|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين 27/8/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

العراقيين .. والفوبيا

امين يونس

الفوبيا .. او مرض الرهاب .. يعني الخوف الشديد والمُتواصِل من موقف او نشاط او جسم او شخص .. الخ . رهاب القلق هذا او الخوف اللامَنطقي .. يكون فيه المريض او المُصاب ، يدرك تماماً بأن الخوف الذي يصيبه والقلق والضيق .. غير منطقي .

ونحن العراقيين .. ولله الحمد .. مِن أقل الشعوب إصابة بالفوبيات العادية التي يُصاب بها بقية خلق الله .. مثل ( الميزوفوبيا ) ، أي الخوف من التلوث بالجراثيم .. فنحن تجاوزنا هذه المرحلة من زمن طويل .. والجراثيم التي تتورط وتدخُل أجسامنا .. هي التي تُصاب وتموت وليسَ نحنُ ! .. فمن سنين طويلة ونحن نشرب الماء الخابط ونأكل الطعام الملوث بالإشعاعات الخطرة الناتجة عن الحروب المتعاقبة .. وتعودتْ أجسامنا على المقاومة .. فنحن لانُعاني من الميزوفوبيا . وهنالك بشرٌ مصابون ب ( البايروفوبيا ) أي الخوف من النار .. أما نحن العراقيين .. فإذا مّرَ يومانِ من غير إنفجارات وعبوات ناسفة وحرائق ضخمة ونار مضطرمة .. فلا يهدأ لنا بال .. وكأن شيئاً مُهماً ينقصنا !. اما ( السكوتوفوبيا أو ميكتوفوبيا ) أي الخوف من الظلام والعتمة .. فلاتعني لنا شيئاً على الإطلاق .. فمنذ 2003 وحتى قبلها ، فشلت الحكومات المتعاقبة في توفير الكهرباء والإضاءة والإنارة .. حتى اننا أصبحنا نستهزئ ب الميكتوفوبيا ! . وحتى بزميلتها المُسماة ( ثيرموفوبيا ) أي الخوف من الحرارة .. إذ في صيفنا الطويل تتجاوز الحرارة الخمسين درجة مئوية ولا نُبالي ونحن راضون ! . وهنالك ايضاً فوبيات .. فقدتْ معانيها الأصلية عندنا في العراق .. ولم تعد مُخيفة .. مثل ( الماكروفوبيا ) أي الخوف من الإنتظار الطويل .. فنحن العراقيين .. إنتظرنا اربعين سنة حتى خّلصنا الأمريكان من فاشية صدام .. وننتظر اليوم بكل صبرٍ وأناة .. ما سيحققه لنا حُكم الإسلام السياسي برأسيه الشيعي والسني والأحزاب القومية الكردية والعربية .. وننتظر في طوابير لا معنى لها لتكريس البيروقراطية الادارية في كل مكان .. وننتظر طويلاً للحصول على الوقود وتمشية المعاملات !. نضحكُ من اُناسٍ في الدُنيا .. مُصابون ب ( مِلانوفوبيا ) أي الخوف من اللون الأسود .. بينما نحن نعشق السواد في ملابسنا وأعلامنا ومناسباتنا وكل شئ فينا !.

غير اننا لازلنا نُعاني ومنذ عقود طويلة .. ونتيجة قمع السلطات والتربية الخاطئة في المنزل والمسجد والمدرسة .. من ( الدوكسوفوبيا ) أي الخوف من إبداء الرأي .. أو إظهار المشاعر .. لا زلنا نعاني من هذا الخوف اللعين .. من إبداء آراءنا بجرأة وصدق .. لازُلنا ننافق في كل مكان .. في المنزل .. في العمل .. في الجامع .. في المجتمع عموماً !.

من أمراضنا أيضاً .. ( الستنوفوبيا أو السينوفوبيا ) أي الخوف من كُل جديد ، الخوف من التغيير .. سواء في الأشياء او الافكار . فالحُكام الفاسدون المستبدون الناهبون .. يريدون دوماً الحفاظ على الوضع الراهن .. ويقاومون التغيير .. والجماهير الأمية ومنعدمة او قليلة الوعي .. تخاف عادة من أي تبديلٍ وتغيير وجديد !.

انصح الطبقة الحاكمة ولا سيما تلك المتورطة بالفساد والمُحتكرة للسلطات .. انها يجب ان تكف وترعوي وتصلح الامور .. قبل ان تُصاب ب ( الرابدوفوبيا ) أي الخوف من النقد الشديد والخوف من العقاب .. إذ لو إستمرتْ الأمور كما الان .. فأن العقاب سيكون قاسياً وشديداً !.

عموماً .. أنا شخصياً .. لستُ مُصاباً ب ( فالاكروفوبيا ) أي الخوف من تساقُط الشَعر .. إذ انني أصلعٌ أصلاً !.

  

25/8/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter