|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء 27/2/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

المالكي .. وتفريغ البانيو

امين يونس

" قامَ رئيس الوزراء ( نوري المالكي ) بزيارةٍ تفقدية الى الشماعية او مستشفى المجانين ، وأثناء تجواله ، سألَ المُدير : كيف تعرفون بأن النزيل قد تعافى ويستطيع الخروج ؟ أجابه : سيدي ، نعمل له إختبار [ البانيو ] . كيف ذلك ؟ قال : نأخذ النزيل الى الحمام ، حيث بانيو ممتلئ ، ونضع هناك سطل وقدح وملعقة .. ونطلب منهم إفراغ البانيو . فقاطعهُ الرئيس : وطبعاً الذي يُفرِغ الماء بالسطل ، يثبت انه شُفِيَ وانه عاقل . أجاب الطبيب : ... سيدي ليسَ تماماً .. فالذي يرفع السدادة ، هو الذي يبرهن على شفاءهِ . ومَنْ لا يفعل ذلك نُبقيهِ في المستشفى حتى يتعافى ! " .
ان " بانيو " العراق ، مُمتلئٌ عن آخرهِ ، بالأزمات والمشاكل والسلبيات والنواقص والمياه الوسخة .. وهنالك عدة وسائل مُتاحة ، لتفريغهِ ، ثم وضع ماء نظيف فيه .. والوسائل تتراوح ، ما بين القَصَبة والملعقة الصغيرة والقدح والسطل والجردل .. ورفع السدادة . ومن الطبيعي ، ان الطريقة المُثلى لتفريغ وتنظيف البانيو ، هي رفع السدادة ببساطة .. ولكن ذلك يحتاج الى بعض التضحية ، من قبيل المُجازفة بإنزال الذراع الى داخل البانيو لرفع السدادة ، وما يترتب عليه من البَلَل ورُبما الوساخة أيضاً . ولكن بدلاً من ذلك ، فأن أولي الامر وحُكام العراق .. ورُبما لأنهم ليسوا أسوياء عقلياً ، او قد يفعلون ذلك عمداً .. فأنهم يقومون بهذه المهمة ، أي تفريغ بانيو الأزمات والمشاكل ، بأبطأ الوسائل وأقّلها نجاحاً .. فبعضهم الذي يستخف بعقول الناس ، يلجأ الى الملعقة ، ويقول بأنه عاكفٌ على تخليص البلد من الازمات والمشاكل ، وهو في الحقيقة لايريد ذلك ، بل يتعمد السير بسرعة السلحفاة ! . وبعضهم الآخر يلهي نفسه ويلهي المواطنين ، ويّدعي بأنه منهك من كُثرة الأقداح التي أفرغها من البانيو .. وشيخهم الذي عّلمهم السحر .. أي نوري المالكي ، فأن أقصى ما يستطيع التفكير به ، كما في الحكاية اعلاه .. هو " السطل " ! .. إذ انه أما ( لا يعرُف ) بأن هذه الوسيلة لاتنفع .. أو انه ( مُتعمِد ) ولا يُريد ان تنتهي الأزمات والمشاكل ! . فالفساد ينافس الإرهاب ، في تمزيق البلد ومنع تقدمه وتطوره .. والمالكي لايرفع "السدادة" .. والتمييز في تطبيق القوانين ، والإنتقائية في مُحاسبة المُقصرين .. أصبحتْ من السِمات الراسخة للحكومة .. والمالكي يستخدم الملعقة والقدح . والمشاكل المتراكمة مع أقليم كردستان ، في تفاقمٍ تصاعدي .. والمالكي يُناوِر ويُداور . الميليشيات المتطرفة ، تنشط في وضح النهار ، من جانب .. والقاعدة والبعث تعيثان فساداً ، من جانبٍ آخر .. وحزب المالكي يُراهن على الزمن ، مُعتقدا ان الإنتخابات القادمة ، ستكرسه حاكماً أوحداً ، بالديمقراطية وصناديق الإقتراع .
....................................

ان الطبيب ، قالَ بصورةٍ غير مُباشرة .. ان النزيل الذي لايختار " السدادة " في عملية تفريغ البانيو .. يعني انه بحاجة الى المكوث في المستشفى ، ولا زالَ يعاني من أمراض ذهنية ونفسية ، ولا يصح خروجه لأنه غير مُؤهَل بصورةٍ كافية . والمصيبة ان حُكامنا لا يعرفون او رُبما لا يريدون تفريغ بانيو الأزمات .. بسُرعة وبطريقةٍ صحيحة !.

 

26/2/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter