|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة 25/1/ 2013                              أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الفرق بين الشَلاتي والسَرسَري !

امين يونس

[ يقول الكاتب ( مؤيد الناصر ) : " الشلايتي " هو موظف معين من قبل الحكومة في عهد الدولة العثمانية يقوم بمراقبة الأسعار في السوق والتأكد من عدم التلاعب بها من قبل التجار .. وعندما بدأ هذا الشلايتي بأخذ الرشاوي من التجار وغض البصر عن التلاعب بالأسعار عينت الحكومة موظف جديد سمته "السرسري " ومهمته مراقبة الشلايتية والتأكد من قيامهم بعملهم الصحيح ونزاهتهم .. ولكن العدوى انتقلت للسرسري وبدأ بأخذ الرشاوي أيضاً وأصبح المصطلحين يطلقان على الفاسدين وحرفت بمرور الزمن ] .

إذا كانتْ المعلومة أعلاه صحيحة .. فذلك يعني ببساطة ، ان حوالي نصف حُكامِنا ومسؤولينا الكبار وموظفينا المُهمين ، " شلاتية " وقرابة النصف الآخر " سرسرية " ! . ولا أحد يقول انك تُعّمِم ، فأنا تعمدتُ القول : حوالي وقرابة .. لأنه لايزال هنالك القليل القليل من الشُرفاء ! .

فكما كانتْ الدولة العثمانية ، تُعّين بعض الموظفين لمراقبة الأسعار في السوق والحرص على تنفيذ القوانين ، ومُحاسبة المُخالفين .. وأسمتْ هؤلاء الموظفين شلاتية .. فكذلك اليوم هنالك طبقة سياسية كاملة ، من المُفترَض ان تكون مُهمتها ، هي مراقبة الأوضاع العامة للشعب والإقتصاد والأسعار وتوفير الخدمات والأمن وتطبيق القانون ، ومُحاسبة المُقصرين ، وتُسميهم : وزراء  وموظفين كبار وقادة وضُباط ... الخ . وكما ان شلاتية العهد العثماني ، إنحرفوا عن الطريق القويم ، وباتوا هُم أنفسهم يقترفون الموبقات ويتجاوزون القانون .. فإظطرتْ السلطة ، ان تقوم بتعيين موظفين آخرين لمراقبة الشلاتية والحَد من تجاوزاتهم ، وأسمَتهُم سرسرية .. ولكن بعد فترة قصيرة ، إنحرف السرسرية أيضاً .. فقامَ النظام وقتها ، بتعيين آخرين لمراقبة السرسرية ! .. وبذلك ترسَخَتْ البيروقراطية الإدارية .

واليوم .. وبعد ان إنغمستْ الطبقة السياسية المتنفذة الحاكمة ، في الفساد والنهب المُنّظم ، وأثبتوا انهم " شلاتية " بإمتياز حسب المُصطلح العثماني .. فلقد إستدعتْ الحاجة ، الى إستحداث مناصب ومواقع ، لمراقبتهم والحَد من فسادهم ومُحاسبتهم .. وسُمِيَ هؤلاء الآخرون ، نواب وقُضاة ومجالس وهيئات ، وبدلا من مراقبة الفئة الأولى وتقويمهم .. فأنهم أنفسهم إنخرطوا تدريجياً في الفساد وخرق القوانين .. فإستحقوا عن جدارةٍ وإستحقاق ، أسم " سرسرية " وفق المصطلح العثماني أيضاً ! . وتدور في الآونة الاخيرة ، مداولات بين الكتل السياسية الرئيسية الحاكمة ، من اجل تعيين ، آخرين بالتوافُق وحسب المُحاصصة العتيدة .. لِمُراقبة السلطات التنفيذية ، أي الشلاتية ، وكذلك السلطات الرقابية أي السرسرية ! .. ولم يتم إبداع أسم جديد لهؤلاء السادة الجُدد المُزمَع تعيينهم ، وهنالك دعايات تقول ، انهم سيكونون من المُجتثين وفق قانون المسائلة الذي سيُلغى قريباً .. والله أعلم .

 

23/1/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter