|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  24 / 8 / 2013                             أمين يونس                         كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حتى الأموات .. ينتخبون

امين يونس

وسط اللغط الذي يجري ، في أقليم كردستان ، بِصدد الشكوك بمُحاولات تزوير مُسبَقة ، تقوم بها أحزاب السُلطة ، للإنتخابات القادمة. وبالذات حولَ عدم شطب الوفيات ، من سِجل الناخبين في العشر سنوات الماضية .. إنتشرتْ بعض الحكايات الطريفة :
- هنالك دعاية مُغرِضة تقول ، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني ، في مناطق نفوذه .. أي في دهوك وأربيل .. لم يشطب غير أعداد قليلة من الأموات ، منذ سنة 2000 ولغاية الآن .. في حين ان الإتحاد الوطني الكردستاني ، في السليمانية وكَرميان ، لم يُمارس هذه المُخالفة ، إلا منذ 2005 .. أي أن إعتراضات ، الإتحاد الوطني ، ليستْ على " المُحتوى " ، بل على فَرق السنوات التي إستغلها شريكه الإستراتيجي ، لصالحهِ ! . وتكملةً لهذه الدعاية المُغرِضة ، يُقال ، ان جزءاً مُهما من نسبة زيادة نفوس دهوك وأربيل ، مُقارنة مع السليمانية وكَرميان ، مُتأتية من عدم شطب السيدات والسادة الأموات ! . والله أعلم .

- في لقاءٍ غير رسمي ، قالَ أحد اتباع الحزب الديمقراطي الحاكم ، لزميله من أحزاب المعارضة ، لإغاضتهِ : .. كما تعلم ، فنحنُ نحترم موتانا ، ونعتبرهم شُهداء ، وبما أنهم كذلك .. فأنهم [ خالدون ] لايموتون ، وهُم في وجداننا وضمائرنا . ونحنُ ناسٌ عمليون كما تعرف .. لانكتفي بالتنظير .. بل نُحّول الأمر الى واقع ملموس .. ولهذا فأننا لم نسعَ الى شطب هؤلاء من سجل الناخبين .. ونحن مُتأكدون تماماً ، انهم .. أي الشُهداء الأموات .. سيرتاحون في قبورهم ، ويفرحون .. عندما يصوتون في الإنتخابات المُقبِلة لقائمتنا !.

- في إشاعةٍ روّجها ، واحدٌ من خُبثاء المُعارضة ، يقول : .. ان التزوير قديمٌ قدم عُمر الأقليم . فقبل أكثر من عشرين سنة .. حينَ كانتْ إحدى مُنظمات الإغاثة العائدة للأمم المتحدة ، تطلب من الاحزاب المتنفذة في الأقليم .. قوائم وإحصائيات عن المدن والقُرى ، من أجل توفير الغذاء والمستلزمات الضرورية لهم .. فأن هذه الأحزاب ، كانتْ " تُضيف " أعداداً مُحترمة لحسابها الخاص ! .. وتبيع هذه المساعدات ، في الداخل او في دُول الجوار .. والمُصيبة ، ان المنظمات كانتْ تدرك ذلك بالتأكيد ، لكنها تتعامى ! .

أما ما يجري في " البطاقة التموينية " ، فحّدِث ولا حَرج .. والحَق يُقال ، فأن جماعتنا في الأقليم ، قد تعّلموا التلاعب والتزوير في البطاقة التموينية ، من سئ الذكر صدام ونظامه . ففي ذلك الزمان ، ولكي يلتف على العقوبات الدولية ، فأن النظام البائد ، قد أضاف أكثر من مليونَي مواطن وهمي ، على قوائم البطاقة التموينية .. وتَصّرف بالأموال كما يشاء .

واليوم ، الكُل ( أي جميع الأحزاب المُشتركة في الحكومة في بغداد ) يتحدثون عن سوء المواد الغذائية في سلة البطاقة التموينية .. ويتكلمون عن التأخير في الإستلام وعن الفساد في العقود وعن الهدر الكبير .. وعن وعن ... الخ . وجميعهم بلا إستثناء ، يتقاعسون [ عمداً ] في حل المُشكلة .. لأنهم مُشتركون في السلب والسرقة وتقسيم الحصص ! .

- المفوضية [ المُستقلة ] للإنتخابات .. هذه المفوضية المسكينة .. لاتستطيع ان تفعل شيئاً بصدد هذه الأقاويل والدعايات والإشاعات .. التي بعضها مُفتَعَل وبعضها الآخر ، مُبالَغ فيهِ .. وبعضها صحيح .. ولكن حتى الصحيح منها .. تجد المفوضية نفسها عاجزة ! .. بسبب ان إعتمادها ، فقط على " الوثائق " و " الأوراق " ، المُقدمة لها من الجهات الرسمية : وزارة الصحة ، ووزارة التجارة .

ووفق هذه الأوراق ، فأن لا وجود لخللٍ في سجل الناخبين . و [[ إذا ]] جرتْ الإنتخابات في موعدها في 21/9/2013 .. فأن الكثير من المرحومين والمرحومات ، مُدرجة أسماءهم في سجلات الناخبين ، ورُبما سيصوتون أيضاً !... حتى انه ، يُقال ، ان أحزاب المُعارضة الثلاثة ، بدأتْ نشاطاً دؤوباً ، في سبيل إقناع قسمٍ من الأموات ، للتصويت لها أي الى المُعارضة في الإنتخابات ىالقادمة !
 

21/8/2013
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter