|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد 23/9/ 2012                                                       أمين يونس                                          كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تنسيق دفاعي بين العراق وموريتانيا

امين يونس

منذ 2003 ولغاية 2007 .. فأن " دونالد رامسفيلد " وزير الدفاع الأمريكي السابق ، كان وزير الدفاع الأكثر قدوماً للعراق .. حيث زارَنا عدة مرات .. ومن الطبيعي ، انه كان يأتي ويعود من غير دعوةٍ رسمية ولا حتى من دون إستئذان .. فالإنسان عادةً .. لايحتاج الى مثل هذه الأشياء الأصولية .. وهو يزور بيته الثاني ، او الباحة الخلفية لمنزلهِ أو حديقته ! . وطبعاً لم يكن رامسفيلد ، الوحيد الذي يجئ ويروح بهذه الطريقة .. فوزراء دفاع معظم الدول المتحالفة مع الأمريكان ، المحتلين للعراق .. قاموا بذلك .. مثل وزير الدفاع البريطاني وغيره .

وعلينا نحن العراقيين ان نتجاوز هذه الشكليات البسيطة .. لأننا والأمريكان أحباب .. وكما يقول المَثَل " بين الأحباب تسقط الآداب " ! .. وهُم " يمونون " علينا .. إن لم يكُن لشئ .. فعلى الأقل لإسقاطهم صدام ونظامه وتخليصنا منه . وليسَ هذا وحسب .. فأن " بريمر " الله لايذكره بالخير .. أصدر ومنذ الأيام الاولى .. قراراً بِحَل الجيش العراقي " علماً ان القرار كان تحصيل حاصل ، فالجيش الباسل حَلَ نفسه تلقائياً ولم يعُد له وجود حتى قبلَ 9/4/2003 " . ومن الطبيعي ، فأن الإحتلال الأمريكي ، إضطلع بِمُهمة إعادة تشكيل الجيش العراقي ، وفق اُسُسٍ جديدة تتلائم مع العراق الديمقراطي ! .. ومن البديهي ، ان الجهة التي تُشرِف على إعادة تشكيل الجيش والقوات المسلحة ، بالتعاون مع المسؤولين العراقيين .. هي وزارة الدفاع الامريكية بالذات .. ولهذا السبب بالضبط .. يقوم العَم " ليون بانيتا " وزير الدفاع الامريكي .. بزيارات مُستمرة الى بغداد ، مُعلَنة وغير مُعلنة .. من اجل الإطلاع عن كثب ، على [ التطور الحاصل في الجيش العراقي .. وأساليب التدريب المتقدمة .. والتسليح الجديد بِطابعه الامريكي .. والطُرُق الإستخباراتية الحديثة .. والإبداع في مُحاربة الإرهاب .. وأخيراً ، التحَكُم بالحدود بقبضةٍ من فولاذ وردع كُل مَنْ تُسّول له نفسه ، التدخُل في الشأن العراقي ! ] . ومن الطبيعي .. ان كُل هذا النجاح الباهر ، لم يكُن ليتحَقق لولا ثلاثة أمور : الأول هو الميزانية الخُرافية المُخَصصة للجيش ، والثاني هو إشراف أكبر وأقوى دولة في العالم ، على تشكيل الجيش العراقي الجديد وتوريد الأسلحة ، والثالث هو الكُم الهائل من الضُباط الكبار من البعثيين ، والذين لهم خبرة طويلة ، وهم الان يديرون الجيش تحت قيادةٍ مدنية كفوءة ، من امثال " حازم الشعلان " و " سعدون الدليمي " و " عبد القادر العبيدي " وطبعاً على رأسهم القائد العام " نوري المالكي " ! .

وكتتويجٍ لنجاح سياسة وزارة الدفاع العراقية ، بل النجاح مُنقَطِع النظير في الملف الأمني عموماً .. فأن السيد [ وِلِد أدي وِلِد محمد الراضي ] وزير الدفاع الموريتاني .. قام يوم أمس بزيارة العراق .. وإجتمع مع وزير الثقافة أصالةً ووزير الدفاع وكالة " سعدون الدليمي " .. وتباحثا حول المخاطر التي تُواجه دول المغرب العربي ، بسبب الحركات المتطرفة والإرهابية .. ويبدو انه طلبَ مُساعدات من الجانب العراقي ، بجانبيها المادي والخبرة الاستخبارية .. ويُقال ان الدليمي ، أخبرهُ انه مُجرَد وكيل مؤقت لوزارة الدفاع لايحل ولا يربط .. وانه وزير ثقافة ، وعرض على " وِلد محمد الراضي " إستعداده لتقديم أي مساعدات ثقافية قد تحتاجها نواكشوط ! .

يُذكَر ان وِلد أدي وِلد محمد الراضي .. إجتمع لاحقاً مع رئيس الوزراء " نوري المالكي " .. أوعزَ بعدها المالكي ، الى الجهات المُختصة .. بتوفير كافة الإحتياجات التي تطلبها جمهورية موريتانيا الشقيقة .

 

22/9/2012
 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter