عيد الأضحى أربعة أيام .. وبما ان أول ايام العيد صادف الجمعة 26/10 .. فذلك يعني ان الاثنين هو آخر الأيام .. والثلاثاء 30/10 ، ينبغي ان يكون يوم دوامٍ رسمي .. غير ان الوزارة ومديريات التربية والتعليم .. وتماشياً مع السياسة العامة للحكومة ، إرتأتْ ان تُمدد العطلة الى يوم الخميس ! .. فلو عرفنا ان يوم " عرفات العيد " أي الخميس 25/10 .. لم يُداوم أحدٌ على الإطلاق .. بل ان معظم المدارس الابتدائية والثانوية وحتى الكُليات ، لم تداوم غير ساعة او ساعتين ، يوم الأربعاء 24/10 .. كمُقدمة ليوم عرفات العيد ! .. فأن ذلك يعني ببساطة ، ان عُطلة عيد الأضحى .. وبدلاً من ان تكون أربعة أيام .. فأنها أصبحتْ عملياً ، عشرة أيام بالتمام والكمال ! .

-  الغالبية العُظمى من الطلاب ، ولا سيما في المدارس الابتدائية والثانوية .. ليسوا مُتحّمسين للدوام ، على أقل تقدير .. إذا لم نَقُل أنهم لايحبون الدراسة أصلاً ( وذلك ناتج عن مجموعة من الاسباب ، من بينها القصور في تربيتهم سواء في المدرسة او البيت ، وعدم أهلية المدارس سواء من ناحية نوعية البناء او الخدمات المتوفرة ، لترغيبهم في الدوام ، وعدم الإهتمام الكافي من قِبَل الادارات والكادر التعليمي ، بالمتطلبات النفسية والحاجات العمرية ، للطلاب .. وتوفير ظروف مناسبة تُشجعهم على المواظبة على الدوام ... الخ ) .. مما يجعلهم اي الطلاب ، يبحثون عن أي عُذرِ للتغيب .. ويفرحون لتمديد العُطَل ! .

-  لا يزال يوجد العديد من المعلمين والمُدرسين ، الذين يستحقون صفة " المُرَبي " .. حريصون على عملهم وتهمهم مصلحة التلاميذ .. وجادون في تقديم أفضل مالديهم .. ويعترضون على فوضى العُطل وتمديدها بِشكلٍ إعتباطي .. لكن المُشكلة ان نسبة هؤلاء ، ليسَتْ بالكُثرة المطلوبة .. وان معظم (الإدارات) والمسؤولين .. والتيار العام من المدرسين .. يتساهلون مع الأمر ولا يدفعون الطلبة الى الحضور بشكلٍ جدي .. ولا يُحاسبون المُخالفين ، سواء من الطلبة او الكادر التعليمي ! .. بل ان هنالك معلمون يسعدهم تمديد العُطل ، أكثر من التلاميذ أنفسهم ! .

-  ان هذه الظاهرة السلبية .. لها مردودات في غاية الخطورة ، منها : عدم إحترام الوقت والزمن ، وتعويد التلاميذ والطلبة من مختلف المراحل الدراسية ، على الإستهانة بالمواعيد والإستخفاف بالدوام ! . تَدّني المستوى التعليمي والتربوي ، على مُختلف المستويات . تعويد المجتمع على الكسل والبطالة .

-  طبعاً .. هذه الظاهرة ليست حصراً على أقليم كردستان .. بل انها منتشرة في عموم العراق .. بل رُبما ان المشكلة هناك أكبر بسبب المُناسبات المذهبية الدينية المتوالية .

27/10/2012

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter