|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 29/8/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لتذهب بغداد الى فخامة الرئيس

امين يونس

طالما سمعنا في السابق .. ان حكومة مؤقتة شكّلتْها المُعارضة في الخارج ، تُحاول ان تحصل على تأييدٍ دولي وشرعية .. كما يحصل في هذه الآونة ، من النية لتشكيل حكومة سورية في المنفى او في المناطق المُحرَرة .. او مثل الحكومة الليبية المؤقتة في بنغازي او عندما تحصل كارثة طبيعية او إحتلال لعاصمة بلد .. فيقوم الرئيس بإدارة الأمور من مكان آخر داخل البلد او خارجه .. ولكن ان يقوم رئيس دولة العراق .. بإدارة مهامه الرئاسية على بُعد آلاف الكيلومترات ومن وسط اوروبا .. منذ شهرَين .. فذلك أمرٌ غريب بالتأكيد !. وهو أشبه ما يكون ، بالزواج بالمُراسلة .. وما يحمله ذلك من مآزق ومُفارقات !.

فالمستشارون والمساعدون ، ينقلون الى فخامتهِ يوميا ، تفاصيل ما يستجُد على الساحة العراقية .. ويستقبل بين الحين والحين ، بعض المسؤولين والإعلاميين العراقيين والاجانب .. وكان آخرهم قبل يومين .. حيث إستقبل " سعد البزاز " صاحب جريدة الزمان وقناة الشرقية ، في لقاءٍ مًطّوَل إستغرق ساعات .. تبادلَ الرئيس مع البزاز .. الآراء والجهود المبذولة لحل الأزمة الحادة التي تحيق بالوضع العراقي . ومادام فخامة الرئيس الطالباني .. يستطيع الإجتماع بسعد البزاز .. لهذه الفترة الطويلة .. فذلك يعني .. ولله الحمد .. ان صحته جيدة وان أطباءه سمحوا له بممارسة نشاطاته العادية اليومية .. وذلك يعني .. ان موعد عودته الى الوطن قد أزف .. بل ان فخامته تأخرَ كثيراً في الواقع ! .

إذ من الأجدى .. ان يستغل فخامته .. كُل دقيقة من الوقت الثمين الضائع .. في الإجتماع بأقطاب العملية السياسية العراقية في بغداد .. ويُذّلِل المصاعب ويجد الحلول ويُوفِر البدائل .. ويعمل المستحيل من اجل إنقاذ العراق من المنزلق الخطر الذي هو فيه الآن .. كان الأحرى بفخامة الرئيس ، ان يفعل ذلك في الأيام الأخيرة ويعود الى العاصمة بغداد .. وليسَ الإجتماع مع " سعد البزاز " في ألمانيا وإطلاق تصريحات شبع منها المواطن العراقي ومَلَ من هذهِ الاسطوانة المشروخة .. التي لاتحل اي مشكلة حقيقية !.

.......................................

هنالك شائعة ، ان الأطباء الألمان نصحوا فخامة الرئيس ، ان حرارة الجو في بغداد والسليمانية .. لا تُساعد على حصوله على الشفاء التام .. وفضلوا بقاءه في المانيا لغاية الخريف !.

إذا كانتْ هذه الدعاية صحيحة .. فحبذا لو يستدعي فخامته .. جميع قادة الأطراف السياسية العراقية .. المُتصارعين فيما بينهم .. للقدوم الى برلين ، لعقد " الإجتماع الوطني العتيد " وإيجاد حلول جذرية وسريعة للأزمات المتراكمة .. فلقد طفحَ الكَيل وسئم الناس من هذه المراوغات والألاعيب أمام الكواليس وخلفها !.

فإذا لم يأتي فخامة الرئيس الى بغداد .. فلتذهب بغداد الى فخامة الرئيس !.

  

28/8/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter